يعقوب يوسف جبر
ماهي الغاية من زيارة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟ هل أتت لتوطيد العلاقة مع العراق، في مجال الامن والاعمار والاستثمار؟ وهل تم خلال هذه الزيارة إجراء تفاهمات مع الشركات الامريكية، تنفيذا لبنود اتفاقية الإطار الستراتيجي المبرمة بين البلدين؟ وهل الحاجة ملحة في الوقت الحاضر لبلوغ هذه الغايات النافعة؟ إن السؤال الابرز الذي يرد على اذهان الرأي العام، هو هل أن هذه الزيارة أتت لمحاولة الجمع بين المتضادين؟
يدرك المراقبون للمشهد السياسي جيدا أن توجهات حكومة العراق وسياستها الخارجية تختلف عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية في المنطقة والعالم.
لكن على الرغم من ان حكومة الولايات الأمريكية تتبع سياسة خارجية مختلفة عن سياسة العراق الخارجية، وقد اعلن السوداني مواقف العراق واختلافه عن مواقف اميركا امام الرئيس الامريكي بكل فصاحة ووضوع.
إلا أن مصالح البلدين قد التقت في الوقت الحاضر بعد التطور الاخير في منطقة الشرق الاوسط، متمثلا بالحدث المدوي مابين دولة ايران والكيان الصهيوني، وما تعرض له أمن هذا الكيان من صدمة عنيفة وما حدث في غزة من حدث مدو.
إن أهمية هذين الحدثين قد دفعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة النظر بخصوص علاقتها مع العراق، وبروز حاجتها إليه كلاعب اساسي في الشرق الاوسط.
فسارعت إلى دعوة السيد رئيس وزراء العراق إلى زيارتها لإجراء مباحثات وتفاهمات، تخص مختلف المجالات من ابرزها توسيط العراق في الازمة السياسية والامنية الحالية التي تعيشها المنطقة.
لذلك فإن العراق ينتهز هذه الفرصة سياسيا واقتصاديا لتمتين علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية، باعتباره أصبح لاعبا أساسيا في المنطقة، وسيتمكن بموجب ذلك من الاستفادة من هذا الواقع الجديد لتحقيق غايات سياسية من أبرزها تطوير اقتصاده وتفعيل المزيد مشاريع الاستثمار والاعمار بالتعاقد مع الشركات الامريكية.
ولا ننسى ان الولايات المتحدة الامريكية تدرك دور العراق الامني في المنطقة، الذي قام به في دحر “داعش” وما سيقوم به في الوقت الحاضر والمستقبل من المساهمة في نزع فتيل الازمات الامنية في المنطقة.
بلحاظ ماجرى ويجري من صراع دائر في منطقة الشرق الاوسط. اذن جاءت زيارة السيد السوداني في هذا الوقت الحساس، انطلاقا من هذه المرتكزات والعوامل ويبدو انها ستحقق نجاحات كبيرة تصب في مصلحة العراق وشعبه ودولته.