عن الوعي الاحترافي بوجهة النظر

ثقافة 2024/02/14
...

بشير حاجم



لطالما قُلتُ، مراراً و/أو تكراراً، إنّ ثمّة استقراراً تحديثيّاً جليّاً للرواية العراقيّة منذ بدايات القرن الحاضر(1). لقد عزوتُ هذا الاستقرار التحديثي الجلي، بإجرائيّات تطبيقيّة عمليّة، إلى وعي عينيٍّ مُشخّص من هذه الرواية، ذاتها، خصوصاً بعد التاسع من نيسان “أبريل” 2003(2). ذلك لأنّه، كما عزوتُه كثيراً، ما كان له، أبداً، أن يَسِمَ مجمل نماذجها، الأهمّ في الأقلّ، لولا هذا الوعي العيني المشخّص بـ: البنية ـ التقنية ـ الجمالية ـ الثيمة(3).

ففي “البنية” إنعاشٌ للنص هدفُه القارئ، سواء كان استثنائيّاً أمِ اعتياديّاً، لأنّها بنية شكله، أيْ شكل نص الرواية، إذ يمارس المكتوبُ أمام قارئ ما نشاطَه لصياغتها، ناهضاً بسرديتها، فيتميّز بها ـ مقروءاً حينها ـ عبْر علاقتها بالقواعد والقوانين المميِّزة لها(4).

وفي “التقنية” إدهاش النص للقارئ الاستثنائي، ثم لنظيره الاعتيادي لاحقاً، وهو قبالته قارئ: فعلي/ مثالي/ أدائي، حدّ المستقبلية، يجب على الكتابة السردية الوصفية، عن طريق نص الرواية، أن تُعنى ببنائه قارئاً نموذجيّاً(5).

وفي “الجمالية” إمتاعٌ بالنص مرادُه القارئ، مزدوجاً = استثنائيّه // اعتياديّه، وهذا المراد، الذي يُشترط بـ: لا إفراط و لا تفريط، يمكن تلخيصه، حسب قابلية نص الرواية، بأنْ يُشار إلى الإمتاع من طرف قارئ كهذا ـ مزدوج ـ هكذا: هو ذاك(6).

أمّا في “الثيمة” فإقناع النص للقارئ على دفعتين: اعتيادية ثم استثنائية، أي تصاعديّاً لا تنازليّاً، تتعلّق كلتاهما تراتبيّاً عند قارئ متأنٍّ غير متعجِّل بمجرى الأحداث، ضمن شبكة نص الرواية، طبقا لـ: طريقة وصفها = عقلية الرؤيا + أمانة سردها = نقلية الرؤية(7).

الآن, بالطريقة والأمانة هاتين، حيث تتعالق “الثيمة” مع “البنية/ التقنية/ الجمالية”، يجب إدراك الآتي: ((واحد من أهم منجزات علم السرد هو الحقيقة بأننا نميز اليوم بين المؤلف والراوي.))(8). فالمقصود بـ”المؤلف”، هنا، هو “الروائي” الوالد لـ”الراوي” المُتمظهر في “الرواية” بأنّه بطلها، إنْ كان داخليّاً غير خارجيٍّ، و((ما لم يُقطع الحبل السري الذي يربط البطل بمؤلفه، فلن نجد أمامنا عملاً أدبياً، بل وثيقة شخصية))(9). أيْ، من ثمّ، إذا كتب روائي أيديولوجي رواية أيديولوجية، مثلاً، فإنّه ((ليس موجوداً لكي يختار من بين الأيديولوجيات ما 

يلائمه، ولكنه موجود ليمتحن جميع الأيديولوجيات ويشاكسها))(10).

الآن، مرّة أُخرى، أتساءل بجِدٍّ نقديٍّ: ماذا لو أنّ روائيّاً، لأنّه مُلتزمٌ سياسيّاً!، قد قرّر _ في إحدى رواياته _ مواجهةَ إرهابيٍّ؟ هذا قرارٌ نبيلٌ، أو قرارُ نبيلٍ؟، حتماً يحتاج لتنفيذٍ أنْبل: جمالي! فـ”الرواية” أدب، لا شكّ، و”الأدب” جمال، دون ريب، و”الجمال” ضدّ “القبح”، نعم، ليس بالضرورة النقدية فرعاً، لا، بل بالفطرة البشرية أصلاً: ((تفيد (الجمالية) بمعناها الواسع محبة الجمال، كما يوجد في الفنون “...”، وفي كل ما يستهوينا في العالم المحيط بنا.))(11).

