الصوم الحقيقي امتناع النفس عن الرغائب

ثقافة شعبية 2024/03/14
...

 سعد صاحب

رمضان سيد الفضائل الإنسانيّة كلها، لأنه يضع الانسان المسلم على المحك، فأما يقاوم الأهواء والشهوات والرغائب، وأما يسقط في وحل الرذائل، وما يترتب على هذا السقوط من تداعيات مريرة، أولها ضعف الايمان، وآخرها الابتعاد عن الموقف الصحيح، وعدم الثبات على رأي راسخ عند التعرّض إلى هزة قوية.
(يا شهر توبه وعبادات وصلاح / يا شهر كل الفضائل والفلاح / يا شهر ضد الهوه وضد المجون / كلمن بروحه رفع راية كفاح / يمته جا يمته يتوب / من اكل مال اليتامى الخايبين / من حرام الفاض عن حد الجيوب / والبشر لا مو سوه / بيهم يريد الستر والعافيه يريد الخلاص / بيهم بكل صوب ينشد عن مضارب للغوه / ضاع عمره وما لكه الهسه الامل والانشراح).
أموال تعود بالأصل إلى الفقراء، المحرومين من أبسط مستلزمات العيش الكريم، ومن الرفاهية والحياة الآمنة، وغياب العدل والمساواة، رجل يدعي النزاهة يدسها في قاصاته الكبيرة المغلقة، التي لا تفتح الا بشفرات سرية لا يعرفها سواه، والعجيب أنه صائم .(خلصت دنياك هفوه تجيب هفوه / خلصت عمرك مثل سيف المسلط عالرگاب / خلصت دهرك حرامي ملثم وخافي الملامح بالنگاب / فوك كل هذا الحديد اليمطر اعلى الناس قسوه / فوك كل هذا العسف تذبح بديك طيور حلوه / طير بعشوشه توسد طير ما بين الگباب / تارس الدنيه خراب وموت وجروح ودمار / تارس الاوطان امراض وكفر وسيول من دم / ثار راح ورد على الانسان ثار / ما غفه سيفك ابد نص الگراب ).

انهيار
الناس يراوحون على أرض هشة، معرضة للانهيار والانحراف والاستسلام والميول المدمرة، هم أشبه بريشة خاوية في هبوب عاصف، تهوي بكل قاع مليء بالعجائب، تتحكم بإراداتهم الرخوة، الأموال والنساء والولائم والافكار الغريبة. (هاي وادمنه مثل كاغد جگاير بالهبوب / هاي وادمنه وسط  سرداب محتاره تلوب / ناس بالحب الالهي ذايبين / ناس عن الواقع المزري الصعب شو غايبين / ناس متروسه دفاترهه ذنوب / بس عراك اعلى المناصب / بس كواني من اللغف ومن الرواتب / بس ظلم بس بوك بس كلشي مباح / بس حقد مكروه لابس زي موده / بس هذاك الشوك خاتل جوه ورده / بس هذاك السم وسط ماي القراح / صار بعض الناس عدهه الصوم موده / صايم وتاجر حشيش / صايم وبالغش يعيش / صايم واحسن وظيفه العنده تهريب السلاح).