عامر الخفاجي أمير قصر الأخيضر

ثقافة شعبية 2024/03/28
...

 باسم عبد الحميد حمودي

 تحتفي القنوات المصرية في كل رمضان  بالسيرة الهلالية أفلاما ومسلسلات، وتعيد عروض  السيرة التي كتبها وقدمها الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي بمصاحبة المنشد الشعبي جابر ابوحسين  على الربابة.
إضافة لذلك فإن مجموعة الافلام الهلالية التي انتجتها السينما المصرية، يعاد عرضها احتفاء بهذه السيرة الشعبية العربية، التي خاض فيها الهلاليون والزغابة انواعا من المغامرات والحروب ليصلوا الى تونس وبلاد المغرب
العربي.
وفي الاول من رمضان الحالي استضافت قناة مصر الثقافية الناقد والشاعر أحمد فؤاد لساعة كاملة، للحديث عن تأثير السيرة الهلالية على الوجدان الشعبي في مصر وتونس والمغارب العربية الأخرى،  وكان مما قاله الباحث الشاعر ما يتعلق بالجزء العراقي من السيرة والتغريبة الخاص بالامير عامر الخفاجي امير قصر الاخيضر وسلطان البصرة يوم دخول الهلاليين بلاد العراق.
قال الباحث إن العراقيين لم يفيدوا من الجزء الخاص بهم ولم يهتموا به وهو من كنوز السيرة، ولم يحولوه الى  كتب ودراسات وافلام ومسلسلات ودراسات،  مثل الذي فعله السوريون والتونسيون وسواهما، ذلك أن جزءا من ابطال السيرة ينتمون الى هذه البلدان.
 وقد وجدت مناسبا تذكير الباحث الشاعر الكريم أن مكتبة الدراسات الشعبية  التابعة  لوزارة الثقافة المصرية، قد أعادت مشكورة عام 2000 طبع كتابي (تغريبة الخفاجي عامر العراقي) بتقديم   الاستاذ خيري شلبي وهو كتاب يتعلق ببطل السيرة العراقي على وفق طبعات السيرة المتعددة، وشعر المنشد الشعبي جابر ابوحسين عنه واعتمادا أيضاعلى روايات المنشدين المصريين من شتى الأرياف
والحواضر.
وقد قام الدكتور محمد احمد وريث في الجمهورية الليبية باعادة نشر فصول الكتاب في مجلة ( الثقافة) في ليبيا ايامها.
 بالاضافة الى ذلك فقد قدمت اذاعة بغداد مسلسل السيرة الهلالية من تأليفي واخراج زهير عباس، وبطولة الكثير من ممثلي الدراما العراقية الاذاعية وفي مقدمتهم  الذوات: عزيز خيون وهناء محمد ومحمد زهير حسام
وسواهم.
من الصحيح جدا أن نهتم بهذه السيرة عراقيا، وأن نعيد إنتاج تجارب ابطالها من العراقيين أضافة الى الهلاليين والزغابة ومنهم ( من العراق) الاميرة(شويلة) أم عامر وابنته(ذؤابة) ووالده (الامير ضرغام) والمساعدان الآخران من وزراء  وقادة  من العراق.
 ويكاد الفصل الخاص بمقتل الخفاجي عامر غدرا على يد تابع الزناتي خليفة، يشكل صورة درامية مفجعة، غناها الريف المصري بمئات القصائد وهو يناجي الامير العراقي القتيل الذي اسموه (النجع) بالجيم المصرية المعطشة.
 ويروي المنشدون الذين يذكرهم  الاساتذة الدكتورأحمد شمس الدين الحجاجي والدكتور محمد حسن عبد الحافظ والدكتورخالد عبد الحليم ابو الليل وسواهم.
 وفي مقابلة موسعة لأبي الليل مع  الراوي الشعبي الشهير (سيد الضوي)، يقول هذا الراوي ان السيرة الهلالية والتغريبة تضمان أكثر من خمسة ملايين مقطع شعري، وكل مقطع مكون من اربعة الى خمسة ابيات للخفاجي حصة كبيرة منها.
وقد تسيد دورالرواة والمنشدون المختصون  بالامير عامر العراقي، الذي ترك ملكه في العراق ورحل مع الهلاليين، وذلك لانه قاتل معهم الحاكم التونسي الزناتي خليفة عدة ايام  قتالا شديدا اضطرالزناتي في نهايته، أن يامر تابعه العلام بالغدر بالامير العراقي من الخلف وطعنه بالرمح غدرا، ليسقط على الأديم التونسي وينشد وصاياه ومرثيته الأخيرة قبيل الرحيل.
حوَّلَ المنشدون المصريون في مراكز مدن الصعيد والواحات  مأساة الخفاجي الى مرثيات مهمة ذكرت بعضها في كتابي،  وما زالت آلاف المقاطع الشعرية بلهجات الصعيد والمدن تردد في جلسات السمر الخاصة بهذه السيرة المختفية آثارها تقريبا في العراق والمضيئة، رواية وشعرا في مصر وبلدان المغارب العربية.