أطول مائدة إفطار رمضانيَّة جمعت المسلمين والمسيحيين

بانوراما 2024/04/08
...

 انتويربن: أمير العقابي


شهدت مدينة انتويربن البلجيكية، حدثاً استثنائياً، إذ شارك أكثر من سبعة آلاف شخصٍ في مائدة رمضانيَّة يزيد طولها على كيلومترين ليسجلوا بذلك رقماً قياسياً جديداً في 

بلجيكا.

في ظل الروح الدينية والاجتماعية الفريدة التي يتميز بها شهر رمضان المبارك، يشهد العالم كل عام مبادرات وفعاليات متنوعة تهدف إلى تعزيز التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع. 

وفي هذا السياق، نجد أنفسنا أمام تجربة استثنائية، إذ تمَّ تنظيم أطول مائدة إفطار في تاريخ 

رمضان.

التحضيرات

بدأت التحضيرات لهذا الحدث الكبير قبل عدة أسابيع من شهر رمضان، حيث اجتمعت مجموعة من الشباب المتطوعين ومنظمات المجتمع المدني للبدء في التخطيط والتنسيق مع الحكومة المحلية في مدينة انتوربين لهذه المبادرة الفريدة.

تضمنت التحضيرات تحديد الموقع المناسب للمائدة، وتأمين الأماكن الكافية لاستيعاب الحشود المتوقعة، فضلاً عن جمع التبرعات والمساهمات المالية والمواد الغذائية اللازمة لإعداد الوجبات.


التنظيم والتجهيز

وصل يوم الحدث، وكانت الأجواء مليئة بالحماس والترقب، إذ بدأ فريق التنظيم بتجهيز المكان وترتيب المائدة بطول يفوق الكيلومترين، تمَّ تقديم الطعام والحلويات الشهية بأناقة واهتمام، مع الحرص على توفير تشكيلة متنوعة من الأطعمة لتناسب جميع الأذواق والاحتياجات الغذائية.

وبمجرد أنْ تمَّ فتح باب الحدث، توافدت الجموع من جميع الأعمار والخلفيات للمشاركة في هذه التجربة الفريدة.

وتجلى التفاعل الاجتماعي بين المشاركين من خلال مشاركة القصص والضحكات وتبادل التجارب الشخصية، الأمر الذي أضفى على الفعالية الرمضانيَّة جوًا من الدفء والتآخي.


الروحانية والتضامن

ما لفت الانتباه بشكلٍ خاصٍ هو الأجواء الروحانية التي سادت الحدث، حيث تجمع الناس بروح من التضامن والمحبة، وتم تبادل الدعوات للآخرين للجلوس معهم ومشاركتهم الوجبة.

كانت هذه التجربة فرصة لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف أفراد المجتمع.

الحدث، ترك المشاركين بقلوب مليئة بالسعادة والرضا، متحمسين للمشاركة في المزيد من المبادرات المماثلة في المستقبل.

وتبقى هذه التجربة الرائعة ذكرى لا تنسى للجميع، تبرز أهمية التعاون والتضامن في بناء مجتمع أفضل وأكثر ترابطًا.

وتجسد أطول مائدة إفطار رمضانية في بلجيكا روح التعاون والتضامن، وتعكس القيم الإنسانية السامية التي يجب أنْ نسعى جميعًا لتعزيزها في حياتنا اليومية.

هذا الحدث ليس مجرد وجبة، بل هو تجربة اجتماعية وروحانية تجمع بين الناس وتعزز التفاهم والتلاحم 

بينهم.