مكاسب آسيا عديدة وخط الدفاع بحاجة إلى ترميم

الرياضة 2024/02/01
...

 الدوحة: بلال زكي

توقفت المشاركة العراقية في نهائيات أمم آسيا لكرة القدم المتواصلة فعالياتها في دولة قطر عند حاجز الدور ثمن النهائي بعد الخسارة أمام الأردن في سيناريو حزين ومؤلم لمباراة انتهى وقتها الأصلي بفوزنا بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد برغم النقص العددي، ولكن الحال تغير بعد ذلك، إذ وجدنا أنفسنا وبظرف ثلاث دقائق فقط متأخرين بالنتيجة لتنتهي المواجهة بخسارة قوَّضت أحلام جماهيرنا بالذهاب بعيداً في هذه النسخة للمسابقة عطفاً على الطريق السالكة وصولاً إلى الدور نصف النهائي وكذلك على ما تم تقديمه من مستويات متميزة نالت الثناء والاستحسان خلال مرحلة المجموعات.
لن أتطرق للظلم التحكيمي الفاضح الذي طال منتخبنا ولمسه الجميع ليس في العراق فحسب بل حتى الوطن العربي وبقية أصقاع المعمورة، عدم التطرق لهذا الأمر سببه الإيمان المطلق بأن الرأي العام نجح بتعرية الحكم (الإيراني- الأسترالي علي رضا فغاني) ولن استبعد اتخاذ عقوبات صارمة بحقه إن أراد الاتحاد الآسيوي حفظ ماء وجهه بكل تأكيد.
ما يهم حالياً هو دراسة المشاركة القارية من جميع الجوانب وبتأن تام وبلا انفعال، والبناء على المرتكزات والمكاسب المهمة التي تحققت لتكوين منتخب رصين يحمل لواء كرتنا لبلوغ عتبة المونديال المقبل 2026.
ومن بين أبرز المكتسبات التي لم نلمسها سابقاً وشهدناها حالياً وجود وفرة واضحة من اللاعبين في كل مركز فضلاً عن تلاشي الفوارق الكبيرة بين البدلاء والأساسيين، يقابل ذلك بعض الهفوات التي تتطلب وجوب معالجة الجهاز الفني الإسباني بقيادة خيسوس كاساس الضعف الدفاعي ومحاولة إيجاد بدلاء مناسبين لبعض لاعبي الخط الخلفي ممن تقدم بهم العمر وبات واضحاً عدم قدرتهم على تطبيق الواجبات الفنية والبدنية بأفضل صورة، وما استقبال شباكنا لسبعة أهداف في أربع مباريات إلا دليل قاطع على فقر المنظومة
الدفاعية.
أمر إيجابي ومهم آخر تمثل بإصدار اتحاد كرة القدم بياناً رسمياً في اليوم الذي تلا لقاء الأردن أعلن فيه ضمنياً دعمه للمدرب قاطعاً بذلك الطريق أمام المتصيدين بالمياه العكرة ويعزز حالة الاستقرار الفني الذي يعيشه منتخبنا وكان من ثماره حصد ست نقاط مهمة بعد الفوز في البصرة على أندونيسيا وخارج الديار على فيتنام في بداية مشوار التصفيات القارية المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 وأمم آسيا 2027.
ختاماً إذا ما أردنا النجاح مستقبلاً فيجب علينا استخلاص العبر والدروس من لقاء أندونيسيا الأول في نهائيات آسيا الذي حققنا خلاله فوزاً مهماً حفَّزنا وبشكل كبير على مجابهة اليابان (بعبع آسيا والعالم) ومن ثم اجتياز حاجز فيتنام بتشكيلة جلُّها لم تشارك في المباراتين الأوليين، أما مواجهة الأردن فيجب أن نتعلم منها عبرة وعدم التهاون واللعب حتى صافرة النهاية، وكذلك تحذير وتوجيه لاعبينا بأننا أصبحنا اليوم لا نلاعب المنتخبات المنافسة وحسب، بل حكّام المباريات أيضاً.