تجذير الحلول

آراء 2024/02/29
...

بشير خزعل

يقدر مجمل النقص في انتاج الكهرباء في العراق بـ 40 %،وهذه نسبة كبيرة في مجال الانتاج بحاجة إلى اعادة نظر بعد مضي 23 عاما على انهيار منظومة الطاقة، واصابتها بمرض مزمن يشتد على العراقيين مع بداية كل فصل صيف، حلول ترقيعية مستدامة واعتماد بنسبة تفوق 80 % على المولدات الأهلية، التي خربت ما خربت من بيئة وصحة وتجاوز على المدارس والبيوت والشوارع والساحات العامة والارصفة، حتى أنها اصبحت واقع حال وجزءاً من منظومة الكهرباء الوطنية في البلاد، وعلى مدى السنوات الماضية، لم يرَ في الافق من قريب أو بعيد اي مشروع ستراتيجي لحل الأزمة بشكلها النهائي، بل مجرد وعود واحاديث تتغير مع تغير المواسم، مايخصنا من الحديث هنا هو اداء الحكومة الحالية التي اعتمدت منهجا يختلف عن باقي الحكومات من حيث التركيز على حل الازمات بحلول جذرية وليست ترقيعية، فالاعتماد على شركة عالمية مختصة بانتاج وتوزيع الطاقة مثل سمينس، يجعل المواطن يشعر بنوع من التفاؤل في طريق حل الازمة والخلاص من مشكلة الكهرباء، حاليا الشركة بصدد البدء بدراسة شاملة موسعة لواقع الشبكة الوطنية، التي ستسهم بتقييم نقاط الضعف وتشخيص المشكلات بشكل دقيق لتقديمها إلى وزارة الكهرباء لمساعدتها على تخطيط المشاريع المستقبلية، دراسة شركة سيمنيس ستشمل جميع مناطق العراق وجميع القطاعات الاخرى، تواجد هذه الشركة ليس بجديد في العراق، فهو يعود إلى أكثر من 80 عاماً مضت، اذ عملت منذ ذلك الحين على بناء البنية التحتية للطاقة الكهربائية خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وهي تسهم اليوم بتوليد نحو 60 % من الطاقة المنتجة في العراق، مذكرة التفاهم التي وقعتها الحكومة مع الشركة تتضمن زيادة الانتاج وتحسين عملية النقل والتوزيع وتقليل الضائعات، وهي خطوة بالاتجاه الصحيح نحو تصحيح الاخطاء السابقة في الحلول، التي لم نجنِ منها سوى الوعود وهدر المال العام، وفي بلد مثل العراق يتجه نحو الاعمار والبناء والاستثمار، لا بد أن نوفر الرافد الأساسي لنجاح أي مشروع، مع طاقة متوفرة ومستقرة ستختفي الكثير من منغصات الاعمار والاستثمار وايضا ستتلاشى عمليات الفساد المالي والاداري، التي استحوذت على ملف الطاقة لسنوات طويلة وهدرت فيها مئات الملايين من الدولارات تحت مسميات ومشاريع وهمية لا وجود لها على الارض، وضع الاسس الصحيحة لمشاريع حيوية ومهمة تخص وفرة الطاقة واستقرارها، سيغني الدولة عن هدر مئات ملايين الدولارات كشراء وضياع وجني الأكثر منها كأرباح وفوائد.