الرسامة زينب حسين : الطرق وعرة لكن النجاح ليس مستحيلاً

ولد وبنت 2024/04/01
...

 عواطف مدلول

لشحة مصادر الرزق اتخذت زينب من الرسم عملا لها وذلك منذ حوالي سنة تقريبا، فلم يعد مجرد هواية حيث ابتدأت به في المرحلة الابتدائية بعمر التسع سنوات، عندما اكتشفت معلمتها بأنها تمتلك تلك الموهبة وذلك شجعها على الاستمرار، فأضحت الداعم الوحيد لنفسها بعد ذلك، وفي عام 2019 عندما تركت دراستها جراء الظروف المحيطة بها انطلقت في تطوير امكانياتها بهذا المجال، إلى جانب محاولاتها الأخرى في النحت وكتابة القصص وتصميم الملابس.
زينب حسين نور التي ستبلغ من العمر عشرين عاما بعد أيام وتسكن محافظة النجف، ارتأت أن تكمل دراستها هذه السنة على أثر تقديمها لمرحلة الثالث فتأهلت للدراسة الخارجية، لأن بداخلها طموحا كبيرا في أن تصبح دكتورة باختصاص طبي تختاره مستقبلا، ومن جهة أخرى تسعى لتحقيق هدفها بالحياة والذي يكمن في المساهمة بزيادة وعي المرأة العراقية، لكونها تهتم وتنشر بعض الأمور والقضايا التي تخص الصحة النفسية والتنمية البشرية.
تبين زينب بأنها تتابع بشغف وحب كبير ما يجري بالساحة الفنية ومعجبة جدا بالرسامات الشابات، فتصفهن بأنهن صاحبات أجمل هواية ومهنة، وتتمنى أن يكون لها نصيب بالمشاركة بأقرب فرصة بمثل تلك الفعاليات التي تجمعها بعدد منهن.
ولكون خطواتها كانت بطيئة ومتلكئة فأنها تعرضت للفشل لعدة مرات، فبرأيها أن ذلك الشيء طبيعي ووارد في كل رحلة نحو التفوق مضيفة: المهم لم اتوقف عن المحاولة وربي حتما سوف يدلني على أفضل الطرق لأصل بها لأهدافي.
تعقيدات كثيرة وممنوعات جمة واجهتها إلا أنها استطاعت أن تتجاوزالعديد منها لاسيما وإنها تربت بمنطقة ريفية متشددة نوعا ما، موضحة بقولها: حتى أدوات الرسم كان من الصعب الحصول عليها في المكان الذي أعيش به  لكن ثقتي بربي وبذاتي ترتبت الامور لصالحي كي أنال ولو بجزء من أحلامي.
زينب من خلال صفحتها بالفيس بوك والكروبات الخاصة بالمواهب في وسائل التواصل الاجتماعي، تنشر أعمالها لذا باتت ترسم حسب الطلب وفي الغالب صورا شخصية وكذلك بعض اللوحات التي تعبر عن بيئتها، ومن المعوقات التي مازالت تشكل حاجزا امامها هي عدم ثقة الناس بالبنت الرسامة، لاسيما اذا لم تكن معروفة لدرجة الشهرة ولذلك تتعب وتجتهد كثيرا في انجاز اللوحات، ولا تأخذ بالمقابل السعر المناسب لاستحقاقها ويوازي الوقت الذي تقضيه في سبيل أن يعجب المقابل بعملها.
لذلك لاتعتمد على الرسم في الحصول على دخل يكفيها ويسدد نفاقاتها فيه،  وتفكر حاليا بافتتاح “بيج” لبيع الملابس الشبابية،  ورغم محاولاتها السابقة بهذا المجال لم تفلح إلا انها تعرفت خلال تجربتها وخوضها فيه على بعض أسرار العمل، والتي ينبغي أنها قد استفادت منها لتبدأ مجددا مرة اخرى مؤكدة بأن مهما تكن الطرق وعرة فإن النجاح ليس
مستحيلا.