مثلث ألاسكا يبتلع الآلاف براً وجواً

بانوراما 2024/02/19
...

 يونيو ستيل
 ترجمة: شيماء ميران

مع أن الحياة البرية في ألاسكا، ذات المساحة الشاسعة، تنطوي على طبيعة عظيمة ومليئة بالمخاطر في الوقت ذاته، إلا أن جمال طبيعتها لا يضاهيه شيء إلا خطورتها المحتملة. ومن بين العديد من الالغاز التي تدور حول تضاريس هذه الولاية الوعرة، هناك ظاهرة بقيت تثير الفضول والارباك بين السكان المحليين والاجانب على حد سواء، وهي ما يطلق عليها اسم {مثلث ألاسكا}. تمتد هذه المنطقة من مدينة {بارو} الشمالية مروراً بـ {انكوريج} وصولا الى المنطقة الجنوبية الشرقية من {جونو}، وكانت المنطقة تثير القلق بسبب العديد من حالات الاختفاء والفقدان الغامضة.
اختفاء أشخاص مختلفين
ما يجعل مثلث ألاسكا جذاباً على نحو خاص هو حالات الاختفاء والتلاشي الكثيرة التي حدثت داخل حدوده، فمنذ العام 1988 وحسب ما تشير اليه التقديرات فإن
أكثر من عشرين ألف شخص اختفوا من دون العثور على اثر لهم، ولم يتركوا
وراءهم سوى الأسئلة. ما أدى الى ظهور الكثير من النظريات والتكهنات التي يسعى الناس من خلالها الى فهم ما لا يمكن تفسيره.
لا تعتمد جاذبية مثلث ألاسكا على أعداد المفقودين فحسب، وإنما على تنوع الأشخاص أيضا، بدءاً من المتنزهين المتمرسين
وعشاق الهواء الطلق الى الطيارين والسائحين، إذ إنه لا يميز بين شخص وآخر، فهو يبتلع مجموعة مختلفة وكبيرة من الأفراد.
كما اشتهرت المنطقة باختفاء الطائرات فيها أيضا، وأشهرها حادثة اختفاء طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الاميركية من طراز C-54 وعلى متنها اربعة واربعون راكبا، من دون أن تترك أي أثر وكان ذلك في العام 1950.
ما بين العقلانية والخيال
وكما هو الامر مع بقية الألغاز، اجتمع الناس محاولين معرفة السبب وراء اختفاء الكثيرين في مثلث ألاسكا.
 يعزو البعض حالات الفقدان الى العوامل البيئية للمنطقة، مثل وجود الغابات الكثيفة ومساحة الحياة البرية الواسعة والظروف الجوية القاسية التي قد تربك المغامرين الاكثر خبرةً وتعرضهم للخطر.
ويشير آخرون الى التضاريس الغادرة وتقلبات الطقس الذي لا يمكن التنبؤ به والحياة البرية الواسعة، فضلا عن وجود مسطحات مائية كبيرة، فضلاً عن سرعة جريان الأنهار والتشققات الجليدية القاتلة، وربما تفاجئ الانهيارات الجليدية المخفية تحت تلك التشققات حتى المتنزهين الأكثر حذرا.
ومع وجود من يعتقد بالدوامات الطاقية وسط المثلث المشابهة لتلك الموجودة في مثلث برمودا الشهير، والتي يُقال أنها تعطل اجهزة الملاحة وتسبب شذوذا مكانيا وزمانيا، فإن أساطير المخلوقات
والأرواح المتناقلة عبر فولكلور البلد يضيف جانباً آخر الى الغموض، إذ تناقلت
الأجيال هذه القصص التي تعد جزءاً من المنظر الطبيعي المحلي المتمثل بالجبال والغابات.  

جهود البحث والإنقاذ
ويبدو أن كل حالة اختفاء او فقدان تحدث في مثلث ألاسكا تحمل قصة شخصية، فالأسرة تقع أسيرة مشاعر مؤلمة لعدم معرفة مصير أحبائها. في الوقت الذي تعمل فيه السلطات وفرق البحث التطوعية بلا توانٍ واحياناً تحت ظروف صعبة لتقديم الاجابات لأسر المفقودين، لكنها غالباً ما تصل الى طرق مسدودة.
يمثل اتساع مساحة مثلث ألاسكا وعدم القدرة على الوصول اليها تحديات فريدة بالنسبة لفرق البحث والانقاذ. لكن وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فان رجال فرق الانقاذ المتفانين بعملهم يعرضون حياتهم للخطر اثناء البحث عن المفقودين، حيث يتنقل هؤلاء الابطال تحت ظروف قاسية مستخدمين تكنولوجيا متطورة وتقنيات تقليدية للعودة بإجابات حاسمة للأسر وكشف أسرار هذا المثلث.
وسواء كان السبب مرتبطاً بمعتقدات محلية اخذت طابع الفوللكلور او بشذوذات جيولوجية او انها محض صدفة، يستمر مثلث ألاسكا في التسبب بحالات الاختفاء سنويا. ومع كل تلك الجهود المبذولة من قبل السلطات وفرق البحث يبقى الأمل متعلقاً بكشف هذا اللغز.

عن موقع ذي فينتج نيوز