القلوب الوفية لا تنسى عشرة الجيران

ثقافة شعبية 2024/02/22
...

 سعد صاحب


ستون عاما من الجيرة الطيبة، من المحبة والأخوة والصداقة والاعتزاز والشرف والاحترام المتبادل والمشاركة، والحظ أعطانا جارا رائع الصفات في كل الاشياء، فهو المؤنس في وقت الضيق ، وصاحب الموقف عند المصيبة، وصانع البهجة في ساعة الأحزان، والصديق المصاحب لك في الشدائد  والاخ الحنون في النازلات والمصائب، لكنه يرحل في لحظة غريبة، ويترك الأبواب مفتوحة للرياح والعتاب والدموع 

والعويل .

( شايلين احباب گلبي / الديرة الغربه البعيده / بيوم موحش شايلين / شايلين احباب گلبي / الديرة الحب الجديده / عايفينه بلا وداع وصف غرايب نازلين / وانه ودموعي وظلام الليل والشباچ والوحشه قصيده / عنهم انشد لسه ما وصلوا بعدهم / مدري جانوا واصلين / رايحين شلون عگبي / طشروا فوك الدرب اسرار حبي / والله شالوا عني ذنبي / والله جانوا بالهجر وفراك يكتل 

عايلين ). 

هم كانوا لنا أقرب من النبض إلى القلب، وأغلى من الروح، لكونهم يمدون حياتنا بالحيوية والصدق والعطاء والتفاؤل والامان ، وفي كل الخصال الانسانية الجميلة ، وفجأة يتهاوى الصرح العظيم بالرحيل، ويترك الجار بيتا عاش فيه واحبه، بمحض إرادته وينتقل إلى دار أخرى جديدة .( ساهره جروحي عليهم / سلمت روحي بديهم / شالوا وما ندري بيهم /  واحنه عنهم غافلين / شالوا وروحي خذوهه / صوغه للبيت الجديد / قفلوا الباب  ونسوهه / طفله ما تدري شتريد / تسمع حجايات منهم / تبتعد متريد عنهم / حتى لو راحوا بعيد / حتى لو همه نسونه / حتى لو همه جفونه / حتى لو صوب الهجر وابعاد ظالم مايلين  ). 


وداع 

أكثر من حريق يشتعل وقت الوداع، والنار المتصاعدة من دخان القلوب المستعرة، هي مزيج غريب من الألم والمودة والصدمة والاعتذار والخذلان، والصمت الذي يبوح بالاسرار والاشواق والحنين، والاختفاء خلف قناع الكلمات المعسولة، للهروب من موقف أصعب ما يكون على الاحباب .

(فرهد سنيني الغدر والضيم والهم والخريف/ والعمر غربه ومحطات وثلج فوك الحقايب / وشكثر وادم غريبه بلا اهل فوك الرصيف / والورد عطاب يشتم / والصبح لو راد يتنفس حرايق / والجرح لو راد يلتم / ياخذه اردود النزيف / واحنه مثل ورود عطشانه بجفاهم 

ذابلين ).


شباك موسى 

موسى طفل جميل ترعرع في بيتنا، وصار لنا بمثابة الابن والصديق والحبيب والسلوى، وكان له شباك صغير، يطل على دارنا المجاورة لهم في المكان، ينادي علينا في النهار او في الليل، يطلب الفراولة التي يحبها، واكياس الشبس والجوز والنفاخ والشموع والحلويات .( هذا شباچك يموسى /  صار للوادم مزار/ صار عش الكل حمامه بلايه دار / صار شجره بكل فصل تزهي خضار/ صار بلسم للعزف جرحه تقاسيم المرار/ صار محفل للفراشات الرقيقه ).