حي «التنك} في السماوة.. أحلامٌ من حديد

الباب المفتوح 2024/02/14
...

وصلت لصفحة “الباب المفتوح” رسالة المواطن علي ساجت من مدينة السماوة/ محافظة المثنى، يناشد فيها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومحافظ ورئيس مجلس محافظة المثنى والجهات ذات العلاقة، النظر في معاناة المواطنين الساكنين في حي “التنك”، قال فيها: “حي التنك.. هكذا يسمى في محافظة المثنى، لأن جدران البيوت مبنية من (تنكات) الدهن المملوءة بالتراب والمرصوفة فوق بعضها البعض، وهي ليست بأحسن حال من غرف البيوت التي بنيت من (البلوك) اليدوي، وتُسقّف من جذوع النخيل، ويقع هذا الحي في قرية سيد جبار قرب حي الصدر الثالث في أقصى الجانب الشرقي من مدينة السماوة، وهو من الأحياء الفقيرة ويسكنه أناس بسطاء لا يملكون أراضي أو عقارات، وقد ستروا أسرهم بهذه الحال، وبحسب المسؤولين فغن الخدمات من ماء وكهرباء وصرف صحي لا تقدم لهذا الحي لأنه تجاوز»!.

وأضاف ساجت: “يعاني أهل هذا الحي من ظروف معيشية صعبة وشوارع تملؤها الحفر والمستنقعات والأوبئة، وأكوام النفايات ومياه الصرف الصحي التي لا تعرف نهايتها، وتزداد المعاناة في فصل الشتاء مع نزول المطر وبرودة الطقس، لتتحول معظم البيوت إلى مستنقعات وبرك صغيرة وتصبح على شكل مسابح والسقوف لا تصمد بوجه المطر، و(التنك) يصدأ فيأكل أحلام الفقراء التي من حقها أن تحلم بعيشةٍ حسنةٍ وحياة سعيدة كباقي الشعوب”. 

وبيّن أن “هناك مناظر مؤلمة داخل الحي، فإذا نظرت في وقت الظهيرة عند اشتداد الحر إلى أماكن النفايات في هذا الحي أو الأحياء المجاورة، ستجد الأطفال يفتشون عن قناني (البيبسي) الفارغة أو (الفافون) أو أي شيء يباع، وعند الصباح تجد نساء طاعنات في السن وهن يرُمنّ الذهاب إلى أعمال لا تتناسب وأعمارهن المهدرة والمكرّسة لتوفير لقمة العيش أو كسوة متواضعة أو لسد نفقات العلاج، وهذا كله لا يختلف طبعاً عن بقية أحياء المدن العراقية، لذا فأن أهل هذا الحي والأحياء المجاورة لا يطلبون مناصب سيادية أو حقائب وزارية أو أراضٍ لإنشاء مزرعة، لكنهم يحلمون مع أحلامهم الأخرى بزيارة المسؤولين والنظر بمعاناتهم ورفعها للجهات العليا، وتوفير حقهم في الخدمات والعيش الرغيد الذي كفله لهم الدستور العراقي».