جينات تساعد في الكشف المبكر عن سرطان الكبد

من القضاء 2019/05/25
...

  ترجمة: نادية المختار 
قدم باحثون من جامعة اكسفورد، أول موجز للأدلة التجريبية التي تؤيد ان انزيم يطلق عليه اختصارا تسمية AKRIB10. يمكن أن يستخدم كهدف علاجي واعد لنوع من أشرس أصناف سرطان الخلايا الكبدية، استنادا الى مراجعات لأكثر من 50 دراسة منشورة منذ ان تم تمييز وتشخيص هذا الجين المدمّر المسؤول عن تليف الكبد الشرس للمرة الأولى في العام 1998.       
ويعد هذا النوع من أكثر أشكال سرطان الكبد شيوعا، وهو ورم خبيث تضاعف معدل الاصابة به تقريبا على مدار العقد الماضي في كل أرجاء العالم. مما جعله أسرع أنواع السرطان نموا في الولايات المتحدة على سبيل المثال، وكذلك يعد السبب الرئيسي الثالث للاصابة بسرطان الكبد المميت في جميع أنحاء العالم. 
يقول الدكتور يوحنا ديستيفانو، رئيس وحدة مرض السكري والامراض الليفية، واستاذ وظائف الكبد في جامعة بنسلفانيا:” في حين ان العلاقة بين هذا الجين والخلايا السرطانية الكبدية يستخدم أيضا في التشخيص المبكر لهذا المرض الفتاك، فهو لا يظهر كهدف علاجي لهذا النوع من سرطان الكبد فحسب، انما على مايبدو له دور متضارب في تطوير سرطان الكبد. والأهم من ذلك، ان التعبير الجيني الزائد هو مؤشر واضح على ان المريض قد يكون مصابا بسرطان الكبد. ولكن قمع هذا الجين قد ينظر اليه على أنه وسيلة لوقف تطور السرطان وانتشاره”. 
والأهم من ذلك، مثل العديد من أنواع السرطانات الهضمية، تظهر أعراض سرطان الكبد في مراحلها المبكرة قليلة، وعادة لا يتم تشخيصها حتى مراحلها الأخيرة، عندما يكون هناك خيارات أقل للعلاج وفرص بقاء المريض على قيد الحياة تكاد تصبح معدومة تماما.                                       
في الولايات المتحدة، تضاعف عدد تشخيصات سرطان الكبد تقريبا من نحو 22 ألف حالة في العام 2009 الى ما يقدر بنحو 42 ألف حالة هذا العام. وسجل الرجال ما يقرب من ضعف احتمال الاصابة بهذا المرض من النساء.
ويقدر الأطباء ان ما يقرب من 32 ألف مريض توفوا بسبب سرطان الكبد خلال العام الماضي، مما جعله السبب الرئيسي الخامس للوفاة المرتبطة بالسرطان في الولايات المتحدة، ومتابعة عن كثب في أعقاب سرطان الثدي والبنكرياس. 
كما يعد سرطان الكبد الخلوي هو السبب الرئيسي الثالث للوفاة المرتبطة بالسرطان وفقا لمنظمة الصحة العالمية في جميع أنحاء العالم. 
الامكانيات التشخيصية والتنبؤية لسرطان الكبد هو السبب الأكثر  وتشير الدراسة الى  شيوع للوفيات في المرضى الذين يعانون من تليف الكبد الذي يرتبط بقوة مع زيادة استهلاك الكحول، والالتهابات الفيروسية وأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية.
وكمؤشر بيولوجي محتمل، تظهر الدراسات ان هذا الأنزيم يلعب أيضا دورا في تطور سرطان الكبد الخلوي، ولكن في الوقت نفسه يبدو أنه أحد سبل العلاجات الكيميائية المتاحة حاليا. مما يجعل مقاومة العلاج أكثر صعوبة، اذ ان التعبير الأعلى من هذا الجين يرتبط بشكل متناقض بنتائج أفضل على المدى الطويل في زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة، وانخفاض حالات انتشار المرض النقيلي الى أجزاء أخرى من الجسم. وتشير النتائج الى انه قد يؤدي وظائف مختلفة في مراحل متباينة من سرطان الكبد الاجمالية.    
يقول الدكتور بيتاني ديفيس، اختصاصي أورام الكبد الليفي في مشفى بوسطن: “تحديد المؤشرات الحيوية لمراحل مختلفة من سرطان الكبد هو أمر مهم لتحسين الكشف المبكر عن المرض، وتمكين التنفيذ المبكر للعلاج الكيميائي والازالة الجراحية للورم لمنع تطورالسرطان وانتشاره الى أعضاء أخرى من الجسم كونه يمتاز بسرعة انتشار
فائقة. 
لكن علينا الاقرار بأن الآليات الجزيئية الكامنة وراء سرطان الكبد والدور الذي يلعبه مهم للغاية. ويمكن استغلاله للوقاية من السرطان في وقت مبكر، الا ان مراجعتنا تظهر ان قيمة هذا الجين في العلاج والادارة السريرية لأنواع فرعية معينة من سرطان الكبد تتطلب مزيدا من الوضوح”. 
 
الرجال أكثر عرضة للاصابة 
اكتشف الباحثون أن الهرمون الذي تفرزه الخلايا الدهنية الموجودة بمستويات أعلى عند النساء، يمكن أن تمنع وتساعد الدراسة في توضيح سبب كون سرطان الكبد أكثر شيوعا لدى الرجال. 
ففي الولايات المتحدة، يزيد احتمال اصابة الرجال بمرض سرطان الكبد بنسبة الضعف. والمسهم المحتمل في هذا التباين بين الجنسين هو الأديبونيكتين، وهو هرمون يفرز بواسطة الخلايا الدهنية التي تساعد على التحكم في عملية التمثيل الغذائي في الجسم. 
يوضح الدكتور جورج سابيو، من المركز الوطني الاسباني لأبحاث القلب والأوعية الدموية في مدريد: 
“مستويات الأديبونيكتين المنتشرة أعلى لدى النساء منها لدى الرجال. ومع ذلك، فإن دور الأديبونيكتين في سرطان الكبد مثير
للجدل ويحتاج الى مزيد من التحقيق”.
ويختتم سابيو: “تكشف نتائجنا عن وجود تداخل واضح بين الهرمونات الجنسية والأنسجة الدهنية والكبد، مما يوضح الآلية الكامنة وراء التباين بين الجنسين في تطور سرطان الكبد”. 
ومن المثير للاهتمام أن مستويات الأديبونيكتين تقل أيضا في السمنة، وهو عامل خطر رئيسي آخر لمرض سرطان الكبد. وتشير الدراسة الى أن الأديبونيكتين والميتفورمين- وهو دواء شائع مضاد لمرض السكر يمكن استخدامه كعلاجات جديدة لسرطان الكبد. 
 
عن ساينس ديلي