المرجعية تعرب عن استيائها من ظاهرة إطلاق العيارات النارية

العراق 2019/05/31
...

بغداد / الصباح 
عبر ممثل المرجعية الدينية العليا خطيب جمعة كربلاء المقدسة عن استيائه من ظاهرة اطلاق العيارات النارية التي تتكرر بالاعياد والمناسبات، بينما دعا المسؤولين في الحكومة الى ايجاد حصانة مجتمعية ازاء العنف مع  ضرورة الاهتمام بالشباب.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا السيد احمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف، واطلعت عليها «الصباح»: ان «حالة العنف من المفردات السلبية التي يلجأ فيها الانسان في اغلب الاحيان لاستخدام عضلاته لبسط ما يريد»، مبينا انها «تمثل حالة بدائية غير حضارية وتمثل شريعة الغاب ولا يلجأ لها سوى الجبان»، داعيا المسؤولين والجهات ذات العلاقة الى «متابعة هذه الحالة في المجتمع».
واضاف «اصبحنا نشاهد في اوساطنا استعمال العنف والغلظة بالتعامل لحل بعض المشاكل»، مستدركا بان «العنف لا يمثل الطريق الامثل لحل المشاكل وانما يضاعفها»، مشيرا الى ان «حالة العنف اصبحت تتكرر فنجد صاحب العمل يستعمل العنف مع العامل لانه غير قادر على الرد لحاجته الاقتصادية وكذلك الزوج يستخدم العنف مع زوجته فيضربها الى حد الادماء وغير ذلك».
ولفت ممثل المرجعية الى ان «وسائل التربية الموجودة الان في المجتمع وحتى داخل الاسرة باتت تشجع على العنف، فنرى الاب يستأنس حينما يرى احد اولاده يضرب الاخر ويتوقع ان ذلك يمثل الشجاعة»، موضحا ان «الشجاعة لا تقاس بالعضلات وانما بالقلب الذي يقدم حيث الاقدام وان من الايجابيات ان يدرب الانسان اولاده على الشجاعة والرجولة والبأس الا ان من غير الصحيح تعويدهم على الاساءة والاعتداء على الاخرين».
واضاف ان «اغلب الاسر تمنع اولادها الصغار من اللعب بـ(التراب) وتقوم الدنيا ولا تقعدها لان ثياب الطفل قد اتسخت، الا انها لا تمنع الطفل حينما يجلس امام شاشات التلفاز وهو يرى مشاهد القتل والسطو والسرقة».
وانتقد الصافي لجوء الاسر الى «تغذية الطفل بثقافة مستوردة من الدول وعدم اكتراثها لما سينتج عنه من تكوين ثقافة معكوسة»، موضحا ان «تلك البلدان لو كانت جيدة لتمكنت من المحافظة على مجتمعاتها، مشيرا الى الى «اننا امة نمتلك ادوات صحيحة للتربية وندعو للانفتاح وعدم الانغلاق، الا ان من غير الصحيح الانهزام امام ثقافتنا». وعبر خطيب جمعة كربلاء عن استيائه بسبب ظاهرة «اطلاق العيارات النارية التي تتكرر بالاعياد والمناسبات رغم منعها عبر الاستفتاءات الشرعية والمجتمع وغير ذلك»، مبينا ان «هذه الظاهرة السلبية تتسبب بترويع الناس وتمثل تعديا على حقوق الجار الذي قد يكون لديه مريض او شخص نائم فيربكه».
ودعا الى «ضرورة ان تعمل المدارس والاسر الكريمة والبيئة العامة على ابعاد الاطفال عن العنف خصوصا ان ادوات الاتصال الاجتماعي والتلفاز باتت تغذي هذا المعنى، فضلا عن كونها من ادوات الالهاء للمجتمع».
واكد على «ضرورة الاهتمام بالشباب واشعارهم بالتفاؤل والامل وترك اليأس وان امامهم حياة مفتوحة، لافتا الى ان «الشاب اصبح يرى ان الحياة امامه مظلمة فيقع في مشاكل اخلاقية وتربوية فضلا عن سعيه للكسب المالي السريع الذي يؤدي بالنتيجة الى تورطه وعائلته، حتى اصبحنا نسمع ان هذا الشاب انتحر او تلك الفتاة انتحرت».
واكد ان «على الجميع وبالخصوص المسؤولين في الدولة الالتفات الى هذه الظاهرة والثقافة الهجينة على المجتمع والعمل على ايجاد حصانة مجتمعية وبرامج قابلة للتطبيق».