فاطمة العطَّار : أعملُ موديل إعلان وحلمي أكبر

ولد وبنت 2024/04/22
...

  عواطف مدلول 


النضج الحقيقي أن تضع نفسك مسؤولا عن قيادة حياتك وتتبع الحكمة في  التعامل مع متغيراتها، بحيث تمكنك من السيطرة على جملة الخسائر والانهزامات التي قد تحصل معك لتعرقل مسيرتك نحو النجاح وتحقيق الأمنيات، مرحلة استطاعت أن تصل لها فاطمة خلال سعيها لشق طريقها بالاعتماد على ذكائها وفطنتها، فلم تتردد في خوض التجارب التي تصقل شخصيتها وان كانت محدودة لأنها ما زالت بمقتبل العمر حيث تبلغ 24 سنة. 

فاطمة سامح عبد الستار العطار شابة مصريَّة تخرّجت من الإعلام في عام 2022 محاولة صنع كيانها بنفسها، لتسجل حضورا بالمجال الذي طالما احبته وحلمت به منذ الطفولة وحرصت على دراسته، فكانت تقف خلفها والدتها التي دأبت على تشجيعها بكل الاوقات ومن حين لآخر بحسب ما اكدت عليه فاطمة التي اضافت قائلة: أحلامي كثيرة وكبيرة مثل بقية البنات من جيلي، لذا أفكر دوما بانه ممكن ان اصبح مشهورة واحقق كل ما احلم به، وبالرغم من الصعوبات التي اواجها بشكل دائم إلا أني نصحت ذاتي بالتركيز على الجوانب الايجابية لكل شدة وضيق، ووعدتها ان تكون نظرتي كلها تفاؤل وأمل مهما كانت الأبواب مغلقة والمستحيل يحاصرني من كل الجهات؛ لذا أعظم شيء تعلمته هو الصبر، خصوصاً بموضوع الدراسة إذ كانت الظروف كلها ضدي عندما اقدمت على تلك الخطوة؛ لذا خرجت بنتائج جعلتني في قمة الرضا والشغف بحيث بتُ أتبع تلك الوصفة (الصبر) في كل الجوانب 

الأخرى.

فاطمة من أسرة مكونة من أربعة أفراد وهي البنت الوسطى فيها، دخلت كلية الإعلام جامعة بني سويف لان ذلك المجال طالما كان الهاجس الاكبر والاساسي والذي لا يغيب عن خيالها ووجدانها منذ الصغر، موضحة: بالثانوية لم يسمح لها معدلي إلّا دخول تلك الجامعة وهي بعيدة جدا عن طنطا مكان سكن أسرتي، إذ يستغرق الوقت للوصول اليها ستة ساعات، ومع ذلك كان التحدي هو سلاحي الوحيد فاجتهدت وأكملت دراستي، لكني تفاجأت بالوضع الذي لم أتوقعه أبدا او احسب له حساباً بعد اكتشافي ان الحقيقة تختلف عن الواقع كثيرا، فبعد التخرج لم اجد ما أرغب به وأحبه لان فرص العمل غير متوفرة بالإعلام والصحافة.

اتجهت العطار مؤخراً لخوض تجربة قد تبدو جديدة عليها من خلال العمل  كموديل بالدعاية والإعلان، مشيرة الى انها لن تتخذه مهنة دائمة، بل ستكون مؤقتة واعتبرتها أمرا جانبيا مع اهدافها الرئيسية، مبينة بأنها لن تتخلى عن أحلامها فهي مستمرة بالتحليق فيها، ففضلا عن عشقها للغناء واعجابها بصوتها الذي تراه بأنه جميل وتعترف بعدم امتلاكها المؤهلات التي ممكن ان تطور فيه، تهتم بكتابة الخواطر وطرح الافكار الكثيرة بطريقة مختلفة للتعبير عن ذاتها من خلالها، وبالوقت نفسه لم ينطفئ ذلك الطموح بداخلها في ان تحتل مكانة علمية تشعر فيها انها استطاعت بلوغ استحقاقها، وبما ان التحديات كبيرة؛ لذا فان الوصول لمبتغاها غير مضمون مئة بالمئة، لكنها مدركة تماماً بان الطريق الذي تسلكه حاليا ومتوجهه فيه، لربما تقابل به فرصاً شتى أخرى افضل مما تسعى لها، المهم بالموضوع عدم التوقف بمكان واحد؛ لذا طرقت ابواب الدراسات العليا وهي الان تحضر الماجستير بالصحافة في جامعة المنصورة.

تميل العطار لقراءة الكتب ذات المضمون الذي يتناول الصحة النفسية لتحفيزها ودعمها بالطاقة الايجابية، فتصف حالها بأنه كان يتخذ شكلاً آخر في الماضي، واصبحت الان أفضل بكثير حتى أن بعض الناس المحيطين بها لم يصدقوا انها تجاوزت كثيراً من المحن، ووصلت للمرحلة التي بإمكانها الانطلاق منها نحو تطلعاتها المستقبلية الواسعة، لافتة الى ان ثقتها برب العالمين عالية لدرجة اخذت تستمتع بكل خطواتها التي تعتبرها صحيحة ومثمرة لا سيما أنها تؤمن وتعمل بإحدى الآيات من القرآن الكريم في سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم (ان الذين امنوا وعملوا الصالحات إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا) ومقتنعة جدا انها لو قامت بأحسن عمل سوف تصل لما تريده منه.

وعن مشاعر الخوف التي تنتابها أحيانا جراء الضغوطات التي تتعرض لها في الحياة تعبر بصراحة بأنها موجود دائماً، لكن تنصح بضرورة التمييز بين الخوف الصحي الذي يعمل كمساعد يدفعنا للامام، والآخر الذي يسمى مرضي وهو يجعلنا نتراجع ونتكاسل؛ لذا ينبغي أن ننتبه اليه ونعالجه.

 تختم فاطمة العطار حديثها: صرت صاحبة نفسي وصديقتي المقربة بعد ان فهمت شخصيتي، فأضحى لدي وعي عميق بكل ما يدور حولي بحيث حتى عيوبي بدأت أراها واعترف بها، ولا أخجل في ان اشتغل على تغييرها وان كان ذلك بالتدريج، فبالتأكيد جميعنا لديه العديد منها، لكن المهم ان نعرف الصح من الخطأ ونختار المناسب لنا للتهيئة الجيدة للمراحل المقبلة التي نتمنى أن تكون بأجمل وأبهى صورة.