{وداعاً جوليا}.. أفضلٌ فيلمٍ في {بغداد السينمائي}

ثقافة 2024/02/19
...

  علي حمود الحسن

أختتمت، مساء الأربعاء 15 / 2 / 2024، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان بغداد السينمائي، على قاعة المسرح الوطني، بإعلان الأفلام الفائزة في مسابقاته الأربع، اذ خطف الفيلم السوداني {وداعاً جوليا} جائزة أفضل فيلم روائي طويل، وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى العراقية زهراء غندور، عن دورها في فيلم {ميسي بغداد}.  ونال الفنان رائد محسن جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم {آخر السعاة}، وذهبت جائزة أفضل تصوير للفيلم اليمني {المرهقون}.
بينما نال جائزة أفضل سيناريو الفيلم العراقي "آخر السعاة" للمخرج سعد العصامي، ونال جائزة أفضل إخراج محمد عهد بنسودة عن فيلم "مطلقات الدار البيضاء"، وحصل فيلم "ميسي بغداد" على تنويه خاص، بينما نال الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد" الجائزة الفضية (جائزة لجنة التحكيم).
 فيما ذهبت جائزة أفضل فيلم روائي قصير مناصفة بين فيلمي "ترارنزيت  الباقر الربيعي" و "فلسطين 87 " لبلال الخطيب  وفاز "سطل" للمخرج اليمني عادل الحيمي بجائزة أفضل فيلم وثائقي.
وحصل فيلم الانيميشن «سكتش» للمخرج عدي عبد الكاظم من العراق، على أفضل فيلم انميشن
ونال تنويه خاص من لجنة تحكيم أفلام الأنيميشن في فئة التصوير الفيلم اللبناني الحفرة"، وتنويه خاص في فئة السيناريو للفيلم العراقي "يد أمي" لكاردينيا هيمن، وتنويه خاص في فئة الإخراج للفيلم السوري  "فوتوغراف" للمخرج مهند كلثوم.  
فيما جاءت جوائز لجنة تحكيم "فضاءات سينمائية" الجديدة كما يلي، حصل على الجائزة الأولى الفيلم الروائي القصير "شعلة" للمخرج هاني قريشي، والثانية من نصيب الفيلم الروائي القصير "مظلة" للمخرج حيدر فهد حيدر، أما الجائزة الثالثة فذهبت إلى الفيلم الوثائقي العراقي "نصب الحرية" للمخرج حيدر موسى.
وكانت سينما المنصور في ساحة الاحتفالات، السبت الماضي، قد شهدت حدثا سينمائيا سعيدا، اذ نظمت نقابة الفنانين بتعاون مع دائرة السينما والمسرح، وبدعم من رئاسة الوزراء مهرجانا سينمائيا بعنوان "مهرجان "بغداد السينمائي" أراد له منظموه أن يكون مختلفا عن سياقات المهرجانات المحلية السابقة، من جهة انتقاء ضيوف المهرجان ونوعية الأفلام المشاركة، اذ حرص منظموه  على اختيار نجوم عرب، أحبهم العراقيون وتابعوا أعمالهم على شاكلة عبد العزيز مخيون، ودريد لحام، والهام شاهين،  والمخرج السوري نجدت انزور، وعفاف شعيب، ونهال عنبر، والممثل الكويتي، كذلك حضر الى بغداد السلام صناع سينما عراقيون مقيمون في بلدان المهجر، وهي بادرة تحسب لإدارة المهرجان فمعظم هؤلاء لديهم إنجازات وخبرات، ربما تسهم في تحريك الراكد من المشهد السينمائي
العراقي.
   قال د. احمد فكاك البدراني وزير الثقافة والسياحة والاثار: "أقف امام هامات وقامات وايقونات تشكل لوحة جمالية، في هذه الأمسية البغدادية، أنتم تصنعون التاريخ، بما تقدمونه من اعمال محملة بالرسائل لإحياء التاريخ"
واكد د. جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين والمدير العام للسينما والمسرح : " أهمية هذه الدورة باعتبارها باكورة لانطلاق عجلة السينما العراقية وفرصة لتسترد عافيتها"، مضيفا " أتمنى لضيوفنا من الاشقاء العرب طيب الإقامة في بغداد والاستمتاع بالعروض"
 ومن مفاجآت المهرجان السعيدة حضور النحات العالمي أحمد البحراني وتصميمه " لوغو" وشاخص المهرجان، والذي عبّر عن سعادته بتواجده في هذه التظاهرة البصريَّة في بغداد، مؤكدا" استعداده لتقديم ما يستطيع من أجل بغداد والثقافة العراقية".  
