بغداد: حسين ثغب
يمثل العراق وجهة مهمة لكثير من الشركات العالميَّة المتخصصة، ومنها الشركات السياحيَّة التي تجد في العراق أرضاً خصبة للاستثمار السياحي في حال توفر البيئة الجاذبة التي تحفز سوق العمل وتخلق اقتصاداً مستداماً.
وتجد في مناطق أهوار جنوب العراق منطلقاً لرحلة سياحية عالمية تحقق المنفعة إلى الاقتصاد الوطني، لاسيما أنَّ الاقتصاد السياحي يحقق منفعة مستدامة حينما يتم مد جسور التعاون مع الجهد العالمي المتطور والقادر على المساهمة في تنمية هذه المناطق وجعلها قبلة لسياح العالم.
وأكدت مصادر مسؤولة في مجلس محافظة ميسان تلقيها عروضاً عدّة من شركات عالمية لاستثمار أهوار المحافظة، بينما بيّنت أنها تدعم إحالتها للاستثمار.
المختص بالشأن السياحي حسن علي عبد الكريم قال: إنَّ "أهوار العراق تتميز عن غيرها من المناطق الرطبة حول العالم بعدة صفات، أهمها الخصوصية لكل فصل من فصول السنة من حيث التغيرات البيئية وتواجد الطيور المهاجرة التي تقصد هذه الأماكن من أقصى مناطق العالم".
ولفت إلى أنَّ مناطق الأهوار تحتاج إلى إنشاء بنى تحتية فيها وإقامة مشاريع سياحية وغيرها من المشاريع، ولابد من عرض مناطق الأهوار للاستثمار، مشيراً إلى أنَّ "السنوات الماضية شهدت عدداً من عروض الاستثمار من كبرى الشركات العالمية لاستثمار الأهوار".
وأشار إلى أنَّ "العروض التي قدمتها الشركات العالمية تتضمن البدء بإعادة البنى التحتية وإنشاء مشاريع سياحية لها ثقلها، مثل المشاريع الترفيهية والفنادق وغيرها على أن تكون ضمن النظام المعيشي للأهوار كي لا يتم تغييب طبيعتها الخلابة
ومنظرها".
وأدرجت مناطق الأهوار العراقية في لائحة التراث العالمي نهاية العام الماضي الأمر الذي يعد إيجابياً في جميع المقاييس على المستوى المحلي والدولي، إذ أصبحت لها حقوق دولية تحافظ على بيئتها الرطبة.
أما المختص بالشأن السياحي مصطفى السعدون فوصف تفعيل التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة بالشأن السياحي بأنه يمثل أهم الخطوات لتفعيل القطاع السياحي وجعله مورداً مالياً دائماً، داعياً إلى أهمية أن تكون لنا اتفاقات ثنائية مع كبريات الشركات المتخصصة بمجال تفويج السياح إلى مناطق الأهوار التي تعد من المواقع الرطبة المميزة على مستوى العالم.
ولفت إلى أنَّ العراق مؤهل لأن يكون في مرتبة مهمة بين دول العالم السياحية، كونه يملك جميع أنواع السياحة وهذا الأمر ينفرد به عن دول العالم.
وبيّن أنَّ العراق يبحث عن تنوع في الموارد وفي الجانب السياحي تعدد حقيقي لموارده ويتميز بالدائمية ويمكن أن نبدأ من مناطق الأهوار التي باتت تجذب السياح من داخل البلد وخارجه، ويمكن لقطاع السياحة أن يحقق تنمية سريعة في جميع مفاصله بشكل سريع لوجود مقومات التنمية السريعة وذات الجدوى الاقتصادية الكبيرة للبلد.
يذكر أنَّ السعدون كان قد شدد على ضرورة أن يكون لدينا قطاع سياحي مؤهل لإدارة هذا المفصل الحيوي وأن تستحدث كليات ومعاهد في أغلب الجامعات لتكون مخرجاتها مؤهلة للمساهمة الفاعلة في النهوض بالسياحة داخل العراق.
ونبه إلى أهمية أن يتبنى العراق خططاً ستراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد للنهوض بالقطاع السياحي، على أن يتزامن ذلك مع إعداد الخبرات السياحية اللازمة لتطوير هذا القطاع المهم.