علي الخفاجي
كما هو معروف وبعد انتهاء اي حقبة زمنية لا بد من وجود طرفين لتقييم هذه الفترة وربطها بتلك، فهناك من يدافع عنها ويمجد بانجازاتها وإظهار إيجابياتها ومواطن القوة وربطها بالفترة التي تلتها، ولعل ما أتحدث بهِ واضح للقارئ الكريم حيث والى الآن هنالك من يدافع وبضراوة عن فترة ماقبل عام 2003 بل أمست تسمى الفترة الذهبية للعراق الحديث، بدأ الترويج لهذه الأفكار وبمساعدة مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت في كثير من الأحيان المصدر الرئيسـي لتلقي الخبر أو المعلومة، ليس هذا المهم بالموضوع بل الأنكى من ذلك من يروج ويطبل ويهلهل لتلك الحقبة هم في أغلب الأحيان فتية لعل اكثرهم لم يكونوا مولودين حتى حينما سقط النظام، وبالمقابل الطرف الآخر الذي تجرع مرارة النظام السابق وهم الأكـثرية في بلدٍ ذاق اشد أنواع العذاب جراء السياسة الحمقاء التي كان ينتهجها وحول بتصرفاته الرعناء، كل ما هو جميل في هذا البلد إلى مناظر بشعة وسوداوية جراء الحروب التي نشبت.
بالطبع لسنا بصدد أن نقارن القديم بالجديد، لكن نسعى أن نوضح ما جرى للجيل الجديد الذي وبفعل التكنلوجيا أصبح يسمع دون أن يجهد نفسه بالبحث وهذه هي بالطامة الكبرى في مجتمع اكثر من 60% من مواطنيه هم من الشباب حسب آخر إحصائية، ولعل أكثرهم بعيدون كل البعد عن البحث والقراءة حالهم حال الكثير من الشبان في بلدان المنطقة، الذين أصبحوا وبفضل الشبكة العنكبوتية مستلمين للمعلومة اياً كان مصدرها، إضافة إلى التأثر الكبير بما يطرح من خلال التواصل الاجتماعي، إذن وبالمحصلة جميعنا يتفق أن انتقال المجتمع من مرحلة التشديد والتزمت إلى مرحلة فيها الكثير من الحرية والانفلات تسبب عصفاً كبيراً في التفكير وعدم الاتزان، وهذا ما شهدناه ونشهدهُ في كثير من المواضع منذ عقدين من الزمن وآخر ماوصل الينا هو الابتذال داخل الحرم الجامعي، أو ما تسمى حفلات التخرج التي أقل مايقال عنها حفلات مبتذلة فيها الكثير من المظاهر المعيبة والإستعراض المبالغ به بحجة التخرج لشبابنا صناع المستقبل؟!، وهنا ولكـي نحافظ على ما تبقى من فِتات القيم والعادات التي نشأنا عليها ومن باب المسؤولية لابد من تدخل سريع وحاسم من أعلى المستويات الحكومية للحد من مثل هكذا تصرفات مشينة ومعيبة، وكما ينبغي على وزارة التعليم العالي التدخل العاجل لمنع مثل هكذا ممارسات مبتذلة وألا يكتفي السيد الوزير بالاستنكار من الطريقة التي يحتفل بها خريجينا بل عليه إصدار امر وزاري يلزم فيه عمادات الكليات بالاحتفال بالطرق الحضارية بعيداً عن التهريج.