الصهيونيَّة والعنصريَّة

قضايا عربية ودولية 2024/04/07
...

علي حسن الفواز

كشفت الممارسات العنصريَّة للكيان الصهيوني عن الهويَّة العميقة لهذا الكيان، وعن طبيعة الكراهية التي تمثلها مؤسساته وإداراته في السياسة والأمن، وعبر خيارات متطرفة، تقوم على التصفية والطرد والقتل العمد، وارتكاب الجرائم ذات المحتوى العنصري.
ما يجري في غزة، وفي الأرض المحتلة أصاب العالم بالصدمة، ووضع الجميع أمام جريمة فاضحة، تبدّت فيها مظاهر العنصرية، والتوحش، والقتل على رؤوس الأشهاد، ففي الوقت الذي انتهت فيه النازية، والفاشية، وخضوع رموزهما إلى المحاكم الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، أعادت الصهيونية إنتاج هذا العنف بطابعه العنصري إلى الواجهة، عبر توصيفِ كثيرٍ من القضايا تحت يافطة إطار تمثيل مصالح الدولة العنصرية، وباتجاه تحويل "النظام مصدر السياسي" إلى "نظام إيديولوجي" ومفهوم "الدولة" إلى "غيتو" وبما يجعل هذه "التحويلات لإنتاج مظاهر القوة المتوحشة" ولسلوكيات التطهير العرقي، وجعل "المكان" بيئة مغلقة على نفسها، وتسوّغ استخدام العنف والإكراه والطرد ضد الأغيار.
حكومة الأدلجة في الكيان الصهيوني أضحت واجهة للنازية الجديدة، ولنشر الأفكار والسياسات التي تقوم على ترويج "المحتوى العنصري" فحرب الإبادة في غزة، وقتل الأبرياء، وتدمير البنى التحتية والمؤسسات الصحية والدينية والخدماتية، واغتيال عمال الإغاثة في المنظمات الدولية تكشف عن هذا الهوس بالتمظهر "الدولتي" ذي العصاب الإيديولوجي والعنصري، وعن إشكال أكثر تعقيداً في كلّ المجالات الدبلوماسية والثقافية، وحتى في التعاطي مع مفاهيم الأمن والعلاقة مع الآخر، فرئيس وزراء الكيان "نتن ياهو" يطلق العنان لعنصريته، ولجرائمه، وكأنه يؤكد هوية الكيان من خلال هويته المأزومة، وأوهامه بـ"النصر" جعلته يصدّق حكاية البحث عن الأشباح، كما أنَّ وزيراً صهيونياً مثل "ايتمار بن غفير" يكشف عن علته، فهو يعاني من فوبيا "كراهية العرب والفلسطينيين" كما أنَّ وزيراً آخر في الكيان مثل بتسلايل سموتريش يفضح كل أقنعة العنصرية من خلال التصريح بالكراهية، كما أنَّ دبلوماسياً صهيونياً مثل باكوف ليفتس سفير الكيان في بولندا يعمد إلى التعبير عن مواقفه من خلال نشر المحتوى العنصري في تشويه سمعة السياسيين البولنديين من خلال اتهامهم بـ"اللاسامية" ووصف الفلسطينيين بـ"البرابرة" وكأنه يُغذّي من خلال أوهام الحروب المثيولوجية نزعات الكراهية بين الشعوب
 والدول.