متنافسان في الفتحة السابعة

آراء 2024/01/29
...

 حمزة مصطفى


في الستينيات من القرن الماضي صعد شاب وسيم في الأربعينيات من عمره، ليصبح الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة الأميركية. لكن جون كنيدي قتل بعد نحو سنتين من تسلمه منصبه 

(1961 -  1963). ومع أنه لم يهنأ لا بالمنصب ولا بالزوجة الجميلة «جاكلين كنيدي» فإنه خلف حزنا وجدلا أضيف إلى سلسلة المآسي التي ضربت عائلته ذات النفوذ والثراء. زوجته التي خانته عدة مرات تزوجت بعد سنوات من مقتله الملياردير اليوناني ارسطو أوناسيس. في التسعينييات من القرن الماضي فاز شاب وسيم آخر وفي الأربعينيات من عمره أيضا برئاسة أميركا. وبعكس كندي ابتسم الحظ مرتين لبيل كلنيتون حيث أكمل دورتين رئاسيتين وزوجة جميلة «هيلاري»، أخلصت له برغم خيانته لها مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا. هيلاري لم تكتفِ بلقب السيدة الأولى، بل صارت وزيرة خارجية ونافست دونالد ترمب على رئاسة أميركا. ترمب الذي كان حين أصبح رئيسا في السبعينات من عمره خسر الدورة الثانية ويستعد الآن للمنافسة من جديد تؤازره زوجة جميلة «ميلانيا» وسلسلة فضائح حولها إلى مكاسب. 

 وترمب الذي كان حين خسر دورة رئاسية ثانية في أوئل السبعنييات من عمره أمام جو بايدن الذي كان في أواخر السبعينيات من عمره، يقود الآن وهو في أواخر السبعينايت من عمره أقوى حملة انتخابية، لينافس مجددا بايدن الطامع إلى دورة ثانية وهو في أوائل الثمانينيات من عمره. كلاهما على وفق توصيفاتنا للأعمار التي هي بيد الله في الفتحة السابعة. وعلى ذكر الفتحة السابعة كان رئيس وزراء ماليزيا التاريخي مهاتير محمد يقود ماليزيا من نصر إلى نصر وهو في أوائل التسعينيات من عمره. أي متخطيا كل الفتحات. هنري كيسنجر أشهر وزراء خارجية العالم في القرن العشرين بقي يسافر ويطلق التصريحات ويقدم النصائح ويكتب المقالات وهو في عمر المئة. وقد مات أواخر العام الماضي بعد أن تخطى المئة. تخطى هو الآخر كل الفتحات. بالعودة إلى ترمب ومنافسه بايدن فإن ترمب تلاحقه مثلما هو معروف عشرات القضايا من بينها فضائح جنسية، لكنه في مجتمع يختلف منظوره لمفهوم الفضيحة عن منظورنا تمكن حتى الآن من تحويل التهم التي تلاحقه في المحاكم إلى مكاسب إنتخابية ضد خصمه الثمانيني جو بايدن. بايدن تلاحقه أنماط أخرى من الفضائح والمشكلات في المقدمة منها مشاكل إبنه «هنتر» فضلا عن زلات اللسان والسقطات عند سلم الطائرات. مع ذلك كل شيء ممكن في الولايات المتحدة الأميركية بلد المهاجرين الأول في العالم، الذين يمكن لأي منهم أن يفوز بفرصة كان يحلم بأقل منها قبل تحققها ببضع سنوات. 

كولن باول الذي كان أوائل السبعينيات ممنوعا عليه كونه أسود البشرة دخول مطاعم البيض في طريق عودته بإجازة ضابط شاب من حرب فيتنام، صار بعد أقل من عقدين من الزمن رئيسا لاركان الجيوش الأميركية ووزيرا للخارجية. باراك أوباما الأسود هو الآخر والنصف مسلم قفز إلى منصب السيد الأول في أميركا ولفترتين، بينما تربعت زوجته ميتشل على منصب السيدة الأولى وهي السمراء جدا دون أن يقول لها أحد على عينك حاجب، أو لست من ذوات الحسن والجمال.. مثل هيلاري وميلانيا وقبلهن الخائنة جاكلين.