إذاً: الروائيٌّ نصّ قبالة الإرهابيِّ سياقاً، هنا، أيِ الجماليّ قبالة القبحيّ، تراتبيّاً، حيث <قبالة> بمقامِ ]مواجهة[. لكنّها ليست عسكرية أو إعلامية أو خطابية أو سياسية، أو...، مهما تعاظم نُبْلُها! إنّها ]روائية[، حصراً، أيْ معنيّة بجمال المبنى الأدبي النصّي ونُبل المعنى الحياتي الشخصي معاً. أمّا وجهة نظر صاحبِها، الذي ليس مُؤدِّياً سرده بصوته ولا مُقدِّما بطله كصورته، فهي مُغيَّبة في روايته، شعريّاً و علاميّاً، يحتاج اكتشافها تحليلاً خاصّاً(12).

هنالك روائيون غير واعين لهذه المواجهة الروائية، ولا لوجهات النظر فيها، أحدهم “طاهر فرج الله” بنموذجه: حب في زمن الإرهاب، ذي العنوان الماسخ، منذ استهلال متنه بلسان راوٍ خارجي: (بعد التغيير الذي حدث في العراق، اعتقد الكثير أن الأوضاع العامة للبلاد ستتحسن وبشكل خاص الجانب الاقتصادي، إذ ظهرت بوادر من هذا القبيل تلوح في الأفق، فبعد أن كان راتب الموظف يتراوح بين الدولار أو الدولارين، تحول بين ليلة وضحاها إلى ما يعرف بمنحة العشرين دولاراً ليكون الراتب في المستقبل القريب مجزياً للموظفين والعاملين في القطاع الحكومي، ما أدى إلى رفع القدرة الشرائية للمواطن. أضف إلى ذلك فإنَّ الوعود بالقضاء على البطالة بدأت تتخذ لها مكاناً متميزاً في جدول الأعمال الحكومي، ذلك من خلال العقود التي من المقرر أن تبرم مع الشركات الأميركية والأوروبية. إلا أن حدثاً لم يكن بالحسبان قلب الأمور رأساً على عقب، تمثل بظهور سلاح فتّاك لا تعلم ساحات الطعان والحروب شيئاً عنه، ذلك هو سلاح الإرهاب الذي أخذ يفتك بأرواح الآلاف من الأبرياء فتكاً لتتناثر الجثث إلى أشلاء، إثر كل إنفجار لسيارة مفخخة أو عبوة لاصقة، ليصبح من الصعوبة جداً لذوي الشهداء العثور على جثة متكاملة لأبنائهم،)(13).

هذا يقودني إلى أنّ أيّة مواجهة روائية كهذه، بكلِّ وجهات نظرها المغيّبة، تتطلّب وعياً إزاءها، خبيراً بها ـ قيِّماً عليها، حيث ((الوعي له وظيفة تطوّرية.))(14). مِن ثَمّ، لهذا التطلّب، إنّ وعياً كهذا، وظيفته مطوِّرة، لا يُجيده سوى روائيين محترفين. فهؤلاء يجيدون التعامل مع جميع المواجهات الروائية، بعكس الروائيين الهُواة كلّهم!، منها هذه الخطيرة الآتية: من حقِّ الروائي، كلّ روائي، أن يدين أيّ شيء، ولو “تابو”، بل من حقِّه، إذا شاء هو، حتى إدانة وطنه! فما باله، والحالة هذي، تجاه حربٍ على هذا الوطن أو ضدّه؟ أكيد إنّ له حقّاً، بلا أدنى شكٍّ، في إدانتها. لكنْ هنا، وفقاً لفرضيّةٍ محسوبة عن الواجب الأهمّ من الحقِّ المهمّ، يبرز أمامه سؤالُ الـ: “أنّى”؟ يجب عليه، جواباً لهذا السؤال، أن يدين هذه الحرب بفعل سردي ذي جمالية لا بانفعال نثري ذي تعبوية.

