احمد كامل السراي

ما أن يطلق مدفع الافطار اطلاقته حتى تعج القنوات الفضائية ببرامجها، وتخرج كل قناة ما في جعبتها من مواد تلفزيونية، من المفترض أن تراعي الذوق العام، وتصلح للمشاهدة العائلية بجميع فئاتها، وأن لا تخلو من العبرة والفائدة خصوصاً وأن تلك البرامج بثت بمناسبة شهر رمضان المبارك.
لكن ما نشاهده يدعو للاسف الحقيقي عندما نشاهد تسابق القنوات على اظهار المشاهد الجريئة، وانتاج برامج ممزوجة بين الفكاهة والسذاجة والاغراء، بكسب اكبر عدد من المشاهدات خصوصاً أعمار الشباب والمراهقة، ليكونوا عاملاً اساسيا للتأثير على فئات المجتمع بشكل سلبي خلال الشهر الفضيل.
 كانت خلال السنوات السابقة ما قبل التسعينات القنوات التلفزيونية ذات طابع خاص خلال شهر رمضان عبر التركيز على المسلسلات التاريخية، والتي تحمل الحكمة والعبرة وحتى الكوميديا والفكاهة الهادفة، التي تمس حياة المجتمع بشكل عام، حيث تخضع البرامج التلفزيونية إلى الفحص والتدقيق قبل بثها للمشاهدين فتمر بعدة مراحل للوصول للمشاهد، لكن ما نشاهده الآن من قنواتنا بعيداً عن المهنية باعتمادهم على انتاج اعمال درامية هدفها استقطاب المشاهدين بشتى السبل واستقطاب مشاهير (السوشال ميديا)، للاستفادة من كثرة متابعيهم في منصات التواصل الاجتماعي، وعدم الاكتراث لما تحمل تلك المادة التلفزيونية من افكار سلبية ومشاهد لا تصلح للعائلة العراقية، حيث وقعت اغلب العوائل العراقية التي ما زالت تحافظ على عاداتها وتقاليدها بالحرج عندما يتفاجئون بمشهد فاضح أو كلام بذيء، خلال مشاهدة بعض قنوات الستلايت، فتوجه البعض إلى حذف تلك القنوات من القائمة، والبعض ذهب إلى متابعة البرامج في القنوات المحتشمة على الرغم من قلة الاعمال التلفزيونية فيها.
العراق مر بكثير من الاحداث والمآسي علاوة على ذلك، ففي العراق قصص تاريخية كثيرة جداً تتيح لشركات الانتاج من الاستفادة من تلك القصص خصوصاً ما مر على العراقيين خلال سنوات الحروب والحصار الاقتصادي، وأحداث ما بعد 2003 ومحاكاة الواقع العراقي وما مر على مجتمعه من مآسٍ.  ان الأفكار السلبية التي تقدم من بعض القنوات يجب ان تقابلها أفكار إيجابية تستقطب اغلب المشاهدين وخاصة القنوات العراقية الرسمية، يجب أن يكون لها دور أساسي في صناعة الدراما والبرامج التلفزيونية والاستغلال الامثل للدعم الحكومي لتلك القنوات، وحتى ممكن الاستفادة من الشركات الانتاجية المعروفة في الدول الأخرى فيمكن أن يكون عمل درامي واحد ناجح ينسف جميع الدراما في باقي القنوات، ولذلك ممكن التركيز على البرامج الثقافية التي يشارك فيها الجمهور والمسابقات الدينية والأدبية، فضلا عن ذلك على هيئة الاعلام ان يكون لنا دور رئيسي في منح موافقاتها الأصولية على بث بعض البرامج والمسلسلات لحماية ذوق العائلة العراقية والحفاظ على قدسية رمضان
المبارك.