هدى عبد الحر
تحت شعار (من النجف إلى القدس) انطلقت فعاليات معرض النجف الدولي للكتاب بنسخه الثلاثة على أروقة معرض النجف للفترة من 8 - 18 / شباط الجاري.الافتتاح برعاية وحضور رئيس الجمهورية الأستاذ عبد اللطيف رشيد وعدد من مسؤولي محافظة النجف ومجلس المحافظة وأعضاء مجلس النواب كان بمشاركة ثماني عشرة دولة عربية وأجنبية وثلاثمئة دار نشر وتوزيع وبمليون كتاب.
وقالت الروائية غريبة علي: لقد حظيت بزيارة ممتعة إلى معرض النجف، فبطبيعة الحال إنا أحبّ الكتب والروايات ومجرد رؤيتها تسعدني، وكان معرض النجف مكاناً مليئا بمختلفِ الكتب والعناوين وبحضور مختلف الفئات العمرية حيث جمعنا حبنا للكتب.
وأضافت: كانت هناك مبادرات جميلة من البنك المركزي ووزارة الشباب والرياضة وجهات أخرى، بتقديم قسيمة للشباب من أجل تشجيعهم على القراءة. وبالتأكيد لا يمكن أن ننسى جهود الكادر التنظيمي و دورهم الفعال بسير المعرض بسلاسة ونظام.أما الأكاديمي حيدر الخطاب، فقال: بين الأمس واليوم وجدنا تجديدا بطريقة تسويق الكتب وتنوعها بين العلوم الإنسانية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتطبيقية الامر الذي جعلني أسيرا لهذا التنوع الثقافي.
وتابع: من حسن حظي أنني ساهمت في ندوة بعنوان (أهمية الثقافة القراءة لطالب والمجتمع) عبر سرد تاريخي عن كتاب من “القصخون في المضايف والمقاهي” الذي كان يقرأ القصص والروايات للناس.
أما الأديب حميد الحريزي فقد أوضح العديد من الأمور التي يراها مهمة وضرورية، منها أن الكتاب الورقي وعلى الرغم من المنافسة الحادة من طرق القراءة الجديدة المبتكرة إلا أنه لا يزال أحد أهم وسائل نشر الثقافة والعلم بين الناس. “فرغم انتشار الكتاب الإلكتروني في العصر الراهن، إلاّ أن الكتاب الورقي المطبوع له سحره الخاص وطقوسه التي تجذب المئات من القراء”.
وتفتخر البلدان بعدد معارض المطبوعات المقامة في مدنها المختلفة، فهي دلالة أكيدة على تطور الثقافة والتحضر والسمو في مختلف مجالات المعرفة .والنجف أحدى مدن العراق التي احتضنت معرضا كبيرا للكتاب وللدورة الثالثة، إذ سبق وأن تعطل بسبب وباء كورونا، ولكنه أصبح من المعارض المهمة في العراق، حيث يشارك فيه العديد من الدول العربية والاسلامية وعبر دور نشر كثيرة.
وقال الحريزي: في الوقت الذي نشدّ فيه على أيدي القائمين على هذا المعرض نسجل الملاحظات التالية من أجل أن يكون المعرض أفضل، ويقدم خدمة أكبر للمتلقي ولعموم الثقافة في بلدنا العزيز. نرجو أن توفر خطوط نقل عامة من مركز مدينة النجف (ساحة ثورة العشرين) إلى المعرض وبالعكس، وكذلك من مركز مدينة الكوفة إلى المركز وبالعكس، إذ يعاني الزائر ممن لا يمتلك سيارة خاصة وهم الأغلبية بمبلغ غير قليل لا يقل عن 8 آلاف دينار ذهابا وإيابا، بينما يمكن اختصارها إلى “ألف دينار” عراقي.
وتابع: كما ويشكو العديد أو أغلب أصحاب دور النشر من ثقل تكلفة ايجار جناح في المعرض، مما يزيد من كلفة الكتاب ويجعل القارئ يعزف عن الشراء، مما يسبب خسارة لدار النشر لقلة المبيعات .
فضلا عن أن الأسعار المرتفعة نسبيا لما يقدم في الكافيهات للمتسوقين وأظنه بسبب ارتفاع سعر الإيجار .
لذا يتمنى الحريزي أن يتم تجاوز مثل هذه التحديات للارتقاء بالمعرض نحو الأفضل من أجل نشر ثقافة القراءة في عموم المجتمع، وعلى الأخص الشباب وذوي الدخل المحدود.