المنتخب.. مرةً أخرى

الرياضة 2024/02/20
...

 

خالد جاسم



شخصياً أمتلك ملاحظات عدّة بشأن المنتخب الوطني سواء بخصوص الأسماء التي ثبتت أو تلك التي غيّبت عن قائمة المدرب الإسباني كاساس في البطولة الآسيوية الأخيرة في الدوحة، كما هي ملاحظاتنا السلبية عن الأداء الفني العام، لكن لن أسمح لنفسي بالتدخل في شأن هو ليس من اختصاصي حتى وإن كانت تلك الملاحظات موضوعية ومتجردة من الخصوصية والغايات الأخرى طالما أنَّ الكلمة الأولى والأخيرة هي ضمن نطاق تخصص وصلاحيات وسلطة المدير الفني للمنتخب الوطني وليس أحداً سواه، وما علينا سوى تقديم الدعم والإسناد المعنوي للرجل ولاعبيه، وبخلاف ذلك سوف نمضي في المزيد من التدمير الذاتي للكرة العراقية التي لا أحد يختلف على تخلف جزء كبير من منظومتها إدارياً وفنياً وتنظيمياً وهي التي تنتج لنا مسابقة ضعيفة للدوري الذي عادة هو من يصنع اللاعبين ويضخ المواهب للمنتخبات، فهل نحن نمتلك حقاً مسابقة دوري جديرة بهذه المهمة؟ ثم كيف تصنع دورياً محترماً وأنت في الأساس لا تمتلك مواصفات وشروطاً احترافية من بينها الملاعب والقدرات المالية والأدوات التنظيمية التي تخلق لك أندية جديرة في أن تكون ملبية لمواصفات الحد الأدنى من العمل الاحترافي بدليل صداعنا والفوضى التي عشناها ولا نزال بسبب قضية التراخيص التي توفر لنا بيئة كروية صالحة لمسابقة الدوري وليس من أجل القفز نوعياً واللعب في بطولة دوري أبطال آسيا التي ستبقى بعيدة جداً عن مبتغى أنديتنا في ظل الفوارق الفنية وغيرها بين واقع حالنا وحال الآخرين في المقصورة المتقدمة للكرة الآسيوية بدليل أنَّ التصنيف الذي صدر عن الاتحاد الآسيوي للعبة في الأسبوع الماضي بشأن التقييم الفني للدوريات الآسيوية قد وضع العراق في المركز العاشر قارياً وهو مؤشر صريح يفصح عن تخلفنا في القارة، تماماً كما هو حال تأجيل حلمنا في التأهل إلى المونديال ربما لعقود مقبلة من الزمن.

نعم أتفق مع الآراء التي تقول إننا ونتيجة تخبطنا وانعدام التخطيط الصحيح أضعنا فرصة تكاد تكون ذهبية في بطولة آسيا بالنظر لتدني مستويات المنتخبات الآسيوية المتنافسة معنا، لكنني أتساءل هنا فأقول: بماذا نحن أفضل من اليابان وأستراليا والسعودية والإمارات وحتى تايلند على مستوى كل شيء في كرة القدم؟

أذكروا لي خاصية تفوق واحدة لنا على تلك الدول في كامل منظوماتها الكروية؟

لا أريد الاستغراق في المزيد حتى مع احترامي لقاعدة أثيرة تقول إنه لا مستحيل في كرة القدم، فأين نحن من الآخرين، وأجدد التمني عليكم تجديد الدعم المعنوي والنفسي لمنتخبنا الوطني واتركوا صلاحية هذا اللاعب أو ذاك في تمثيل المنتخب للملاك التدريبي لأنه المسؤول الفني الأول وصاحب الاختصاص الوحيد عن تقدير الصلاحية الفنية للعناصر الجديرة بتمثيل الوطن ونحن مقبلون الشهر المقبل على تصفيات كأس العالم.