المهرجان الذي ترأسه نقيب الفنانين د. جبار جودي وأداره د. حكمت العبودي، الذي له خبرة جيدة في إدارة المهرجانات وتنظيمها، شهد افتتاحا طويلا بعض الشيء، ما اثار تملل الجمهور الذي كان ينتظر فيلم الافتتاح وداعا "جوليا" للمخرج السوداني محمد كرفاني بفارغ الصبر، لكن هذا لم يمنع تفاعل الجمهور واحتفاءهم بالفعالية.
 تدور احداث فيلم الافتتاح حول محنة السودان وحربه الأهلية التي أدت الى تقسيم البلاد، من خلال اسقاط معنى مضمر لقصة منى (ايمان يوسف) مطربة من الشمال يتعقبها رجل جنوبي، فيتدخل زوجها أكرم (نزار غوما) ويقتله، تتناهبها الهواجس ويعذبها ضميرها، فتبحث عن جوليا(سيران رياك) زوجة الضحية وتستقدمها لتعمل معينة في بيتها وتهتم بابنها ومستقبله في محاولة للتكفير عن ذنبها.   وحصل على جائزة الحرية في مسابقة " نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي (76)، كما ترشح ليمثل السودان في مسابقة الاوسكار 96 ضمن مسابقة أفضل فيلم عالمي.
 كما شهد الافتتاح تكريم الفنانين؛ المخرج محمد شكري جميل، الذي حملت الدورة اسمه، والممثلين المخضرمين سامي قفطان وقاسم الملاك، على مجمل مسيرتهما الفنية.
وألقت الحروب الصغيرة والكبيرة التي يشهدها عالمنا العربي بظلالها على عروض أفلام اليوم الثاني من المهرجان، اذ تم عرض 13 فيلما قصيرا منها "ترانزيت " للمخرج العراقي باقر الربيعي، والفيلم المصري " شارع شامبيون" من اخراج أسماء إبراهيم، والتونسي "نصف روح" للمخرج مروان طرابلسي، والمغربي "الموجة الأخيرة" للمخرج مصطفى فرماتي، وفيلم "فلسطين 87" للمخرج بلال الخطيب من فلسطين، واللبناني "الحفرة" للمخرج على بازي، والبحريني "عزلة" لجمال غيلان، ومن سوريا "فوتوغراف" للمخرج المهند كلثوم.
كما شهدت الفعاليات المسائية في اليوم الثاني من المهرجان عرض فيليمن هما " اخر السعاة" لسعد العصامي، الذي يحكي قصة ساعي بريد يُدعى أيوب (رائد محسن)، الذي يعمل في الريف، يتفاجأ بزوال مهنته التي يحبها ويرتزق منها، بسبب تطور وسائل الاتصال والانترنيت ، اذ لم تعد ثمة حاجة لخدماته، لتبدأ رحلة مضنية للحصول على قطعة ارض كي يبني بيته، الفيلم مقتبس من قصة ساعي البريد الفرنسي جوزيف فردينان شوفال، كيّفها السيناريست الموهوب ولاء المانع، وفيلم " حارس الخيال" من  اخراج مصطفى الشوكي.
  وعرضت أربعة أفلام على قاعة المسرح الوطني، هي : " بكاء السيدة الجليلة" لعلي البياتي، و"شعلة" للمخرج العراقي هاني القريشي، كما عرض الفيلم الأردني الطويل "إن شاء الله ولد" للمخرج امجد الرشيد، فيما اختتم الأمسية السينمائية الفيلم الفلسطيني" حمى البحر الأبيض المتوسط" لمها الحاج.
وأَضاف المهرجان مسابقة فضاءات سينمائية، التي يرأسها الشاعر والمخرج العراقي المغترب استناد حداد، وتضم عبد الستار الجواد من الكويت، وحكمت داود من العراق، الى مسابقاته الأربعة التقليدية؛ وهي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، برئاسة نجدت انزور وعضوية فاطمة الربيعي، وحامد المالكي، ومحمد الدراجي، ومحمد المنصور من الكويت، اما مسابقة الأفلام الروائية القصيرة ، فهي برئاسة صلاح كرم وعضوية مقداد عبد الرضا، ومنال سلامة من مصر، بينما  ترأس لجنة تحكيم  مسابقة الأفلام الوثائقية  د. ماهر مجيد وعضوية باسم القهار، وفارس  طعمة التميمي، وتضم لجنة تحكيم أفلام الانميشن ناصر حسن رئيسا، وزياد تركي
والمصري محمد أبو غزالة أعضاء.
