{لغة خرسان}.. حبل مودة التأم مع {فاطمة}

ثقافة شعبية 2024/04/04
...

 عادل العرداوي 


عن طريق الزميل عگاب سالم الطاهر، تلقيت  قبل ايام نسخة من مجموعة زميلتنا الشاعرة فاطمة حبيب الليثي ( لغة خرسان)، الصادر قبل مدة زمنية سابقة...

ولقد كان سروري وبهجتي  كبيرة باستلامي نسخة تلك المجموعة التي اثارت، بل وايقضت في داخلي ذكريات جميلة  ذكريات كانت هامدة تمتد لاكثر من (40) عاماً عبرت وكأنها طيف شارد في ليل بهيم..

فقد تعرفت على الزميلة الليثي بشكل مباشر نهاية ثمانينات القرن العشرين، يومها كانت في فرع جمعية الشعراء الشعبيين في كربلاء، والتقيت بها وعرفتها عن قرب واستمعت لها شعرياً ووجدت فيها مشروعاً لشاعرة شعبية واعدة ومثقفة ولماحة وذكية، خاصة اذا ماعرفنا ان ساحة القصيدة كانت وما زالت تخلو من الصوت والطاقة الشعرية النسوية  المؤثرة في اذهان القراء ومتذوقي الشعر.. وشعرت ان فاطمة حبيب كانت الاستثاء في ذلك الوسط...

كنت أتابع تطور فاطمة الشعري وحضورها ومبادراتها لتفعيل الساحة الشعرية سواء عندما كانت في  حاضنتها كربلاء  او عندما استقرت لسنوات عديدة في العاصمة بغداد قبيل عودتها النهائية لتلك الحاضنة الدافئة ومسقط رأسها كربلاءالحبيبة. 

وطيلة هذه المدة التي ليست بالقصيرة التقيها احياناً وانقطع عنها احياناً اخرى بحكم ظروف الحياة، التي تتحكم بنا وذلك امر طبيعي.. وكنت انشر لها بعضاً من نتاجاتها في الصحف المحلية التي كنت وما زلت أحرر فيها صفحات (الادب الشعبي)..

ومجموعتها التي اصبحت الان بين يدي جديرة بالاطلاع وبالتعريف الموجز عنها خاصة اذا ماعرفنا ان (لغة خرسان) هي المجموعة الشعرية الاولى للشاعرة الليثي..

هذه المجموعة التي تزين غلافها الاول وتوشح بصورة الشاعرة على ارضية سوداء من تصميم عصام الرسام، فيما تولى التصميم اللاكتروني رحيم النبهاني وتولى مهمة الاشراف العام محسن العكض ضمت بحدود ( 42) نصاً شعرياً عالجت فيها الشاعرة مختلف الموضوعات الذاتية والوجدانية وغيرها من الموضوعات الاخرى..

والمجموعة تعد سجلا مختصرا لمراحل طريق الشاعرة الابداعي ابتداءً من عام/  1985 حتى عام/ 2020 وهكذا..

ففي قصيدتها الاولى/ 1985 ( لغة خرسان)، والتي اختارت اسمها ليكون عنوان غلاف تلك المجموعة تقول فاطمة:

بلغة خرسان حاچيني واحاچيك..

اندفن مابينه ولاذكر منه..!

اشكثر ونات گبلك اتنوح..؟ 

بس ظلت الك بالگلب ونه.. 

ابگبر الروح حتى اترابها انشال..

ولا گالوا خطيه انوخره عنه..

دفنتوا تحت گبري لحد لحدين..

لان غايتكم مره إشتهنه..

ونرحل ايضاً مع نص ( مكسورة خاطر/ 1992 ) الذي تقول  فيه : 

انه المكسورة الخاطر بلياك 

بچاني إشگد زماني ومابچيته..

وغريبه الغير وجهك تصرخ البوب.. واثر ايدك بخد ايدي لگيته..!

المفاتيح اعله بابك ظلت اتدور..

وأظن مفتاح من قفلك نسيته..!

سگمني الوكت ياحسرة المسكوم..

خرسه ولايذه ابحچي  الحچيته 

الورد ضميته عن لاتوصل الايد.. وبماي الحزن بعدك سگيته..

ونستمر مع تداعيات وانثيالات فاطمة لنحط رحالنا عند ( عود ليش..؟) 2020 وهي اخر نص في المجموعة :

عود ليش استاحشك ليلة امسامر.. وانته بعدك مارحت..!

عود ليش اعيوني يترسهه السواد..تفيض دمعه وغفله يمليهه الوكت..

وحشه كلش بيهه الف ليش وسوالف.. گلت : مااسولفهن ويمكن تبت..!

انته يمي وتختنگ روحي عليك.. وحايره بيك وصدگ بيك اتعبت..!

روحي تسألني عليك، ونگلب روحي شماته.. شرد اگلهه وشتمت..

شتمت ساعة وصالك كافي يمعود متت..!!

چنت اشوفك عافيه بهمسة زلال، وچنت احسك ايد تاخذني وتهت..

هذا الشعر المنعش والمعبر ضجت به صفحات المجموعة كما تضج ريحة الرازقي في زقاق كربلائي عتيق..

احسنت فاطمة الليثي لهذا الجمال والنشوة والعذوبة عاشت قريحتك...

وربما ساعود ثانية لقطف بعض ازهار 

(لغة خرسان) في وقت لاحق...