محمد علاء: أسعى لتصوير السدم والمجرات بدقة عالية

ولد وبنت 2024/04/08
...

 سرور العلي 

شغف الشاب محمد علاء بتصوير الفلك والفضاء وصناعة محتوى بهذا المجال، وبدأ بتلك الهواية منذ سن صغيرة، حين كان يتجول مع والده في إحدى المكتبات، وقام بتصفح بعض الفيديوهات، وشاهد فيديو لشخص مغامر بالقفز الحر يدعى فيليكس، وكان يرغب بالقفز من الأرض لأعلى طبقة عن طريق بالون هيليوم، وهنا اندهش عندما ارتفع لهذه الطبقة، وكان حدثاً مهماً جداً في وقتها، وبدأ محمد بالتساؤل عن سبب هدوء الأرض والظلام الدامس حين دخل المغامر لتلك الطبقة، فقرر البحث والاطلاع في الكثير من المواقع العالميَّة المختصة بهذا المجال، ثم الرغبة بمشاهدة أقرب الأجرام لنا بوضوح.

وكذلك رؤية التضاريس، وقام باقتناء أول كاميرا من نوع (nikon d5600)، وكانت أول تجربة له بتصوير التجمعات النجميَّة، فضلاً عون أنَّه أنشأ محتوى بهذا الجانب لتعريف الآخرين بالفضاء، وحصل على تقدير أفضل صورة في بعض المواقع العالمية، ولأنَّه محبٌ للمغامرات من هواياته الأخرى هي صعود المرتفعات.

يبين محمد: “من أهم الخطوات التي قمت بها هي أني اتجهت لتصوير القمر، وقمت بشراء تلسكوب مختص في الأطفال telescope kids، وكان مُبهراً ورأيت القمر بتلسكوبي المتواضع جداً، وبقي هذا التلسكوب معي لسنة 2019، واضطررت أنْ أجمع بعض الأموال، للحصول على تلسكوب إلكتروني محوسب اسمهُ nexstar6se، وهو يقوم بالتوجيه من تلقاء نفسهُ، وبدأت مسيرتي مع التصوير الفلكي، وكنت أطمح بتصوير السُدم والمجرات بكل لهفة، ولكنْ لم أتوقف فطورت هذه الهواية لأصل إلى الاحترافية، واشتريت تلسكوباً محترفاً، وأنشأتُ مرصداً فلكياً صغيراً فوق سطح بيتنا، لكي أقوم بتثبيت التلسكوب بداخلهُ، وهنا كان أول مرصد فلكي في بغداد بوسط التلوث الضوئي المخيف”.

وعمل محمد على تطوير قدراته وإمكانياته يوماً بعد يوم، كذلك من خلال البحوث العديدة، وبعض الأصدقاء في دول أوروبا والعراق ومساعدتهم له، واستمراره بالتجارب، ليصل إلى الاحترافيَّة في التصوير الفلكي، ولفت إلى أنَّ الفشل لهُ دورٌ مهمٌ في نجاحه بعمله هذا، فتعلم من الأخطاء، واتجه لتصوير النجوم والمجرات والسدم.

وأشار إلى أنه واجهته بعض التحديات، ومنها أنَّ هناك حدثاً فلكياً لعبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس عام 2012، ونجح بتغطيته برغم من امتلاكه تلسكوباً للأطفال، كما أنه ليس لديه أدوات لحماية عينيه من التلف، كون تصوير الشمس من دون فلتر حماية تفقد البصر، فلجأ لأدوات اللحام اليدوية، ولاستخدام أشعة فحص العظام والكسور، وقام بدمجها وتصوير هذا الحدث، ولكن حصلت معه بعض الصعوبات، ومنها تلف عدسته، ولكنه كان عملاً ممتعاً.

ويسعى محمد لتصوير السدم والمجرات بدقة عالية جداً، والوصول لأكثر المواقع شهرة، مؤكداً أنَّ أسرته تقدم له الدعم والتشجيع بالاستمرار، ومن الصور التي قام بالتقاطها كثيرة ومنها، لكوكب المشتري وكوكب زُحل، وللقمر، أما السدم فهي سديم رأس الحصان، سديم رأس القرد، سديم الحجاب، سديم الهلال، سديم الفقاعة، سديم الجبار.

وختم محمد حديثه بالقول: «لمجال الفلك دورٌ مهمٌ جداً في دراسة حياة النجوم والكواكب ومعرفة حركتها، وأتمنى أنْ أصلَ لكل هذا العلم، ووصول ما أقدمه لكل أنحاء الوطن العربي، وأطمح لتبسيط تلك الهواية للآخرين، ليقوموا باقتناء التلسكوبات والاستمتاع بعظمة الخالق، وأيضاً أودُّ أنْ تصلَ رسالتي للجهات المختصة لتسهيل مرور التلسكوبات بكل سلاسة، وألا توجد عراقيل في عبورها من بلدٍ إلى بلد، لا سيما أنني أجد صعوبة في هذا الأمر، وكل هاوٍ حين يواجه هذا التحدي سينتهي شغفه”.