أ.د عامر حسن فياض
الى متى تبقى غزة فضيلة في مهب الرذائل؟ نعم عالمنا مضطرب ولكن ما أوحش العالم دون إنسانية غزة.. وما أقذر العالم دون طهارة غزة.. وما أجبن العالم دون شجاعة غزة.. وما أقبح العالم دون جمالية مقاومة غزة.. وما أبخل العالم دون كرم وكرامات طوفان الأقصى.. وما أرذل العالم دون فضائل أهل فلسطين..إن قادة الغفلة العربية والاسلامية المتحالفة مع قادة التوحش الصهيوامريكي جعلت العالم مضطربا،
وهم يبثون معاً فيروسات الصهينة النازية الجديدة، بيد أن مقاومة حركة التحرر الوطني الفلسطيني ومسانديها ستبقى بمثابة المضادات الحيوية، لفيروسات هذه الصهينة المنتشرة في الاوساط العالمية اليهودية والمسيحية والاسلامية، وستبقى غزة هي القوة التي تنقذ الخير في هذا العالم الشرير وهي الضوء في ليل عالمنا المظلم.
فهل يعقل وهل يجوز أن يعيش الفلسطيني الإبادة في كل لحظة على إمتداد أكثر من سبعة عقود ونصف العالم المتنفذ يعتاش على الإبادة والنصف الآخر الخانع التابع يتفرج عليها؟
يكفي أن غزة ومقاومتها ومسانديها من لبنان والعراق واليمن، كشفت عن عورات هذا العالم وفككت خرافات الاستعلاء الصهيوامريكي وبدعه وأكاذيبه مثل خرافة الهدن المؤقتة، دون ايقاف الإبادة والمفاوضات تحت سقف الحصار والتجويع ورمي المساعدات الغذائية جوا مصحوبة برمي الصواريخ والقنابل جواً وبراً وبحراً!! وخرافة الاستفراد بغزة حرصا على عدم اتساع الحرب اقليمياً!! وخرافة غزة ما بعد ودون حماس!! وخرافة عدم انفجار الضفة الغربية! وخرافة تبادل الاسرى دون الكل مقابل الكل وتبييض سجون الكيان الصهيوني من كل الاسرى الفلسطينين! وخرافة السلام في ظل الاحتلال! وخرافة الجيش الصهيوني الذي لايقهر، وخرافة النفي الامريكي للإبادة الجماعية التي تحصل يومياً في غزة والضفة الغربية! وخرافة توصيف مجزرة شارع الرشيد في الدوار النابلسي بغزة بالحدث الفوضوي، الذي سببه الضحايا من الجياع المدنيين الفلسطينين وليس رصاص الجزارين المحتلين، وخرافة المراهنة على ديمومة غياب وحدة الخطاب الوطني الفلسطيني، وخرافة الخلاف والاختلاف بين أطراف وحدة ساحات المقاومة، وخرافة الخلاف والاختلاف بين الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني! وخرافة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية! وخرافة ان يكون اليوم التالي لغزة ما بعد ايقاف القتال يوما أمريكيا إسرائيليا عربيا وليس يوما فلسطينياً! وخرافة ان الجندي الامريكي الذي انتحر حرقاً من أجل إيقاف الإبادة في غزة كان مختلا عقلياً وليس انتحاراً احتجاجياً إيثاريا!! وخرافة تفكيك الحاضنة الشعبية للمقاومة في غزة والضفة الغربية! وخرافة الدعم الرسمي العربي والاسلامي للقضية
الفلسطينية!.
وهكذا هي فضائل وكرامات طوفان الاقصى وستبقى غزة فضيلة وسط رذيلة الجبن العربي الاسلامي ورذيلة التهور الصهيوامريكي.
وعندما تكون غزة هي فضيلة بين رذيلتين، فهي ليست قضية حماس فقط ولا قضية انسانية فقط، بل هي قضية سياسية بامتياز لأنها قضية تحرر وطني فلسطيني من استعمار احتلالي نازي بشع يدعمه ويسانده بالمال والسلاح والسياسة باعة كلام ولصوص ونهاب من قادة كبار الرأسمالية الغربية المتوحشة ومن قادة الغفلة العرب والمتأسلمين.