هناك روائيون محترفون: كمّيّاً ـ نوعيّاً ـ كيفيّاً، معاً، يعون هذا الوجوب، الجوابيّ، كـ”ميسلون هادي” من خلال نموذجها السادس: حلم وردي فاتح اللون(15)، مثلاً، إذ تدين فيه حرباً على وطنها، متّخذة منها “ثيمة”، برواية داخلية موضوعية، ليست خارجية ذاتية، ثم باستثمار وثيقة، ليس باستغلال صوت، حيث لسان بطلتها الأستاذة الزراعية “فادية”: (في الصحيفة اليومية التي اختليت بها بعد العشاء، “...”، كنت أقرأ موضوعاً عن الألوان يقول: “...”. وفي موضوع آخر عن المتاهة العراقية رحت أقرأ: “بعد التاسع من نيسان، غطت بغداد في سكون عجيب، ولم يصدر عن الناس، وهم العراقيون، أيُّ ردة فعل سريعة غير هذا السكون.. كانت أياماً تشبه، في سكونها، أيامَ العُطل والإحصاءات السكانية والجُمَع الشتائية الباردة.. لا أحد يأتي.. ولا شيء يحدث.. ولا حكومة تعمل.. ولا قانون يُخشى منه.. ولا شيء على الإطلاق.. صحيح أن الفرهود كان جارياً على قدم وساق، والمتحف العراقي كان يُنهب من اللصوص والرعاع، إلا أن قلوب الملايين من الشرفاء كانت تبكي بصمت وتنزف بصمت. “...”. طويتُ الصحيفة “...” ووضعتُها جانباً لأحاول استرجاع تلك الأيام التي لم أعشها هنا،)(16).

حين أتحدّث عن الاحتراف(17): كمّيّاً ـ نوعيّاً ـ كيفيّاً، هنا، فلأنّ في بالي احترافين آخرين عند الروائيين العراقيين: أحدهما نوعيٌّ كيفيٌّ ـ آخرهما كيفيٌّ فقط.

ثمّة الأوّل، أيِ النوعي الكيفي، مثلما هو عند “نزار عبد الستار” ضمْن نموذجه الثاني: الأمريكان في بيتي(18)، بعد نظيره: ليلة الملاك ـ بغداد 1999، إذ يدين فيه <الأمريكان> بجمالية تصاعدية مُعتبَرة، يُعتدُّ بها، من خلال بطله الراوي الصحفي “جلال”(19): (بللت وجهي بكالونيا أولد سبايس لتطهير مسالكي التنفسية من رائحة الزيت المحروق التي أشاعها تنفس الجنود الأمريكان في بيتي.) ص: 7 ـ 8/ (أكثر ما أغاظني أن الأمريكان دمروا قمصاني المكوية.) ص12/ (أنا لا أستطيع الربط بين وجود الأمريكان في بيتي وبين ما يحدث في الخارج،) ص42/ (أشعر بالذل لأن الأمريكان في بيتي وهذا يجعلني أتعاطف كثيراً مع الوطن في حظه العاثر،)(20) ص: 42 ـ 43/ (لم أتوقع _ من الأمريكان ـ ب.ح _ أن يغادروا بيتي بهذه السهولة، فهذه أقصر زيارة لهم في تاريخ احتلالهم بيتي.) ص46.

أمّا الثاني، أيِ الكيفي فقط، فمثلما هو عند “حميد الكفائي” في نموذجه الثالث: أسبوع العسل، بعد نظيريه: عابر حدود ـ بغداد 2014 _ الغائب الحاضر ـ الشارقة 2021، إذ يدين فيه <الدكتاتور> بحديث بين: متديّن جزائري ـ علماني عراقي: (بدأتُ العملَ بصمتٍ وعدم اكتراث، وفجأة جاءني مصعب وسألني إن كان لدي دقيقتان كي أتحدّثَ معه. فقلت له لا بأس، ولكن ليس عن صدام حسين، فقد تحدثنا عنه سابقاً وأنت غير مقتنع بأنه دكتاتور، بينما هذا هو رأيي به “...”. كان سمير يجلس في المكتب المجاور فانتبه إلى حديثنا فتدخل مخاطباً مصعب: إنْ أردتَ أن تتحدث عن بوتن فتعال وسوف أحدثُك عنه. “...”. وفي هذه الأثناء انشغلَ مصعب مع موظف من الفريق التركي، كريم، كان ماراً وبدأ يتحدث معه. شكرتُ سمير أنه أنسى مصعب الحديث عن صدام حسين، “...”. لكن مصعب لم ينسَ. إذ عاد للحديث معي بعد ذهاب الرجل التركي. “قل لي يا سليم، لماذا وقفتُم، أنتم العراقيون، ضد صدام وهو رجل وطني وقومي ويريد تحرير فلسطين وتوحيد الأمة العربية وتوزيع الثروة بين أبنائها”؟ التفتُ إلى سمير قائلاً بصوت خافت “كيف أرد على هذا المعتوه”؟ ضحك سمير ولم يعلِّق، فالتفتُّ إلى مصعب وخاطبتُه بجدية: “اسمع يا مصعب. سأقولُها لك للمرة الأخيرة، وأرجو ألا تكرر هذا السؤال عليَّ بعد اليوم. صدام دمَّرَ العراقَ والأمة العربية. “...”)(21).

