حمزة مصطفى
على المستوى الشخصي لم يخطر في بالي يوما أن يكون لسيارات «السايبا» هذا الكم الكبير من المعجبين والمؤيدين والذائدين عنها بالمناكب، بعد قرار الحكومة بإعادة سعر البنزين المحسن والسوبر إلى ماكان عليه قبل عام 2021. فالقرار الذي تم اتخاذه حكوميا هو في الواقع ليس رفع سعر البنزين المحسن والسوبر الذي «تفّول» منه السايبا حصرا لا الجي كلاس أو الرانج أو التاهو اللواتي يفولن، خطية مساكين، من البنزين العادي مثلما تقول رابطة محبي «السايبا» المعترضين على القرار، بل هو عودة إلى سعر سابق له كان قبل جائحة كورونا وهو 850 دينارا للتر الواحد للمحسن و1250 دينارا للسوبر منذ عام 2014. مع ذلك ولأن السايبا دون المحسن أو السوبر «تدك دوانس» فإن رابطة مشجعيها وجدت في قرار الحكومة عدم إنصاف، بل تعدٍ على السايبا وسواها من السيارات التي لاتفّول الإ محسن أو سوبر، بينما العادي مثلما قلنا فهو حصرا من حصة سيارات البلوغرات والفاشنستات ومن هو أو هن بدرجتهن من مسؤولين أومتساءلين. عموما لم أكن أتخيل أن للسايبا التي كانت قبل قرار رفع سعر البنزين أكثر السيارات مكروهية في الشارع هذا العدد من الأحباب. وطبقا لقاعدة «اللي عدها حبايب تشبع بنزين» محسن فإن الاعتراضات على القرار تأتي من اكبر رافضي هذا النوع من السيارات الذين دائما يشكون كيف أن هذا النوع من السيارات تزاحمهم في الشارع. طبع لا بد من الإقرار هنا أن هذه السيارات تصنف كذلك على إنها سيارات الفقراء أو أم الخبزة، والتي تعيش من ورائها أسر كاملة ولا دخل لها ببنزين «الزناكين» المحسن والسوبر. والأمر في الواقع لم يكن، قبل رفع سعر المحسن والسوبر، عند هذا الحد بل كان أصحاب هذا النوع من السيارات عرضة لكل أنواع الإعتداءات في الشارع التي يكون رجال المرور أحيانا طرفا فيها. ففي الوقت الذي يصعب على شرطي مرور محاسبة سيارة فارهة في حال مشت عكس السير أو ضربت الإشارة المرورية جهارا نهارا، فإنه «يطلع حيفه» بأقرب سيارة سايبا وهن كثر ما شاء الله محملا سائقها كل المصائب بدءا من حرب القرم، حتى فضيحة ووتر غيت والتغير المناخي وسقوط ولاية دارفور بيد الدعم السريع.
أما اليوم وبعد قرار رفع سعر البنزين وحيث إن السايبا وأخواتها من «داكات الناقصة» سابقا في شوارعنا المزدحمة إلى «الداكات دوانص»، لاحقا واللواتي لايصلح لهن من الآن فصاعدا سوى المحسن والسوبر فإن هن لا الجي كلاس وأخواتها سيدات الشارع والإشارات الضوئية والسير عكس السير بل وحتى الوقوف في الجزرات الوسطية وأمام أي بناية حكومية، حتى لو مسورة بكل أنواع سور سليمان. فالفرصة حانت للدفاع عن السايبا وما على سواقها سوى أن يتحدوا لا من أجل خفض سعر البنزين، لأن من شأن ذلك إسقاط هيبتها المفاجئة بل الاستمرار في الرفض حتى يقبل آبي أحمد وقف ملء المرحلة الثالثة من.. سد النهضة.