خالد جاسم
* قبل مدة زمنية ليست بالقصيرة من دخول منتخبنا الوطني النهائيات الآسيوية الأخيرة، طالبنا الجميع بالصمت شعبياً وإعلامياً عن توجيه العتب واللوم والانتقاد للمنتخب ، كما طالبنا بتركيز الجهود وتسخيرها معنوياً لأجل منتخب يحمل اسم العراق، وهو ليس منتخب درجال أو كاساس أو فلان أو علان أو اتحاد الكرة وقلنا أننا لسنا معنيين بحملات البعض تحت مختلف المسميات في تسقيط أي من هؤلاء بحجة الحرص على المنتخب والغيرة على الوطن في الظاهر، والغيرة والحسد وتصفية الحسابات وتقاطع المصالح والعداء الشخصي هو الباطن . وبالرغم من تسجيلنا الكثير من الملاحظات والتحفظات حول الية إستدعاء اللاعبين وطريقة الإعداد وماتضمنته من محطات تجريبية وماتمخض عنها من نتائج لم تكن إيجابية مع العديد من الثغرات الأخرى، إلا اننا فضلنا الصمت ولانزال طالما أن أياً من محطات رادار التشويش مهما تنوعت جهاتها ومسمياتها تبقى ليست في صالح هذا المنتخب الذي قلنا مراراً وتكراراً إن مهمته صعبة بل وعصيبة جداً في المشوار الآسيوي لكنها في الوقت نفسه ليست مستحيلة، والأمر في حينه كما وصفناه لاعلاقة له بما نطلق عليه مبدأ الفزعة القائم على الولاء والغيرة والعزم والإرادة، وكأننا المنتخب الوحيد في العالم الذي تستحضر فيه تلك الخصال وبقية منتخبات عباد الله تنقصها هذه المواصفات التي لاتحتاج إلى جرعات منشِّطة وأمصال قوية طالما أن البديهي والمعروف أن من يرتدي قميص الوطن مطالب بالغيرة والحرص والعزم من أجل بلوغ الفوز، وكل منتخبات الكرة الأرضية لاتعتبر هذه الخصال مكتسبة أو صناعية في تكوينها بقدر كونها راسخة في القلب والضمير، كما هي لاتحتاج إلى تثقيف وحملات توعية بقدر اعتبارها تتويجاً لمجهودات فنية وبدنية ونفسية ليس إلا ..
مشكلتنا إننا نطالب منتخباتنا بالفوز دائماً مهما كانت أحوالنا سيئة في التحضير والإعداد والتهيئة، ولانقول هي في أدنى درجات السوء في التخطيط الصحيح، نطالب منتخبنا بالانتصار وهو غير مؤهل لتحقيق ذلك في مباراة تجريبية مع منتخبات أدنى مستوى، وكيف نطالب هذا المنتخب بالفوز في كل مواجهة، والمباراة مع أي من تلك الفرق سواء جرت على أرضها وبمساندة كبيرة من جمهورها أو في ملاعبنا المفترضة لن تغير شيئاً من حقيقة الأمر الراسخ في تفوق بقية المنتخبات علينا في نواح كثيرة وليس في مجال مهارات اللاعبين وخبرتهم والكفاءة التدريبية التي توظف عقول هؤلاء أجنبية كانت أم محلية . نعم هذه ليست قواعد ثابتة في كرة القدم طالما تبقى لكل مباراة ظروفها الخاصة بدليل نوعية العروض والنتائج التي حققناها في الدوحة وكانت سمة التقلب حاضرة دائماً وهي سمة ليست مقتصرة علينا بل تراها حاضرة في كثير من المنتخبات مع أن المقارنة هنا تضحى ضرباً من العبث وإلا ماكانت هناك كرة قدم وهي سيدة المفاجآت واللعبة التي تعتمد اصطياد الأخطاء وحسن استثمارها وليس تقديمها بالمجان للخصم وتتفرج عليها بطريقة تقترب من الغباء عندما يقدمها الخصم إليك على طبق من ذهب . وعندما نشير إلى تلك الحقائق لاينبغي الصمت أو السكوت عن الخطأ حتى عندما نخسر في مباراة ودية أو تجريبية , وماحدث قبل بطولة آسيا مؤخراً أن كاساس أراد فرصة أخيرة كي يتمكن من الثبات والاستقرار على التشكيلة النهائية التي اعتمدها في نهائيات كأس آسيا مع أن هذا التبرير لايلغي على الإطلاق تواضع الأداء وهو أمر لا أعتقده خافياً على المدرب وطاقمه المساعد الذين نتمنى عليهم رسم برنامج تحضير دقيق حتى أزوف موعد الاستحقاق الأهم في تصفيات كأس العالم .