هذا الاحتراف الثالث الأخير، أيِ الكيفي فقط حتى الآن، لم يقتصر على روائيين ذوي نموذجين فأكثر، لا، بل تعدّاهم إلى نظرائهم من أصحاب النموذج الواحد، الذي ليس لهم سواه، بمن فيهم شعراء عديدون، لكنْ ليسوا كثيرين؟، كتبوا الرواية، لدواعٍ مختلفة، فنجحوا فيها، بنسبٍ متفاوتة بين نماذجهم، أرى من أهمّهم “عبد الزهرة زكي” في نموذجه (غريزة الطير)(22) ذي الرواة {البوليفونيّة}، أبطالاً و شخصياتٍ، ممّن وزّع عليهم ستة عقود من التاريخ الخطير للعراق المعاصر: آدم (بعض الموصليين أكّدوا لقاءَهم بالسيد أحمد صالح والد ناز في الموصل التي وُلد ودرس وتوظّف فيها قبل نفيه عام 1956 لأسباب سياسية إلى البصرة) ص300/ سليمان (اشترينا المنزل في صيف 1963 بعدما صرنا على يقين بأن مُدد أسفارنا إلى لندن ستكون أكثر من أيام إقامتنا في العراق، فقد بدا لنا أن تيار الدم الذي أريق في مجزرة قصر الرحاب سيظلّ جارياً، وما دم الزعيم عبد الكريم قاسم الذي أُهرِق في مبنى وزارة الدفاع في صبيحة جمعة رمضانية من شباط ذلك العام إلا موجة في تيار دمٍ لن يتوقف.) ص160/ فوزي (جهودي خلال السنوات الأخيرة في التحرّي عن عائلة ناز أوصلتني إلى نتيجة تفيد بوصول العائلة إلى دهوك، ومن المفترض أنّهم غادروها عبر الحدود إلى تركيا في عام النحس والمصائب، 1979.) ص303/ فوزي (نهاية عام 1979، “...”. انقلبت السياسة في البلد، وكثرت الاعتقالات وامتلأت السجون وجرى تغييب الكثيرين.) ص21/ فوزي (أقسمت عليه بروح أخيهما الثالث (كمال) الذي لم يعثروا على جثمانه بعد معركة نهر كارون عام 1981 ومع هذا تسلموا ورقة استشهاده في الحرب بعد مرور أكثر من عامين على مصرعه.) ص107/ آدم (خلال سنوات الحرب، بالضبط في عام 1985، جرت محاولة لاقتيادنا، أنا وفوزي، إلى القتال ضمن صفوف الجيش الشعبي.) ص60/ سهاد (ساعدتنا الطبيعة التخصصية لمستشفانا، أنا وزوجي الدكتور حسين خالد البدر، على أن لا نكونَ بتماس مع القوات العراقية طيلة وجودها. يوم 5 آب 1990 جاءتنا إلى المستشفى قوّةٌ محدودة، وكانت خليطاً من عسكريين ومدنيين،) ص213/ فوزي (هذه ورقة، أو وصية، تحمل تاريخ 15 كانون الثاني 1991، أي قبل بدء الحرب بيومين. حينها كان الشعور السائد ما بين الناس في البصرة هو أن تكون المدينة موضعاً متقدماً وساحةً لحرب مدمّرة.) ص105/ آدم (في كانون الثاني 1991، “...”، اشتعلت الحرب فاحترق البلد. توقفت التحقيقاتُ معي.) ص207/ فوزي (تبدو فكرة تغيير الأمكنة مهيمنة على أذهان أكثرية المواطنين داخل البلد. وهذا ما كنّا عليه حين بدأت حرب 1991،) ص283/ فوزي (تقطّعت الاتصالات الهاتفية ما بعد الحرب، عام 1991،) ص15/ فوزي (ليس سوى ملفات عُثر عليها في دوائر الأمن بعدما انتهت سلطة الحكومة في كردستان عقبَ انتهاء حرب الكويت وتفجّر الانتفاضة عام 1991) ص305/ فوزي (عرفت من نوزاد برواري أنه كان عضواً في البرلمان الكردستاني الذي تأسس بعد 1991.) ص304/ فوزي (بعد حادث قصف منزل الرسامة ليلى العطار في شارع الأميرات ببغداد عام 1993 ومصرعها فيه، “...” باتت كل الأماكن أهدافاً محتملة لحرب منتظَرة.) ص283/ آدم (الحرب باتت وشيكة الحدوث، قبل أسابيع، في 15 تشرين الثاني 2002، صدر قرار مفاجئ بتبييض السجون.) ص277/ آدم (في الحادي والعشرين من آذار 2003، بدأ الهجومان البرّي والبحري باتجاه البصرة وموانئها وآبار نفطها.) ص291/ آدم (ما حصل بعد 2003 يوحي للعراقيين، في الأقل لي، بأن طغيان السلطة استُخدم كوسيلة لارتكاب طغيان أتعس،) ص317/ فوزي (ويصفونه أيضاً بالمحتج بعد ذلك على الاحتلال وسوء إدارة البلد ما بعد 2003.) ص324/ آدم (حصل هذا في 19 آب 2004 حيث فُجّرت شاحنة مفخّخة في مقر ممثلية الأمم المتحدة في فندق القناة بالرصافة.) ص308.

