في إطار سعيه المتواصل والدؤوب لتجنيب المنطقة الحرب والصراع، سارع العراق عبر رئاساته الثلاث إلى إجراء جولات وتحركات دبلوماسية مكثفة خلال الساعات الماضية، لنزع فتيل الأزمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية، وتجنيب المنطقة آثاراً مدمرة يمكن أن تقع في حال تصاعد الصراع، حيث أجرى رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح مباحثات في إسطنبول التي وصلها أمس الثلاثاء مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وآخر المستجدات في المنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين الجارين.
وبينما كشف رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي عن زيارتين قريبتين إلى كل من طهران وواشنطن بغرض بحث الأوضاع في المنطقة والأزمة بين الطرفين، أفاد مصدر لوكالة الأنباء العراقية "واع" بأن عبد المهدي سيتوجه اليوم الأربعاء إلى الدوحة في ثالث محطة خليجية له، حيث سيبحث مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العلاقات الثنائية وآخر المستجدات في المنطقة، في وقت بحث رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المستجدات الأخيرة في المنطقة، وأهمية الحفاظ على الأمن الإقليمي فيها وتحقيق الاستقرار.
والبداية من قصر "وحيد الدين" في الجزء الآسيوي من مدينة إسطنبول، حيث عقد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح مساء أمس الثلاثاء، جولة مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية تلقته "الصباح"، بأن مباحثات الجانبين تناولت تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، والعلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، ويرافق الرئيس صالح في زيارته السيدة الأولى الدكتورة سرباغ صالح ووزير الخارجية محمد علي الحكيم ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض.
وأقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مأدبة إفطار في إسطنبول على شرف رئيس الجمهورية برهم صالح، وحضرت المأدبة عقيلة رئيس الجمهورية السيدة سرباغ صالح، وأمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي.
إلى ذلك، قال رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس: "لقد استقبلنا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وبحثنا معه مطولاً الأزمة الحالية مع واشنطن والتصعيد الحالي ومحاولات إيجاد حلول لها ودور العراق فيها، واستمعنا من الجانب الإيراني إلى رسائل مطمئنة ترفض التصعيد أو الذهاب إلى الحرب"، وكشف عبد المهدي عن زيارات قريبة إلى طهران وواشنطن لبحث أوضاع المنطقة وسبل حل الأزمة الحالية، مؤكداً أن "العراق يلعب دوراً إيجابياً مهماً في الدفع باتجاه التهدئة بين الطرفين"، وبشأن الوفود والمساعي العراقية لتطويق الأزمة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، أوضح عبد المهدي، أنه "قبل التحرك في تلك المساعي كان يجب استشارة الدول ذات العلاقة، وقد استشرناها وهي ترحب بالجهود العراقية".
وفي سياق الجهود العراقية لإحلال السلام في المنطقة، التقى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أمس الثلاثاء، في العاصمة الأردنية عمان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وجرت خلال اللقاء مناقشة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون المشترك بين العراق والمملكة الأردنية الهاشمية في المجالات كافة.
كما بحث اللقاء، بحسب بيان لمكتب الحلبوسي تلقته "الصباح"، المستجدات الأخيرة في المنطقة، وأهمية الحفاظ على الأمن الإقليمي فيها وتحقيق الاستقرار، وفي مقدمتها العراق الذي تعافى وبدأ يشهد استقرارا بعد حربه التاريخية ضد الإرهاب وانتصاره على عصابات "داعش".
من جهته، جدَّد الملك عبد الله موقف المملكة الداعم للعراق، مبدياً استعداد بلاده، للمساهمة بشكلٍ كبيرٍ في تحقيق المزيد من التنسيق والتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
إلى ذلك، أصدر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها أمس عدداً من القرارات من بينها، قرار ببدء عطلة عيد الفطر المبارك اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل، ووافق المجلس على التقرير السنوي الثاني لمجلس مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب لعام 2018.