ديموقراطيَّة الآيباك

آراء 2024/04/15
...

محمد شريف أبو ميسم

الأيباك، هي أقوى مجموعة ضغط صهيونية في الولايات المتحدة، وتسمي نفسها لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، هدفها الأساس هو الدفاع عن دولة الكيان الصهيوني، مع دعم كل ما له صلة بالمشروع الصهيوني، ومحاربة من يقف على الضد من هذا الكيان ومشروعه التوسعي، شأنها شأن مجموعات الضغط الأخرى التي تقودها الحركة الصهيونية العالمية، وبحسب مصادر عديدة فان الأيباك لديها أكثر من 100ألف عضو و17 مكتبا إقليميا ومجموعة كبيرة من المانحين.
هذه المنظمة التي لها دور كبير في ضبط ايقاع خدعة الديموقراطية وحقوق الانسان في الولايات المتحدة، تتصدى اليوم لفورة الوعي الجماهيرية، بعد سقوط القناع الديموقراطي وثبوت زيف شعارات حقوق الانسان، بعد أن وصلت الانتهاكات والجرائم الانسانية في غزة حد الابادة الجماعية، اذ كشرت الآيباك عن أنيابها دعما لقمع المتظاهرين المطالبين بوقف الابادة الجماعية، واتخذت سلسلة من الاجراءات ضد الناشطين، كان آخرها اطلاق حملة دعائية تقدر كلفتها بأكثر من نصف مليون دولار ضد محاولة النائب الجمهوري السابق “جون هوستيتلر” العودة إلى الكونغرس مرة أخرى ليحل محل نائبا آخر بالانتخاب.
وهوستيتلر هذا يساري معارض لدولة الاحتلال الاسرائيلي، وله دور كبير في الحراك الشعبي الدائر في الولايات المتحدة ضد جرائم الكيان الصهيوني، وكان قد صوت ضد 200 قرار يدعم إسرائيل حين كان نائبا في الكونكرس، على الرغم من أن كل عضو فى الكونجرس الأمريكي مطالب بالتصويت دفاعا عن دولة الاحتلال فى كل قضية.
وكان هوستيتلر من بين 6 نواب جمهوريين صوتوا ضد غزو العراق في 2003، معتبرا أن اسقاط الطاغية يمكن أن يكون دون غزو العراق، وان هذا الغزو يصب في مصلحة المشروع الصهيوني لإقامة اسرائيل الكبرى في منطقة الشرق الأوسط.
ويقف اليوم هذا اليساري النبيل متحديا “الآيباك”، ومن خلفها اللوبي الصهيوني الذي يتحكم في رسم السياسات، وصناعة الحكومات في الولايات المتحدة مسببا قلقا كبيرا لمن استطاع أن يخدع العالم بكذبة الديموقراطية التي تقودها الرساميل، ويخدع كذلك الرأي العام العالمي من خلال وسائل اعلام تمول وتدار عبر عناصر الآيباك ابتداء من الواشنطن بوست والنيويورك تايمز والإكونومست والهيفنجتن بوست وصولا إلى منافذ الإعلام الكبرى مثل
 الـ CNN و CBC و BBC وجميع هذه النوافذ الاعلامية تعمل تحت سيطرة الآيباك وفق خطة وطيدة يتم فيها مناقلة الرأي العام بحسب المعطيات، وتدجين الوعي الجمعي باتجاه تحقيق هدف إسرائيل الكبرى تحت مظلة الدفاع عن الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان كلما شاء البيت الأبيض أو الكونجرس تسويق ذلك في الشرق الأوسط.