توقعات خائبة

الرياضة 2024/02/14
...

د. عدنان لفتة



قبل انطلاق النسخة 18 لكأس أمم آسيا في الدوحة، أجرى موقع "أوبتا" الرائد عالمياً في تحليل بيانات كرة القدم، توقعات اعتمد فيها على كمبيوتر "خارق" حلّل خوارزميات ومعلومات معقدة للوصول إلى التوقع النهائي باسم الفائز بلقب البطولة.

التوقعات بُنيت على إحصائيات كل منتخب قبل البطولة ونتائج مبارياته بالمقارنة مع أرقام مماثلة لبقية المنتخبات المشاركة كبيرها وصغيرها، توقعات للمنطق فقط لا تمنح أي فرصة للمفاجآت أو تراجع الخط البياني للمنتخبات. 

 توقعات أوبتا وضعت كما هي حال أغلب المتابعين والجمهور منتخب اليابان بكونه الأكثر احتمالاً للفوز باللقب القاري بنسبة 24.6 %، بينما بلغت نسبة تحقيق المنتخب الكوري الجنوبي للقب 14.3 %، ثم إيران بنسبة 11.2%. 

وفي المركز الرابع للترشيحات جاء المنتخبان الأسترالي والسعودي على اللقب بنسبة 10.7 % و10.6 % على التوالي، في حين بلغت توقعات فوز "منتخب قطر" باللقب للمرة الثانية على التوالي 9.8 %، بينما لا تتجاوز نسبة فوز المنتخب الإماراتي باللقب 2.9 ونسبة تتويج منتخبنا الوطني العراقي (2.4 %)،في حين كانت توقعات وصول الأردن شبه معدومة لإحراز اللقب بنسبة 1.1% .  

 الترشيحات فشلت فشلاً ذريعاً وأحرجت الموقع الرائد نفسه لأنها تطابقت مع التصنيف الدولي الشهري للمنتخبات الذي يصدره فيفا.

لغة المنطق وقراءاتها لا تتفق دوماً مع الميدان ولا يمكن أن نصدق التنبؤات وتوقعات العرافين فهي لا تصيب دوماً وإن كان الاستثناء الأخطبوط بول في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا حيث صدقت توقعاته بنسبة 100 ٪ في جميع المباريات وصولاً إلى الفائز باللقب وهو شأن نادر لا يمكن تعميمه.

نتائج كأس آسيا وضعت قطر بطلاً للمسابقة بعد أن استثمرت كل الظروف المحيطة بها من مجموعة سهلة إلى مسار خال من المنتخبات الكبيرة حتى النصف النهائي، وكسب القطريون بطاقته على حساب إيران التي عاندها الحظ كثيراً.

النتائج أيضاً رفعت من أسهم الأردن البعيد عن الترشيحات بعد سجل مباريات ودية حافل بالهزائم لكنهم اختاروا طريق المرور إلى الثمن النهائي ليتجنبوا مواجهة اليابان فاصطدموا بالعراق وقلبوا فيه النتيجة في الوقت بعد لحظات انهيار غريبة لدفاع منتخبنا الذي لم يفق من صدمة الحكم الإيراني الأسترالي علي رضا فغالي المؤثر في النتيجة بقرار طرد لا سابق له للمهاجم أيمن حسين المحتفل بهدف العراق الثاني في الشباك الأردنية.

المرشحون الكبار وفي طليعتهم اليابان سقطوا وترنحوا في كأس آسيا بعد أن خاضوها بغرور وتفاخر مبالغ فيه أشعرهم أنهم فوق المنتخبات الأخرى بسنوات ضوئية فانهارت أوهامهم وجبروتهم، وعلى طريقهم كانت كوريا الجنوبية التي قدّمت نسخة مليئة بالجدل والمستويات السلبية والروح الانهزامية.

ولم تكن السعودية وأستراليا في الموعد فغادرا سريعاً وسط غضب عارم بين أعلامهم ومشجعيهم للخروج العاصف.

النتائج أفشلت توقعات المحللين وخيّبت أحلام الجمهور الذي توقع سيناريوهات مختلفة لموقعة الختام وأبطالها لكنه لم يضع إطلاقا أن يصل إليها قطر والأردن في مفاجأة حفظت للتوقعات بعض أرقامها الضئيلة بفوز العنابي باللقب