المقاهي الشعبيَّة تحاكي عراقة قلعة أربيل

ثقافة شعبية 2024/03/07
...

 أربيل: سندس عبد الوهاب

تستقطبُ المقاهي الشعبيَّة التراثيَّة القديمة وسط مدينة أربيل، عدداً كبيراً من الزائرين والسائحين من داخل المدينة والإقليم ومن المحافظات الأخرى في البلد، وتتميز المقاهي بطابعٍ تراثي بكل محتوياتها، يعود جزء منها إلى مئات السنين، وكذلك طريقة تقديم المشروبات والمأكولات بصيغة تراثيَّة وأيضاً ملابس العاملين التي تتميز بلمسة تراثيَّة تعود إلى الأجيال السابقة فضلا عن الجلسات والأجواء داخل المقهى التي تعيد الذاكرة إلى الزمن الجميل.

يقول المتقاعد صلاح شاخوان (من رواد المقاهي الشعبيَّة في القلعة)، في حديثٍ لـ"الصباح": إنَّ "الكثير من المقاهي الشعبيَّة والتراثيَّة القديمة الموجودة داخل القلعة وممراتها الجميلة تجدها مميزة ومعروفة لدى الزائرين، مثل مقهى مام خليل وكذلك عدد من المقاهي الحديثة ولكنْ بتصميمٍ يتميز بالتراث القديم، وكذلك المقاهي أسفل القلعة وقرب بارك شار، أهمها مقهى مجكو الذي تأسس في أربعينيات القرن الماضي، ويتوارثه الأبناء عن الأجداد وكلها محط أنظار الزائرين والسائحين". وأضاف: "أغلب المقاهي القديمة تتزين جدرانها بعددٍ كبيرٍ من الصور باللون الأبيض والأسود عن الأماكن القديمة في المدينة والإقليم والبلد، وكذلك صورٍ لشخصيات مهمة وتاريخيَّة من السياسيين والأكاديميين والدبلوماسيين والرؤساء والملوك، فضلاً عن شخصياتٍ اجتماعيَّة معروفة في الزمن الماضي، علاوة على عددٍ كبيرٍ من القطع الأثريَّة المختلفة التي تزين الجدران والرفوف". 

وأشار الى أنَّ "المقهى الذي يتميز بالأثاث التراثي الخشبي الأنيق، يضمُّ العديد من الطاولات والكراسي والمفروشات القديمة وكلها أجواءٌ تبعث على الطمأنينة والأصالة".  وأكد أنَّ "المقاهي في الوقت الحاضر لا تقتصر على روادها من الرجال، وإنما تجد الأسرَ والنساء يجلسون ويقضون أوقاتاً ممتعة 

ويلتقطون الصور الجميلة". واختتم شاخوان حديثه بالقول: "على الرغم من ازدياد المقاهي ذات الطراز الحديث في الوقت الحاضر، إلا أنَّ الكثير من المواطنين يفضلون المقاهي الشعبيَّة، كونها تتميز بأجواءٍ جميلة لا تخلو من الأمسيات والجلسات الثقافيَّة والفنيَّة بين فترة وأخرى، كما تتميز المقاهي الشعبيَّة التراثيَّة بالأسعار المناسبة للمشروبات الساخنة قياساً بالمقاهي الحديثة التي تكون باهظة  الثمن".