هي ذي المواجهة الروائية، المبنويّة الشعريّة ـ المعنويّة العلاميّة، مع الوعي الاحترافي بوجهة النظر فيها، مهما بدت خطيرة، لذلك، إذاً، لا يَفقهُها إلّا الروائيون المحترفون، أدائيّاً ـ أداتيّاً، حيث ((روايتنا متسيّدة جميع الروايات العربية ـ إجمالاً ـ بما فيها رواية المصريين))(23).


***                  

(1) بدءاً من: الدفع الرباعي – بويطيقية “البنية ـ التقنية” + سيميائية “الثيمية ـ الجمالية” ـ بحث في الرواية العراقية / ملخص متني, بشير حاجم، ضمْن: نحكي لنحيا - مجموعة البحوث المقدمة في مؤتمر الرواية العراقية، الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ـ بغداد، ط1، 2016، ص131.

(2) أساس هذا الخصوص مُتعلّق بالثيمات، في الدرجة الأولى، لأنّ الروائيين العراقيين بعد هذا التأريخ، حيث 

التغيير السياسي المعروف، قد توفّروا على انفتاحات سياسية عديدة بلا تخندق وراء انغلاق عقائدي وحيد. للتوسّع: عن روايتنا الجديدة مفهوماً مراداً (شهادة نقدية)، بشير حاجم، الأديب العراقي ـ مجلة فصلية، الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ـ بغداد، ع10، شتاء 2015، ص: 134 ـ 137.

(3) يُنظر: الدفع الرباعي – بويطيقية “البنية ـ التقنية” + سيميائية “الثيمية ـ الجمالية” ـ بحث في الرواية العراقية / ملخص متني, بشير حاجم، ضمْن: نحكي لنحيا - مجموعة البحوث المقدمة في مؤتمر الرواية العراقية، م.س، ص131.

(4) يُنظر: الراوي .. الموقع و الشكل - بحث في السرد الروائي، يمنى العيد، مؤسسة الأبحاث العربية ـ بيروت “لبنان”، ط1، 1986، ص53.

(5) يُنظر: آليات الكتابة السردية - نصوص حول تجربة خاصة، أمبرتو إيكو، ترجمة و تقديم ـ سعيد بنكراد، دار الحوار للنشر والتوزيع ـ اللاذقية “سورية”، ط1، 2009، ص51.

