التشكيلي علي كريم: تأثرت بالمدرسة البغداديَّة وفرسانها الكبار

ولد وبنت 2024/04/15
...

 سرور العلي

قبل دخول علي كريم للمدرسة الابتدائيَّة، بدأ الرسم، فكان يستحوذ على ألوان الزيت والاكريلك والباستيل، التي يأتي بها والده الفنان أيضاً، وكانت أعماله البذرة الأولى في توجهه المبكر نحو الفن، وكذلك لوجود المكتبة الفنيَّة الكبيرة في البيت والمطبعة، ما أسهم في توسيع الرؤى المبكرة لديه، وهو في سن الثانية عشرة.ولاحقاً بدأ يشارك في المعارض التي تقام في قاعات بغداد، فكانت المشاركة الأولى له في معرض بقاعة حوار، وأعقبها في معرض بقاعة أكد، ومن ثم بمعرض في مركز دائرة الفنون جنباً إلى جنب الأسماء الكبيرة في التشكيل العراقي.
وكان لوجود مطبعة والده (مطبعة الزاوية) أثرٌ كبيرٌ، من خلال الاحتكاك بتجارب الفنانين عن طريق الالتقاء بهم، ورؤية أعمالهم المطبوعة.
وعلي حاصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة، وبكالوريوس كليَّة الفنون الجميلة، وعضو جمعيَّة التشكيليين العراقيين، وعضو نقابة الفنانين العراقيين، مؤكداً «وهكذا تكررت المشاركات، وصولاً إلى المشاركة بأكثر من معرض، لا سيما في معرض جائزة عشتار للشباب، الذي تقيمه كل عام جمعيَّة الفنانين العراقيين، والفوز بجائزتها في نسختها الأخيرة، إذ منحت إلى جانب مجموعة من الزملاء إحدى جوائزها التقديريَّة».
ولفت إلى أنَّه «لا يتذكر جيداً أول أعماله، ولكنه لن يتوقف عن الرسم وبمختلف المواد والخامات، ولهذا لم يواجه أي تحدياتٍ في مشواره الفني، بل على العكس كانت كل الظروف ملائمة له، والمواد الأوليَّة متوفرة وبمتناول
اليد».
وأشار إلى أنَّ لوحة، ثنائيَّة الحياة (الرجل والمرأة)، عمل عليها بتفانٍ ولوقتٍ طويلٍ وما زال، كما أنَّ المدرسة التعبيريَّة هي الأقرب له، إضافة لتأثره بالمدرسة البغداديَّة، وفرسانها الكبار، ومنهم جواد سليم، وشاكر حسن آل سعيد.
ويستعد الفنان الشاب لإقامة معرضه الشخصي الأول، وبحسب قوله فإنَّه ليس هناك فكرة جاهزة للوحة، فالأفكار تأتيه مع أول ضربة فرشاة، وهنا يتذكر مقولة للفنان بابلو بيكاسو حين قال: «قبل أنْ أتناول الفرشاة لا أعرف ماذا أفعل، ولكني بمجرد أنْ أضعَ الفرشاة على القماش تأخذني إلى بحارٍ ومحيطات لم أكن أحلم بها».
وعن رأيه بالفن التشكيلي العراقي في وقتنا الحالي بين: «هنا لا بُدَّ من التذكير بأنَّنا ننتمي إلى جينات تمتد لآلاف السنين، ولهذا ليس غريباً أنْ نرى تجارب الفنانين العراقيين في مقدمة التجارب العربيَّة الجادة والولَّادة، ومن هنا أيضاً أودُّ الإشارة بقوة وحب إلى ما يقوم به الفنان سلام عمر من اهتمامٍ ودعمٍ لي، هو ومجموعة من الفنانين الزملاء الشباب، والتي أثمرت إقامة معرضٍ مشتركٍ، كان باكورة أنشطة قاعة (سلام كاليري)، بعد توقفٍ قسري فرضته ظروف البلاد، وكان له صدى طيبٌ بشهادة الكثيرين».