دوري نجوم العراق.. الآمال والطموحات

الرياضة 2024/03/07
...

 بغداد: رحيم رزاق الجبوري


مما لا شك فيه أن دورينا في هذا الموسم بمسماه الجديد (دوري نجوم العراق)، حمل في طياته العديد من القضايا التي أسهمت في جذب الجماهير إلى المدرجات ومتابعته عبر الشاشات؛ منها: تطبيق نظام الاحتراف، والنقل التلفزيوني بكاميرات متعددة، وجودة الملاعب، ودخول تقنية الـVAR)، التي أفضت إلى خلق جو من الإثارة والترقب، إضافة إلى اشتداد عنصر المنافسة وتقارب مستويات الفرق. لكن هذا النجاح يحتاج لتعزيز الأمور الإيجابية، ومعالجة الأمور السلبية لكي يظهر دورينا بحلة جميلة ورائعة نفتخر بها، لا سيما التطبيق الفعلي والحقيقي للاحتراف، وهذه مهمة تكاملية تقع على عاتق الاتحاد والأندية والإعلام الرياضي، والمضي بتطبيقها بشكل سليم وصحيح سيجني الجميع ثماره وسيعود بالفائدة على منتخباتنا الوطنية، وهذا هو الهدف المنشود الذي يسعى الجميع إلى بلوغه وتحقيقه.


تطوّر ملحوظ

إلى ذلك يرى د. وسام هادي عگار، أن هناك تطورا ملحوظا في دوري نجوم العراق لعام 2023 - 2024، من حيث النقل التلفازي، واستعمال تقنية الـ(VAR)  والتنظيم الجيد في الملاعب، لكن هناك ملاحظات يمكن تجاوزها في قادم الأيام، أهمها: جلب لاعبين محترفين على مستوى عال، والاهتمام بالتحكيم ولا ضير بالاستعانة بحكام من الدول المجاورة في بعض المباريات المهمة، مع خفض أسعار تذاكر الدخول، ولا سيما أن أغلب رواد الدوري هم من أصحاب الدخل المحدود، فضلا عن الاهتمام بكرة المحافظات التي لا شك بأنها تزخر بالمواهب، وكل هذه الأمور وغيرها تصب في خدمة الكرة العراقية، كوننا مقبلين على التصفيات النهاية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.


ثقافة غائبة 

بدوره يطرح علي كاظم العقابي (كاتب وباحث ومهتم بالشأن الرياضي) مجموعة من القضايا والنقاط التي يجب على الاتحاد وإدارات الأندية واللاعبين والإعلام الرياضي الالتفات إليها ومعالجتها، إذ يقول: “بات تثقيف اللاعبين على الاهتمام بلياقتهم البدنية، وبالأكل الصحي والابتعاد عن السهر والسوشيال ميديا أمرا بالغ الأهمية، كما على الجميع الانتباه إلى تزايد واستفحال ثقافة الاعتراض من قبل بعض اللاعبين والإداريين والجمهور وتصرفاتهم الغريبة والمتكررة، التي تلقي بظلالها على أجواء المباريات ويجب وضع 

حد لها».

وأوصى العقابي، في حديثه بالابتعاد عن ظاهرة التنمر على اللاعبين التي من شأنها أن تدمر نفسيتهم وتؤثر في مستوياتهم الفنية، والحد من تدخل روابط مشجعي الأندية في قرارات الإدارة واختيار وتنصيب المدربين وفرض إرادتهم، وتقتصر مهمتها على التشجيع اللائق بعيدا عن إطلاق الهتافات والكلمات البذيئة على الحكام واللاعبين، التي من شأنها أن تمس الروابط والوشائج الوطنية والاجتماعية والإنسانية 

للبلد.

 

لمحات فنية غائبة

وختم حديثه، قائلا: “منذ وقت بعيد نلاحظ غياب بعض اللمحات الفنية عن لاعبينا، ومنها: غياب تسجيل الأهداف من الضربات الحرة؟ وكذلك ظهور الجدال والنقاش الدائم بين اللاعبين حول أحقية تنفيذ ركلات الجزاء، وهذا يبرز غياب بعض الأمور الفنية عن بعض المدربين”. لافتا إلى الاستعانة بباحث اجتماعي ونفسي لفرقنا، وهو أمر مهم يعالج بعض القضايا النفسية التي يتعرض لها اللاعبون. كما انتقد ظاهرة تغيير المدربين التي تؤثر في نتائج الفريق واهتزاز ترتيبه في جدول المسابقة». 


عوامل وضوابط داعمة

ويرى شعبان الغنام (فنان تشكيلي وتربوي) أن هناك أمورا وعوامل تسهم في نجاح دورينا، منها: تقليص عدد الفرق الرياضية المشاركة إلى 16 فريقا، ووضع ضوابط المشاركة في الدوري، وتنظيم العمل الإداري والمالي لكل فريق، ويمنع منعا باتا مداورة المدربين المفسوخة عقودهم من فرق الدوري لمدة موسم واحد في الأقل، إضافة إلى التأكيد على جودة اللاعب المحترف وأن يكون لاعبا مسجلا في الاتحاد الدولي، وأن يخضع عقده عند التسجيل إلى ضريبة الدخل بنسبة 10 % على أقل تقدير تدعم خزينة الاتحاد العراقي.

وطالب الغنام، بوضع جدول لتصنيف الفرق الرياضية بحسب النتائج والبطولات المحلية والدولية التي حصلت عليها، مع التأكيد على اختيار حكام متميزين من الدول العربية والأجنبية وذوي خبرة ونزاهة لتلافي أخطاء حكامنا، وختم حديثة بضرورة فتح أكاديميات كروية لصقل المواهب الشابة لرفد الفرق الرياضية المشاركة في دورينا.