(6) يُنظر: لذة النص، رولان بارط، ترجمة ـ الحسين سحبان و فؤاد صفا، دار توبقال للنشر ـ الدار البيضاء “المغرب”، ط1، 1988، ص22.

(7) يُنظر: شعرية النثر (مختارات) – تليها أبحاث جديدة حول المسرود، تزفيتان تودوروف، ترجمة ـ عدنان محمود محمد، مراجعة ـ جمال شحيد، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ـ دمشق “سورية”، 2011، ص194.

(8) مدخل إلى علم السرد، مونيكا فلودرنك، ترجمة ـ باسم صالح، دار دجلة الأكاديمية للنشر والتأليف والتوزيع والترجمة ـ بغداد “العراق”، ط2، 2021، ص159.

(9) قضايا الفن الإبداعي عند دوستويفسكي، م. ب. باختين، ترجمة ـ جميل نصيف التكريتي، مراجعة ـ حياة شرارة، دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد “العراق”، 1986، ص72.

(10) النقد الروائي والأيديولوجيا – من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي، حميد الحمداني، المركز الثقافي العربي ـ الدار البيضاء “المغرب” – بيروت “لبنان”، ط1، 1990، ص36.

(11) الجمالية, ر. ف. جونسن، ضمن: موسوعة المصطلح النقدي، مج1، تحرير ـ جون. د. جمب، ترجمة ـ عبد الواحد لؤلؤة، دار الرشيد للنشر ـ بغداد “العراق”، ط2، 1982، ص269.

(12) شعرية التأليف – بنية النص الفني وأنماط الشكل التأليفي، بوريس أوسبنسكي، ترجمة ـ سعيد الغانمي و ناصر حلاوي، المجلس الأعلى للثقافة ـ القاهرة “مصر”، 1999، ص23.

(13) حب في زمن الإرهاب، رواية، طاهر فرج الله، دار السياب ـ بغداد “العراق”، 2012، ص: 3 ـ 4.

(14) الوعي – مقدمة قصيرة جدّاً، سوزان بلاكمور، ترجمة ـ مصطفى محمد فؤاد، مؤسسة هنداوي للتعيلم والثقافة ـ القاهرة “مصر”، ط1، 2016، ص124.

(15) مسبوق بالنماذج الآتية: العالم ناقصاً واحد ـ بغداد 1996/ يواقيت الأرض ـ عمّان 2001/ العيون السود ـ عمّان 2002/ الحدود البرية ـ بيروت 2004/ نبوءة فرعون ـ بيروت 2007.

(16) حلم وردي فاتح اللون، رواية، ميسلون هادي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت “لبنان”، ط1، 2009، ص: 114 ـ 116.

(17) ((احتراف “...” ممارسة عمل بصفة مستمرّة ومنظّمة بقصد الارتزاق منه “...”.))/ معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عمر، بمساعدة فريق عمل، عالم الكتب ـ القاهرة “مصر”، ط1، 1429هـ - 2008مـ، مج1، ص475.

(18) سأعتمد: الأمريكان في بيتي، رواية، نزار عبد الستار، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت “لبنان”، ط1، 2011.

(19) (ـــ الأمريكان لا يقبلون أن أترك بيتي. لم يعد بإمكاني فعل شيء. سأنتظر إلى أن يرحلوا.) ص143.

(20) (أخذ العلبة من يدي بعصبية وقال بوجه محمر: ـــ يحق لنا أحياناً أن نكره الوطن.) ص29.

(21) أسبوع العسل، رواية، حميد الكفائي، دار الفينيق للنشر والتوزيع ـ عمّان “الأردن”، ط1، 2024، ص: 33 ـ 36.

(22) سأعتمد: غريزة الطير، رواية، عبد الزهرة زكي، الرافدين ـ بغداد “العراق”، ط1، 2023.

(23) عن روايتنا الجديدة مفهوماً مراداً (شهادة نقدية)، بشير حاجم، م.س، ص135. ويُنظر: زمن الحكي .. زمن القص ـ تقنية الحوار في الرواية العراقية، بشير حاجم، مركز الثقلين للدراسات الستراتيجية ـ بغداد “العراق”، ط1، 2009، ص27 ـ هـ8.