جامع الشيخ جولي.. ملاذ الفقراء منذ 144 عاماً

استراحة 2024/04/17
...

  أربيل: رائد العكيلي

التعجيل هو أحد الأحياء القديمة في مدينة أربيل إذ يتوسطه جامع الشيخ جولي الذي بناه محمد ثناء الدين الأربيلي في العام 1883م على أرض مساحتها 2000 مترمربع ،عرف الأربيلي بعد ذلك بـ (شيخ جولي) والتي تعني البرية لأن الجامع الذي تم بناؤه يقع في منطقة بعيدة وغير مأهولة بالسكان في ذلك الزمن.
بني المسجد ليكون جامعاً وزاويةً للذكر على الطريقة النقشبندية حيث تميز بتصميمه المعماري غير المألوف من حيث الجدران والأعمدة السميكة المقوسة على شكل هلال وسقف قبته منخفضة.
يضم الجامع غرفا عديدة وممرات تحكي تاريخ أجيال عاشت ومارست طقوسها الدينية فيه إضافة إلى قبر الشيخ جولي الذي يقع في أحد اركان الجامع الذي يزوره العديد من الناس.
تحدث الأمام والخطيب عمادالدين فائز لـ (الصباح) يشهد الجامع عدة نشاطات خيرية منها توزيع الطعام في جميع ايام الأسبوع عدا يوم الجمعة وتوزيع الأفطار خلال شهر رمضان المبارك إضافة إلى توزيع الملابس واللحوم والمال على الفقراء والمحتاجين حيث يحضر عدد كبير من الاشخاص بمختلف الجنسيات والقوميات والأديان فمنذ 144 عاما احتضنت غرف الجامع العديد من الأشخاص الغرباء والمسافرين وتم أيوائهم لسنوات عديدة حتى توفوا ودفنوا في هذا المكان اما في الوقت الحاضر ولأسباب امنية تم منع ايواء الأشخاص  داخل الجامع.
يقول معتصم ضياء العزيري المشرف على الطبخ وتوزيع الطعام: أحرص على استمرار هذا العمل الذي ورثته من والدي بعد وفاته فأنا أمارس هذه الخدمة منذ 23عاما حيث الناس المحتاجة في تزايد مستمر ونحن يومياً نقوم بطبخ 80 كيلو رز إضافة إلى المرق واللحم والحلويات والفواكه ونقوم بتوزيعها على الاشخاص الذين يحضرون اثناء فترة الطعام إضافة إلى العائلات خارج الجامع.
من جهتها عبرت الحاجه جميلة علي عن سعادتها وهي تقوم بطبخ كميات كبيرة من الطعام منذ 13 عاما ليوزع يومياً على الناس مجاناً وخاصةً في عيد الفطر والاضحى المبارك ليتناول جميع المصلين الحاضرين طعامها ويحرص العديد من الناس الأغنياء واهل الخير على أستمرار تمويل الجامع بالمال والمواد الغذائية واللحوم لتبقى اعمال الخير مستمرة ويبقى هذا المكان معطاء وموروث
دائم.