الحياد وسط التجاذبات الدوليَّة

آراء 2024/02/29
...

  كاظم الحسن

أحداث غزة، طرحت ملفات شائكة وملتبسة في الشرق الاوسط ويكاد ان يكون العراق، في قلب العاصفة والتعامل مع هكذا أوضاع مستعصية سياسيا،ليس بالهين لأنها مؤجلة، منذ زمن بعيد ويتم التعامل معها دوليا على اساس الاحتواء،لا الحل الجذري وتبقى النار، تحت الرماد قابلة للاشتعال، في اي وقت ولذلك التحوط والتحرز لابد منه،لأجل عبور المرحلة وهي الاخطر والتي قد تعيد العراق،الى
منطقة الحروب، التي ما زال يئن من آثار وطئتها ولم يتعاف، منها بعد ولا بد من اخذ الدروس والعبر كي لا تتكرر المآسي والمحن من جديد، ونخوض ذات التجربة المؤلمة، ونشرب من نفس الكأس المر، الذي تجرعناه مرارا وتكرارا حد التخمة الدموية ولم تعد المزايدات، تجدي نفعا، وتجر على صاحبها الويلات وعلى البلد ماهو اعظم، لذا لا بد من وجود بصيرة وحكمة، لتخطي ما نحن فيه بأقل
الاضرار.
العراق كبلد متنوع عرقيا ومذهبيا لايحتمل النمط الاحادي، في الحكم وتجارب العراق المريرة، تشهد على ذلك وهذا الحال، ظهر جليا في الحقبة البعثية الفاشية، التي حاول فيها النظام البائد، صهر الأقليات والقوميات في بوتقة العروبة وكان ذلك وبالا، على العراق وما زالت اثاره وتداعياته النازفة، تضرب في النسيج
الاجتماعي.
من خلال ذلك، لا يمكن تغليب وجهة نظر أو أي أيديولوجيا،على الاخرين، مهما امتلكت من قوة او حجج،تراها هذه الجهة أو تلك في هذه اللحظات الحرجة، التي يمر بها البلد.
الاستقواء بالعراق والوحدة الوطنية، هو الملاذ الآمن للنجاة من دائرة الاستقطاب والتجاذب والمحاور، التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط وامواجها السياسية العاتية وازماتها المستعصية، على الحلول وهذا مايدعو الى البصيرة والحكمة، وكما يقال " البطولة في صنع السلام وليس في صناعة الحروب المدمرة والمهلكة " لكن طبيعة العنف المتأصلة،في الانسان تجعل من السلام والاستقرار في الشرق الاوسط او في عموم العالم،بعيدة المنال ويتعذر الوصول اليها، فما زالت الأطماع ونزعات الهيمنة، هي التي تسود وتطغي على ارجاء العالم وكأن الغابة،هي التي تديره وليس العكس وحتى مجلس الأمن أصبح بلا أمن، بفعل صراع الإرادت والتي يعبر عنه بالنزاع
ما بين النظام الدولي الجديد، الذي تديره الولايات المتحدة والعالم الغربي والنظام الدولي المستجد، التي تعمل عليه روسيا والصين والبرازيل وجنوب افريقيا وإيران ولا يبدو في الافق، ثمة بوادر للتوافق بين هذه الأطراف، لا سيما حالة الحرب، الدائرة بين روسيا واكرانيا وتداعياتها العالمية، ويضاف إلى ذلك ازمة تايوان، التي تدعي الصين عائديتها لها وتعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وهو ما يوسع من دائرة النزاع ويجعله مفتوحا،على احتمالات متعددة لا يمكن، الجزم بنتائجها على المدى القريب، لا سيما أن هذه الحرب، أصبحت في حالة استنزاف،لايمكن تقبل خسائرها الاقتصادية على كل الاطراف، التي إنساقت وراء مغامرة غير
محسوبة.