ايزابيل فان بروغين
ترجمة: شيماء ميران
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين، تحركت بلغاريا، أحد أعضاء الاتحاد الاوروبي، لمنع واردات النفط من روسيا كجزء من الحظر الذي فرضه الاتحاد على روسيا. تشير الاخبار البلغارية عبر “نوفينيت”، وهي مؤسسة اخبارية بلغارية ناطقة بالانكليزية ومقرها صوفيا، الى ان بلغاريا رغم كونها واحدة من الدول القليلة المستثناة من قرار الحظر، الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على النفط الروسي حتى نهاية العام، تحولت الى مصدر وقود بديل منذ مطلع اذار الجاري وبعد تصويت البرلمان البلغاري على ذلك نهاية العام المنصرم.
قبل الحرب، كانت دول البلقان الحليفة تاريخيا لروسيا تعتمد اعتمادا شبه كامل على واردات النفط والغاز الروسي. وذكرت وكالة رويترز مطلع العام الحالي، ان بلغاريا تسعى لاستبدال النفط الروسي الخام بالورادات النفطية من كازاخستان والعراق وتونس. وكانت مجلة نيوزويك” الاميركية قد طالبت وزارة الخارجية الروسية بالتعليق على ذلك عبر بريدها الالكتروني.
وبحسب شركة “ستاتيستا” الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، ان هذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة موجعة لروسيا لكونها تعتمد على صادراتها النفطية وصناعة الطاقة التي تمثل ثلاثين في المئة من ايرادات ميزانية الدولة، كما تعتمد عليها في تمويل حرب اوكرانيا، رغم أن روسيا هي ثالث اكبر دولة منتجة للنفط في العالم، الذي يمثل نحو 12 في المئة من انتاج النفط الخام
العالمي. تشير وكالة رويترز الى انه في العام الماضي كانت بلغاريا رابع اكبر مستورد للنفط الروسي المنقول عبر البحر. وكان من المفترض قبل قرار حظر الاستيراد ان يتم الاحتفاظ بالنفط الروسي في مصفى “بورغاس” البلغاري، الذي تديره شركة النفط الروسية العملاقة “لوك اويل” والتي تبلغ طاقة انتاجها اليومية 190 الف برميل.
محاولة ايجاد البدائل
يعد قطاع صناعة الطاقة في روسيا شريان الحياة الحيوي لاقتصاد البلاد، التي تعرضت للضرر الشديد بسبب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا نتيجة للحرب مع اوكرانيا.
وهذا ما يؤكد قول الرئيس الاميركي جو بايدن حين اعلن في اذار عام 2022 فرض الحظر على وارادت النفط الروسي بعد اسابيع من الحرب الشاملة: “ان هذه الخطوة ستستهدف الشريان الرئيس للاقتصاد الروسي”.
كما فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، بريطانيا وأميركا) الى جانب الاتحاد الاوروبي واستراليا حدا اقصى للسعر الذي يمنع الشركات من تأمين وتمويل وشحن صادرات النفط الروسي المنقولة عبر البحر، والتي تُباع باكثر من ستين دولارا للبرميل الواحد.
وبعد تعرض المشترين الأوروبيين للخسائر، قامت موسكو بتعزيز تجارتها مع الصين والهند وتركيا، وعرضت عليهم تخفيضات في الاسعار.
وبحسب ما نقلته مجلة نيوزويك، فان صعوبة الدفع والعقوبات الغربية المفروضة تركت ناقلات نفط محملة بعشرة ملايين برميل من خام سوكول الروسي عالقة قبالة كوريا الجنوبية خلال الشهر الماضي.
ونتيجة لذلك وبعد مفاوضات استمرت لأسابيع مفتوحة، بدأت ناقلات النفط العملاقة “إن إس سنشري، وإن إس كوماندر، ونيليس” والتي كانت وعالقة وسط البحر مع حمولتها الضخمة من نفط سوكول الروسي ، بالتحرك نحو الصين والهند، بحسب وكالات الإعلام الكبرى، تاركة وراءها ما يقارب ثمانية ملايين برميل من حمولة مؤجلة من النفط الروسي العالق وسط البحر، على أن تعود إليها لاحقا.
عن مجلة نيوزويك الأميركية