د عدنان لفتة
على مقربة من نهاية المرحلة الأولى لدوري نجوم العراق نحتاج إلى إجراء تحسينات حقيقيَّة للوصول إلى النجاح المنشود في التجربة العراقية الأولى لدوري المحترفين في قضية الحضور الجماهيري.
لابد دوماً من مراعاة الجمهور والعمل على زيادة الحاضرين منه على المدرجات وذلك بتخفيض أسعار التذاكر التي وصلت خلال اليومين الماضيين إلى عشرة آلاف دينار للتذكرة الواحدة وهو مبلغ نجده كبيراً ولا يتوافق مع المشجع الذي يصرف مبالغ أخرى في أجور التنقل وبعض الأطعمة مما يجعل تكلفة المباراة تفوق الثلاثين ألف دينار وهو عبء كبير على المشجعين العاشقين لكرة القدم.
بدلاً من تشجيعهم ودعمهم نجعل تلك المبالغ تثير غضبهم بل وحتى تجعلهم يعزفون عن التوجه للملعب وهو أمر لا يصب في مصلحة كرتنا أو صورة دورينا أمام العالم الخارجي بعد أن ضربنا أرقاماً قياسية في حضور جماهيرنا خلال خليجي 25. في البصرة أو بطولات غرب آسيا التي احتضنها العراق.
دليلنا ما حدث في مباراة القمة بين الطلبة والشرطة وظهر فيها ملعب الشعب فارغاً تقريباً لا يوحي أننا أمام قمة كبيرة متوقع منها أن تغص بالحضور الجماهيري!! ونخشى أن يتكرر المشهد في مباريات أخرى فيبتعد المشجعون فعلياً عن الحضور لتتحول ملاعبنا إلى صورة أخرى من صور ملاعب الخليج الفقيرة في حضور جمهورها!!
مراعاة المشجعين ليست في تقليل أسعار التذاكر فحسب بل في تقديم التسهيلات والمغريات لدفع الأسر وجميع الفئات للحضور والمتابعة عبر تخصيص أماكن خاصة تتمتع بجلسات مميزة تؤكد دعمنا للحضور النوعي العائلي وتحفيزنا له وليس كما حدث في ملعب كربلاء قبل جولتين حينما حرمت الأسر من حضور مباراة كربلاء والزوراء في إجراء مستغرب واكبه شغل المقاعد المخصصة للأسر من قبل حمايات وأصدقاء مسؤولين في المحافظة ومجاملة أصحاب النفوذ فيهم في إجلاسهم بالمقصورة الرئيسة زيادة عن الأعداد المنطقية الممكنة!!
تشجيع حضور المشجعين يتطلب دخول الشركات التجارية على خط الإعلان لها وتقديم جوائز خاصة داعمة لمزيد من الحضور، فمثلاً تقوم شركات الهاتف بتقديم هدايا عبارة عن أجهزة هاتف حديثة أو اشتراكات مجانية بالأرصدة، وتخصص الشركات المتخصصة بالأجهزة الكهربائية هدايا لتلك الأجهزة وهكذا من المبادرات الإعلانية أصلاً لتلك الشركات والمعنوية الداعمة للمشجعين وأغلبهم من ذوي الدخل المحدود من الطلبة والعاطلين عن العمل والكسبة في الأعمال البسيطة.
دعم الحضور الجماهيري خطوة من الضروري التفكير بها ومنحها الاهتمام اللائق بها في مختلف ملاعب العراق وليس في بغداد فقط، إنه واجب جميع المؤسسات وفي طليعتها وزارة الشباب والرياضة كونها المسؤولة عن الملاعب وعائديتها ونحن نعتقد أنها وزارة خادمة للشباب وحريصة عليهم لا تبتغي الربح والمكاسب بقدر عنايتها بتشجيع الشباب ودفعهم نحو ملاعب الرياضة والمنتديات وكل الأنشطة الشبابية النافعة للمجتمع حفاظاً عليهم ومن أجل إبعادهم عن الانهيار والمخدرات وكل المظاهر السلبية المرفوضة في منظومتنا الأخلاقية.