الإمام علي عليه السلام لم يولد في بيت الله سواه

منصة 2024/01/25
...

 إبراهيم هلال العبودي

يعد شهر رجب المرجب من الأشهر المباركة، ففيه ولد الأسد الضرغام أسد الله الغالب، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، المعروف بأمير المؤمنين، بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة 13 رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة، ولم يولد قط في بيت الله مولود سواه، لا قبله ولا بعده، وهذه فضيلة خصه بها الله إجلالا لمحله ومنزلته، وإعلاء لقدره.

حضر حروب النبي الأعظم (ص) بكاملها ما عدا غزوة تبوك التي لم يلقَ المسلمون فيها كيدا، وقد استخلفه النبي على المدينة، وقال له: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي". 

كان وما زال علي بن أبي طالب يحظى بمكانة مرموقة وشأن رفيع، ويعد أفضل وأتقى وأعلم شخصية بعد النبي الأعظم (ص)، وخليفته حقاً، وبعد أن أنهى النبي (ص) حجة الوداع، وبناء على آيّة التبليغ أمر الناس أن يجتمعوا في منطقة غدير خم، ثمَّ ألقى خطبة الغدير، ورفع يد الإمام علي (ع)، وقال: «من كنت مولاه، فهذا علي مولاه. اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه»، وهنّأ بعض الصحابة كـعمر بن الخطاب الإمام علي (ع) بإمرة المؤمنين بعد هذه الخطبة، ولقّبوه بـأمير المؤمنين، ويرى المفسّرون أنَّ آية الإكمال نزلت في هذا اليوم. 

وكان الإمام علي (ع) جادّا وغير متسامح في تنفيذ الشريعة الإسلاميَّة، والتطبيق الصارم للقانون، والأسلوب الصحيح لإدارة الدولة، الأمر الذي جعل البعض لا يطيقونه، وكان شديداً في منهجه هذا حتى مع أقرب أصحابه، وكان يعتقد الإمام علي (ع) أن مراعاة الحقوق المتبادلة بين الحاكم والناس لها ثمرات كثيرة، وعندما عيّن مالك الأشتر لولاية مصر أمره بحُسن الخلق إلى الناس سواء المسلم وغير المسلم والتعامل بالإنسانيَّة مع الجميع، ونشبت ثلاثة حروب في فترة حكمه القصيرة وهي معركة الجمل، وصفين والنهروان.

ويعود تأسيس معظم العلوم لدى المسلمين كـالنحو والكلام، والفقه والتفسير إلى الإمام علي (ع)، ومن مؤلفاته نهج البلاغة • الخطبة الشقشقيَّة • الخطبة الخالية من الألف • الخطبة الخالية من النقطة • الخطبة الخالية من الراء • 

كما كان الإمام عليّ (ع) رجلاً شجاعاً شَهِدَت له الميادين بالبطولة، والتضحية، والفداء وكان صاحب علمٍ غزيرٍ، وفِقهٍ عميقٍ بالقرآن والسنّة؛ بما حباهُ اللهُ من اللسان السؤول، والقلب العقول. كما كان رجلاً حكيماً، وقاضياً عَدلاً؛ بفضل دعوة النبيّ لهو كان خطيباً مُفوَّهاً تقطر عباراته، وكلماته بلاغةً، وسحراً تحلّى بكثيرٍ من الصفات الحَسنة، كالوَرَع، والتقوى، والحياء، والتواضُع، والعفّة، وغيرها.

روى ابن قتيبة أنّه: لم يصارع قط أحداً إلّا صرعه. ووصفه ابن أبي الحديد بقوله: أمّا القوة والأيد: فبه يضرب المثل فيهما، وهو الذي قلع باب خيبر، واجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه، وهو الذي اقتلع هبل من أعلى الكعبة، وكان عظيماً جداً، وألقاهُ إلى الأرض. وهو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في أيام خلافته عليه السلام بيده بعد عجز الجيش كلّه عنها، واستخرج الماء من تحتها. وكان ختام عمر الإمام علي (ع) أنه استشهد في 21 من شهر رمضان سنة 40 هـ.. في محراب مسجد الكوفة وهو يصلي، على يد أحد الخوارج اللعين ابن ملجم المرادي، ودفن في النجف الأشرف، وحرمه من الأماكن المقدّسة.