دور السايبر في نصرة غزة

آراء 2024/04/04
...

 أ.د.جاسم يونس الحريري


سايبر (بالإنجليزية: cyber)‏ هو مصطلح درج استخدامه لوصف الفضاء، الذي يضم الشبكات المحوسبة وشبكات الاتصال والمعلومات وأنظمة التحكّم عن بُعد. تختلف استخدامات السايبر من دولة لأخرى وفقا لأولويات الدول: فهناك السايبر المدني الأمني والاستخباراتي. 

ويتكوّن السايبر من ثلاثة مكوّنات: - الأجهزة (Hardware)، البرمجيات الرقمية (Software) وطاقم المطوّرين والمبرمجين. الهجوم السيبراني، هجوم رقمي أو إلكتروني، على أي جهاز لديه اتصال بالإنترنت يقوم المخترقون باستخدام برامج محوسبة أو تجسسية وعدّة طرق أخرى شبيهة، وهذه الهجمات تكون أنواع منها:

1 - هجمات حجب الخدمة DoS،  DDoS: يعتمد هذا الاختراق على تحميل جهاز الضحية فوق قدرته الاستيعابه وهذا من أجل تنصيب برامج خبيثة من قبل المخترِق.

2 - الهجوم الوسيط MITM: يعمل هذا الهجوم أثناء اتصال هذا الشخص بخوادم الإنترنت، فيقف منفذ الهجوم طرفًا وسيطا بين المتصل بالإنترنت وخادم الإنترنت مما يتيح له السيطرة على أحدهما.

3 - هجوم الخداع الإلكتروني: وهذه الهجمات السيبرانية تتم من خلال إرسال رسالة إلكترونية للبريد الإلكتروني للمستخدِم ممكن أن تحوي هذه الرسالة على برامج خبيثة.

4 - هجمات التصيّد Drive by: هي الطريقة التقليدية الشائعة لنشر وتوزيع برامج خبيثة، من خلال ثغرات أمنية موجودة في المواقع الإلكترونية، من خلال دمجها مع بروتكول HTTP في أغلب الحالات يمكن دمج نفسه عبر نوافذ متصفحات الإنترنت التي تنبثق بشكل عفوي على صفحات المواقع حيث يتم إعادة التوجيه من خلالها.

5 - هجمات كلمة المرور: يتطلب هذا الهجوم إطلاعا كافيا على حياة الشخص، الذي يحاول المعتدي اختراق حسابه عبر كلمة المرور وبشكل أساسي يعتمد على التجريب تجريب عدّة كلمات مرورية. ينصح لحماية نفسك بأن تستعمل نظام يقوم بإيقاف عمل النظام بعد عدّة محاولات خاطئة.

6 - هجمات SQL: تعمل هذه الهجمات ضدّ الأنظمة التي تستخدم أنظمة بيانات ضخمة، يهدف المهاجم لقراءة وتغييرهذه البيانات أو إيقاف عملها.

7 - تحدّث هذه الهجمة عبر اقتحام أو اعتراض أي معلومة تسبح في الشبكة مثل: كلمات مرور، بطاقات مالية رقمية، وغيرها من المعلومات الحساسة الأخرى.

نماذج من أستخدام سايبر لنصرة غزة:

1 - تلقى عدد كبير من الوزراء الصهاينة في ديسمبر2023، ومسؤولون حكوميون، ألوف الرسائل من مجهولين يهددونهم بالقتل هم وأفراد عائلاتهم، في إطار حملات الحرب النفسية وضرب المعنويات، وعلى الرغم من «معالجة» الهواتف وتغيير الأرقام لم تحل هذه المشكلة.

وقالت مصادر صهيونية إن هذه الظاهرة بدأت في عام 2021، ولكنها تفاقمت بشكل خاص خلال الحرب الأخيرة على غزة. 

على سبيل المثال، تلقى (جلعاد أردان)، سفير الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، الذي نشر على الملأ ما ادعى أنه رقم هاتف (يحيى السنوار)، ألوف رسائل التهديد على هاتفه الشخصي. وتضمنت هذه الحملة إغراق الوزراء المسؤولين الصهاينة بكم هائل من الرسائل إلى الهاتف الشخصي أو الحسابات في الشبكات الاجتماعية، مما يدل على امتلاك المستهدفين لمعلومات تفصيلية عن أهدافهم، ومعرفة بطبيعة الخلافات السائدة في المجتمع

 الصهيوني.

2 - وصلت إلى وزيرة القضاء الصهيوني (ياريف ليفين)، 40 ألف رسالة، بينها تحريض على وزراء آخرين، مثل «فلان يتآمر عليك»، و«نتنياهو باعك».

3 - الوزراء (يسرائيل كاتس) و(ميري ريغف) و(أوفير أكونيس) و(يوآف كيش) و(غيلا جملئيل) و(شلومو قرعي)، جميعهم تلقوا ألوف الرسائل. 

وفي بعض الأحيان، حاول أشخاص الاتصال بهؤلاء المسؤولين وغيرهم هاتفياً، من أرقام مسجلة في إندونيسيا أو دول عربية، وما إن يرد الشخص حتى يسمع هتافات «فلسطين حرة».

4 - مؤسسة “فيك ريبورتر” الصهيونية الخاصة رصدت حملة تأثير في شبكة الإنترنت تهدف إلى «إثارة فوضى» في المجتمع الصهيوني وتعميق الشروخ فيه من خلال تقرير لها.

وتحريض الجمهور الصهيوني ضد بعضه البعض: اليسار مقابل اليمين، العلمانيون مقابل المتدينين، مؤيدو نتنياهو مقابل معارضيه»، بحسب التقرير. 

وأشار التقرير إلى أن «الحملة غيرت من رسائلها وفقاً للتطورات السياسية في الكيان الصهيوني.

ونجح شريط مصور مزيف في الانتشار واسعاً في أوساط الجمهور، وعكس مجتمعاً متنافراً، يكره فيه الحاخامات المثليين، ويحتقر العلمانيون الحريديين (المتشددين دينياً)، واليمينيون متأكدون من أن اليساريين سرقوا الانتخابات، وأن الجيش الصهيوني خان الجميع في 7 أكتوبر (تشرين الأول)2023، إثر الإخفاق الأمني الصهيوني في توقع هجوم (حماس)».

5 - جرى تدشين حركات سياسية وهمية مع مجموعات (واتساب) وقنوات بـ(تلغرام)، صفحات (فيسبوك) وحسابات بـ(إنستغرام). وخُلقت مواقع إخبارية من لا شيء. وفُتح للحاخام الصهيوني، (شلومو عمار)، قناة (يوتيوب) حصرية مزورة، جرى من خلالها نشر عبارات كراهية ضد خصومه الأشكناز.

كذلك تفاقم بشكل أوسع الخطاب السام الموجه ليائي نجل رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، بتزوير منشور له ونشره بشكل واسع بين مؤيديه ومعارضيه».