وكان  اليوم الثالث من المهرجان حاشدا بالعروض الصباحية والمسائية، التي توزعت بين صالة مسرحي الرشيد والوطني، بواقع  (13) فيلما قصيرا؛ شارك العراق بستة منها، ومصر بثلاثة أفلام، فيما تقاسمت اليمن والمغرب والبحرين البقية، وجميع هذه الأفلام قصيرة الكثير، منها روائي والبعض وثائقي، وتفرد فيلم المخرج العراقي زيد شاكر الانميشن، الذي يتحدث من خلال فكرة مبتكرة عن استشهاد المراسلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، باثا رموزا  موحية، محوّلا  كاميرا شيرين الى مدفع رشاش يطيح بالجنود الإسرائيليين، قبل أن تصيبها رصاصة قناص غادرة وتقتلها، معظم الأفلام ذات مستوى متوسط ، عدا فيلمين، أحداهما  المصري "الكرد في مصر عبر العصور" لزها كامل وهو مقتبس من كتاب بالاسم ذاته، ألفه عوني ومحمود زايد ومصطفى محمد عوض، ويحكي الفيلم بأسلوب شيق ومثير تاريخ الكرد في مصر، موضحا معلومات  بالكثير من الشخصيات الفاعلة على الصعيد العلمي والفني والادبي والعسكري هم من أصل كردي على شاكلة القارئ الشهير عبد الباسط عبد الصمد، ومحمد علي الكبير، وعلي بدر خان، واحمد شوقي وعشرات من الشخصيات الأخرى. والفيلم الثاني من مصر بعنوان " فطيمة" اخراج احمد كامل، الفيلم يحكي عن طفلة صعيدة تعشق الكبرى واللعب مع الصبيان، تحقق ما تصبو اليه، رغم تابوات التقاليد تمنعها البنت من اللعب والاختلاط الاولاد، تتعرض للختان بشكل اجباري، نفذ المخرج قصته مضمِنها محمولا رمزيا من خلال قطع متوازٍ للقطات من الختان ولعبها كرة القدم ثم تسجيلها هدفا، أفلام أخرى ذات مستوى جيد منها" زواج احتياط" لبهاء الكاظمي، و" حزام العفة" لوثاب صكر، وفيلم زيرو لسعد الهلالي، والفيلم المميز " سكيتش" لعدي عبد الكاظم، و"كيمر عرب" لرانيا حمزة، وفيلم " سطل" لعادل الهيمي"، و" العزلة" لجمال غيلان.
وشهدت قاعة الرشيد عرض فيلمين روائيين، أحدهما " مطلقات الدار البيضاء" للمخرج المغربي محمد مأموني العلوي، الذي يتحدث عن محنة النساء المطلقات، من خلال اختيار 5 شخصيات لنساء مطلقات يواجهن مصيرهن في مجتمع ذكوري، ما زال يجتر عادات وتقاليد
بالية.
الى ذلك عرض في المسرح الوطني مساء اربعة أفلام هي " زوج احتياط"، و"مسي بغداد"، و"ظلة "، و"المرهقون".
وشهد المسرح الوطني عرض 5 أفلام في رابع يوم المهرجان، ابرزها فيلم " الزهرة الارجوانية" للمخرج العراقي علي حنون، و" نصب الحرية" لحيدر موسى، والفيلم الوثائقي "بنات الفة" للتونسية كوثر بن هنية، والفيلم المصري " طرف الخيط"، كما عرض فيلم "الشرنقة" للكويتي احمد التركيت.
وعرض الفيلم الروائي الطويل " يومين" لباسل الخطيب، وهو الفيلم الثالث الذي يجمع دريد لحام وباسل الخطيب بعد فيلمي "دمشق حلب" و"الحكيم"، الفيلم لا يختلف عن سابقيه، من ناحية أسلوبه البسيط وموضوعه الوعظي، على الرغم من إمكانيات باسل الخطيب، وتدور احداثه عن العنف الأسري، من خلال هروب طفلين وادعائهما انهما حفيدا رجل  التقاهما صدفة وعطف عليهما، فاختبآ في سيارته. ليكون مسك ختام المهرجان احتفالية توزيع الجوائز في المسرح الوطني.