علي عباس: أفراد أسرتي أول الوجوه التي تعلّمتُ نحتها

ولد وبنت 2024/03/18
...

 سرور العلي

منذ نعومة أظفاره كان لدى علي عباس شغف بالفن، وبمجالي الرسم والنحت، فرسمت أنامله الصغيرة الأشياء الأولى المحيطة به، وما يشاهده في بيئته، ثم بدأ تعلم النحت بالطين، فراح يشكل الوجوه والشخصيات التي يعرفها، كأفراد أسرته والمقربين منه، لكن بدايته الفعليَّة كانت في عام 2019، حين تم قبوله في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، لينال شهادة البكالوريوس من قسم الفنون التشكيلية، بفرع النحت.
مؤكداً “أحببت المنحوتات والجداريات التي تمثل حضاراتنا سومر، وأكد، وبابل، وآشور، وأعجبت بأعمال جواد سليم فهو أستاذ النحّاتين العراقيين، وعمله الخالد نصب الحرية، فتأثرت به، لأنه جمع بين الإنسان والفنان،   والشيئان يكملان الآخر، وعالميّاً تأثرت بأعمال النحات جايكوميتي،  وأسلوبه المميز، المتمثل بالحياة والموت في آنٍ واحد”.
ويتذكر عباس العمل الأول له، وكان “غراب”، من مواد لاصقة، وريش اصطناعي في مادة (التطبيقات الحرة)، وبالنسبة له لحظات لا تنسى، وكان مولعاً بخامة الخشب، وكانت معظم أعمالهم في قسم التشكيل من المادة الأوليّة، وهي الطين، ليدخل العمل مراحل أخرى، ومنها القالب ثم النسخة، وكل مرحلة بنوع المادة التي يرغب بها الطالب، مشيراً إلى أن النحت على الخشب، والثرمستون بطريقة الحذف متعة لا مثيل لها، تجعلك تحترف النحت.
كما تأثر بالمدرسة الواقعية في الأعمال التي تشير إلى رسالة معينة، لكن كتعبير ذاتي اتّجه إلى التعبيريّة، لأنّها تجعل مشاعره تخرج سريعاً في الأعمال، وبرأيه أن الاجتهاد والرغبة في الاختصاص، يصنعان المبدع، ونجح بإتقان أشياء كثيرة، ومنها خامة السليكون، والفايبر كلاس، وعمل بمادة الالجنيت الخاصة بصناعة الأسنان، وما زال يتعلّم إلى الآن، كون الفن بحر، ونحن ما زلنا نسبح على الضفاف، بحسب قوله.
مضيفاً: “الحالة الإبداعيَّة تكمل الدراسة الإكاديميَّة، ولا أرغب بالفصل بينهما، فالأولى تكمل الأخرى، والعكس صحيح”.
شارك عباس بالكثير من المعارض الفنيَّة ومنها، في معرض عشتار للشباب بجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، ومعرض عشتار للشباب للعامين 2022 و 2023، وفي مهرجان الفن التركيبي في جامعة بغداد/ كلية الفنون الجميلة، ضمن فقرة التمثيل الصامت، وفي المعرض السنوي في جامعة بغداد/ كلية الفنون الجميلة، للعامين 2022 و 2023، وكانت أعماله المشاركة عن الفكر وحياة الإنسان، كما يركز في أعماله بإيصال عدة رسائل، ومنها عمل “الأمومة”،  و”حلم وعناء”، وعمل باِسم “حواء”، تشير فكرته للعنف ضد المرأة، كذلك يقوم بتوظيف بعض المفردات والأفكار التي  تجول بداخله، على شكل حجر أو خشب، ولفت إلى أن هناك الكثير من الكلام لا نستطيع البوح به، لكنه يخرج على هيئة دموع، أو لوحة أو عمل نحتي، كما أن الفنون التشكيلية في العراق والمواهب كافة، تبحث عن مؤسسات تحتضنها، فهناك مئات من الموهوبين وخريجي الإكاديمية.
وعن رأيه بالفن التشكيلي العراقي اليوم، أشار إلى أنه كانت الموضوعات والمفردات التي يختارها الفنانون الرواد، والجيل الثاني والثالث، تعبر عن حياة الإنسان والثورات التي حدثت، وأيضاً مناسبات عديدة، كذلك اليوم ينبغي أن لا ننسى أحداثاً كثيرة، ومنها ثورة أكتوبر، وقضية فلسطين، وقضايا أخرى تتعلق بالاحتلال، ومعاناة الشعب العراقي من الآلام والحروب، فالماضي يشبه الحاضر كثيراً، ولا يمكننا التقييم بصورة عامة، ويوجد فن، لكن المجتمع العراقي بعيداً عنه، كما أن سوق الفن التجاري نشط بشكل كبير في الوقت الحالي، فيضخ الملايين، أما سوق الفكر فهو فقيراً في العراق بصورة خاصة والعربي
عامة.
ويسعى عباس إلى تنفيذ الكثير من الأعمال التي خطط لها، تتضمن لوحات ومنحوتات ضمن مشاريعه المقبلة.