واقع وأحلام ومقترحات

ثقافة 2019/05/22
...

 صلاح حسن السيلاوي 
 
 
قبل مدة زمنية طويلة ربما تزيد على تسع سنوات كنت قد اجريت استطلاعا عن واقع البيوت الثقافية ومستوى ما تقدمه من فعاليات ، وحينها كانت آراء اغلب من اشترك في الاستطلاع تشير الى ترد واضح  وقلة التخصيصات وما الى ذلك من امور سلبية في عملها وادارتها  وهنا رأيت ان أعيد الفعل ذاته لنكتشف مع القارئ ما تغير في تلك الأراء .  
 
تقشف وحراك متزايد
الشاعر باقر صاحب تحدث عن البيت الثقافي في مدينته السماوة مشيرا إلى  عدم توقف نشاطاته طيلة الفترة الماضية، نشاطات أسبوعية وأحياناً تزيد عن أكثر من نشاط في الأسبوع الواحد، وهي نشاطات متنوعة على حد قوله وضرب صاحب مثلا على ذلك التنوع بقوله: من فعاليات البيت الثقافي الاحتفاء بإصدار كتاب إبداعي أو بحثي لأحد كتاب أو أدباء المثنى، منهم الشاعر قاسم والي والأكاديمي باقر الربيعي، والكاتب إحسان أبو شكاك وغيرهم، فضلاً عن احتفائه بتجارب نسوية أدبية عديدة، مثل الكاتبة والأكاديمية فردوس نعيم الظالمي، والقاصة والأكاديمية زينب ساطع، والشاعرة زهراء الوائلي، التي أقيم لها مؤخراً حفل توقيع مجموعتين شعريتين.وأوضح أيضا : البيت الثقافي يحتضن جميع نشاطات أتحاد أدباء وكتاب المثنى، إذ ليس للأخير أي مقر، لذلك هناك تنسيق جيد بين البيت والاتحاد، بالإضافة إلى إقامة المعارض التشكيلية لفناني وفنانات المثنى فيه.بالنسبة للتقشف، لا يزال القائمون على البيت وعلى رأسهم مديره ياسين الفضلي، يبوحون لنا بأن نثرية البيت تكاد تكون ضئيلة، ولهم تدابيرهم الخاصة في تغطية نفقات الضيافة وعمل الدروع والشهادات للمحتفى بهم في البيت.
 
 فعاليات متنوعة 
الناقد زهير الجبوري أشار إلى أن الحديث عن الثقافة في العاصمة أو في المحافظات العراقية التابعة للمؤسسة هو حديث عن خطاب المؤسسة ببعدها الوظيفي، فنحن مجتمع ينظر الى الثقافة بوصفها تاريخا ووعيا طبقيا.. على حد تعبيره،  لافتا إلى أن الثقافة ميدان سوسيو ثقافي وسوسيو سياسي ونفسي .. لهذا قامت الدولة على توسيع رقعة المؤسسة الثقافية من خلال البيوتات الثقافية بعد العام ٢٠٠٣ .. لتنهض بثقافة الهامش من خلال الفروع هذه .وأضاف الجبوري : لأنني اعيش في مركز مدينة الحلة، وعلى تواصل مع فعاليات ونشاطات البيت الثقافي البابلي،  أجزم بأنه من أنشط وأكثر المنابر الثقافية تميزا،  فأنا انحاز جدا له لانه قدم فعاليات متنوعة على الصعد كافة .. ولاضير في ذلك لان من عمل به أول مرة هو من الوسط الثقافي الإعلامي.. وحتى هذه الأيام يعد البيت الثقافي البابلي شعلة متوهجة في إقامة الفعاليات المنتظمة.. على الرغم من محدودية الصرفيات  المالية ان لم نقل بأنها شبه معدومة هذه الفترة.. وما بؤسفنا حقا .. ان البيوتات الثقافية لم تخصص لاغلبها مقرات متفردة لوحدها.. أو ابنية بمواصفات كاملة كالقاعات والمسارح وغرف الادارات. مايريده كل من يعمل في المؤسسة الثقافية ان تتوفر له مناخات ملائمة للعمل على تطوير  وتوسيع نشاطاتهم فالبيوت الثقافية افرزت العديد من الطاقات الاعلامية.. واذا توفرت بعض المتطلبات فإنها ستظهر اكثر فأكثر خدمة للثقافة العراقية .
مسرح مهمل 
الفنان التشكيلي فاضل ضامد تحدث عن البيت الثقافي في كربلاء لافتا الى ان مسرحه مهمل وادارته غير قادرة على الترميم والاعادة..مؤكدا على ان المسرح الذي هو الان  جزء من البيت الثقافي في كربلاء كان قد تأسس العام ٨٢ ولكنه لم يخدم المحافظة بالمساحة الثقافية المرجوة منه منذ التأسيس حتى هذا اليوم على حد رأيه .واضاف ضامد بقوله :  نحن نعرف ان وزارة الثقافة غير قادرة على ان تعيد مجد هذه الصروح الثقافية بسبب اهمال الدولة وعدم تخصيص ميزانية لهذه المسارح العظيمة، اضافة الى التابوات، صحيح أن هناك انفتاحا ولكن الشعور بالخوف موجود. 
 
البيوت الثقافية في الاقضية 
الشاعر معن غالب سباح قال : البيت الثقافي في الديوانية والآن يسمى قصر الثقافة والفنون تجربة مهمة ومؤسسة واعية في حسن التناول الثقافي ومد اليد الى الآفاق الثقافية والمواهب المتميزة في المحافظة لأن العاملين فيه يقود سفينتهم فنان متميز هو المخرج المسرحي صادق مرزوق وكادر من الشعراء والكتاب ولم ألحظ على أدائهم التقشف والفاقة لكي الحظها بعد انقضاء الأزمة المالية فكانت نشاطاتهم تمتد بدءأً من التعاون مع اتحاد الادباء في الديوانية بعقد الأمسيات الثقافية أسبوعيا وإقامة الورشات لتعليم الرسم وكتابة القصة والموسيقى وإقامة المعارض للفنون التشكيلية أملي لهم ولعملهم التألق والسداد. واتمنى ان أعرج على تجربة البيوت الثقافية في الاقضية والتي تعد  تجربة محترمة في مد وشائج الخدمة الثقافية فقد افتتح في قضاء الشامية بيتا ثقافيا اغلق بداعي التقشف  نتمنى ان يعاد افتتاحه .