ياسر المتولي
الحديث عن الشريك الستراتيجي في مجال تنفيذ المشاريع الستراتيجيَّة التي يحتاج إليها البلد يتطلب تسليط الأضواء على أهمية وأهداف ومضمون الشراكة.
في مقال سابق تضمن تقييم واقع القطاع الخاص العراقي ووعدنا باستكمال الفكرة قلنا تقتضي الحاجة إلى شريك ستراتيجي في مجال الاستثمارات وخصوصاً في المشاريع العملاقة من مشاريع البنى الاقتصادية المنتجة لمضي سنوات طوال فاقت حتى عمرها الإنتاجي ونسب الاندثارات فيها.
وعند الحديث عن إعادة الإعمار التي تتعدى ذلك إلى بناء وطن أعيته الحروب والأحداث ودمرت أغلب بناه التحتية يتطلب المكاشفة بحقيقة أنَّ قدرات القطاع الخاص العراقي وفق التقييمات السابقة وواقعه الحالي غير كافية لتحقيق هذا الهدف الكبير رغم الإمكانات والثروات الهائلة التي يمتلكها العراق لأنَّ ذلك لا يتوقف على حجم الأموال إنما يتعلق بطبيعة توظيفها لهذا الغرض.
من أجل ذلك فالحاجة تقتضي شريكاً أجنبياً للمساعدة على تحقيق الهدف التنموي لماذا وكيف؟.
إنَّ الشراكة الستراتيجية المطلوبة ثلاثية الأبعاد رأس الهرم فيها الدولة ثم القطاع الخاص العراقي والشركات الأجنبية.
ما الفائدة من هذه الشراكة؟
للحقيقة أنَّ حاجة البلاد لإعادة بناه التحتية تتطلب شركات استثمارية عملاقة تمتلك القدرات الفنية والتكنولوجيا الحديثة والملاءة المالية الكافية لتغطية الكلف الكبيرة التي تحتاج إليها تلك المشاريع الستراتيجية وذلك لاحتواء أكبر قدر ممكن من المشاريع المتكاملة وتنفيذها في مدد زمنية معلومة ومن موجبات الحاجة لهذه الشراكات نقل الخبرة وتدريب الملاكات العراقية على سبل استخدام التكنولوجيا الحديثة وطرق البناء الحديث وبناءً على تجارب سابقة لهذه الشركات في العديد من الدول التي مرت بذات الظروف التي شهدها العراق من حروب وأحداث وتأثيراتها.
صحيح أنَّ القطاع الخاص العراقي يمتلك نوعاً من الخبرات لكنها غير كافية لاستيعاب الحاجة الفعلية لحجم المشاريع.
وحين نتحدث عن رأس الهرم للشريك الستراتيجي وهو الدولة فإنَّ مخرجات الشراكة ستساعد الدولة على حل كثير من التشوهات التي أصابت بنية الاقتصاد العراقي والمتمثلة في اتساع نسب البطالة ونسب الفقر وانتشار العشوائيات التي شوّهت التصاميم الأساسية لأغلب مدن العراق بما فيها العاصمة.
عدا أنَّ الدولة هي المستفيد الأكبر من الشراكة وجدواها الاقتصادية في مجال تخفيف الكلف الآنية ومخرجات المشاريع وفوائدها على مستوى حل أغلب التحديات التي أشرنا إليها وفي ما عدا ذلك نحظى ببلد حديث يرقى إلى قيمة العراق وتاريخه وإمكاناته وثرواته غير المستغلة والتي سينالها النصيب في الاستثمارات المقبلة وبذلك تكتمل صورة أهمية الشراكة الستراتيجية، فهي للحاجة وليست للترف.