استعداد أولمبي

الرياضة 2024/03/06
...

د عدنان لفتة

لم نجد مبرراً لانسحاب المنتخب الأولمبي من المشاركة في منافسات بطولة غرب آسيا الخامسة تحت 23 عاماً المقررة في الاحساء السعودية من 20 إلى 26 آذار 2024 فالبطولة مصممة أصلاً بتوقيتاتها ومنتخباتها لدعم تحضيرات دول غرب آسيا لتصفيات باريس الأولمبية بعد شهر واحد فقط في الدوحة.
كان يمكن أن نكسب منها خوض تجارب مفيدة نافعة للجهاز الفني ولاعبينا داعمة للتطلعات، كاشفة للأخطاء قبل خوض المعترك الرسمي نهاية نيسان حيث لا يسمح فيها بأي عثرات قد تبعدنا عن مسار التأهل الأولمبي المرتقب بمواجهة مجموعتنا المؤلفة من تايلند وطاجيكستان والسعودية.
الجهاز الفني فضل الابتعاد عن شبح الإصابات والاحتكاكات القوية في منافسات غرب آسيا وربما حتى عدم كشف أوراق الفريق أمام المنافسين لكننا خسرنا فيها فرصة ملاقاة منافسين من العيار الثقيل ( استراليا، مصر، كوريا الجنوبية وتايلند) الذين جيء بهم لدعم استعدادات دول غرب آسيا ( العراق والأردن والسعودية والإمارات) وهي خطوة تحسب لاتحاد دول غرب آسيا الساعي باستمرار إلى تقوية بطولاته ورسم أجندتها بشكل محفز لبلدان المنطقة كي تكون أكثر تأثيراً واستفادة منها على المستوى القاري.
منتخبنا الأولمبي سيكتفي بمعسكر داخلي في البصرة يجتمع فيه لاعبوه والفوائد المتوخاة من تجمع اللاعبين وتدريباتهم لن تكون بقيمة مباريات تجريبية عالية المستوى لن ينظر أحد إلى نتائجها طالما إننا على أبواب بطولة قارية أهم ثمنها بطاقات أولمبية نحتاجها بشدة في مسارات النهوض بكرتنا في مختلف الاتجاهات والمشاركات.
الاستعداد الأفضل هو هاجسنا جميعاً لمعرفة مدى أهلية فريقنا الأولمبي للمشاركة القارية وأن قرار الانسحاب يبدو متسرعاً لانه افقدنا فرصة تحضيرية مهمة قد نجني ثمارها في ترتيب أوراق تشكيلتنا وردم ثغراتها كي تكون أكثر تنافسية بمواجهات أحلام وطموحات منتخبات القارة الأخرى الساعية إلى إثبات علو كعبها والفوز بلقب المنافسة الآسيوية لفئة دون 23 عاماً مع التأهل لأولمبياد باريس وهو الهدف الأسمى والأكبر.
القرار عموماً يتحمله الجهاز الفني الذي نرجو أن يكون قد قرأ الموقف جيداً لتحضير الفريق وتهيئته للبطولة الآسيوية وهم أعرف وأدرى بلاعبيهم ومدى  تجهيزهم للتصفيات الأولمبية، فالتفكير على تأمين سلامة اللاعبين وإبعادهم  عن الإصابات قد يكون هو التفكير الطاغي للمحافظة على تركيبة الفريق وقوته كي تكون بكامل عافيتها في تصفيات الأولمبياد وان المدربين ينظرون إلى انسجام اللاعبين واندفاعهم أكثر من أي شأن آخر بتركيزهم على الميدان الحاسم في التعبير عن قدرات المنتخب الواقعية بعيداً عن أي تحضيرات أو استعدادات لن تكون معبرة عن جوهر كل فريق وحقيقته التنافسية.
العراق سيشارك في بطولة غرب آسيا بمنتخب الشباب المستفيد فعلياً من هذه المشاركة غير المطالب بنتائجها لدعم عناصر الفريق وتقوية عزيمة لاعبيه في مشاركتهم الدولية، والفريق سيستفيد من مشاركة لاعبين خارج الفريق الشاب لتعزيز صفوفه في البطولة وعدم التأثر كلياً بفارق الفئة العمرية عن لاعبين يفوقونه تجربة وخبرة وتمرساً في عالم الكرة. أملنا النجاح لكل منتخباتنا وأن تحقق ذاتها في أفضل صور مشاركاتها أينما
 كانت.