شخصيات كارتونية ارتبطت بالعالم الواقعي

اسرة ومجتمع 2019/06/01
...

بغداد / غيداء البياتي
وقفت الطفلة رنين امام محال لبيع التحف الشرقية وهي تنظر بدهشة واعجاب الى مجموعة كبيرة من تحف لشخصيات رمضانية، كانت قد شاهدتها في الفواصل الاعلانية التي تظهرعبر قناة الـ”mbc” عراق خلال شهر رمضان، مشيرة لوالدتها ضرورة اقتناء احدى تلك الاشكال اللطيفة لتكون ضمن الركن الرمضاني الذي ينشغل اغلب افراد العائلة بترتيبه سنويا خلال الايام الاولى من الشهر
 الفضيل. 
ام رنين 44 عاما قالت لـ”الصباح”:” سابقا كانت عادات العراقيين في رمضان تقتصر على تنظيف المنازل وتزيين واجهاتها ببعض النشرات الضوئية، اما الان فأصبح تحضير الركن الرمضاني داخل المنزل امرا شبه ضروري، فهو يسهم بأسعاد افراد الاسرة ويشعرهم بفرحة هذا الشهر الفضيل، 
وهي ظاهرة مقتبسة من العادات المصرية، والفضل يعود للقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن التجار الذين يحققون ارباحا كثيرة من استيراد ما يسمى بـ”فنانيس رمضان”، هذه الشخصيات الكارتونية اللطيفة التي جذبت اليها الكبار قبل الصغار مما جعلها ايقونة لا يمكن ان يخلو اي ركن رمضاني في المنزل البغدادي
 منها”. 
وتضيف :” ان شخصية الرجل السمين ذا الروح المرحة هي الاكثر قربا لقلب اولادي الثلاثة، فهو يحاول ان يصنع السعادة لباقي افراد اسرته من خلال مساهمته في صنع الحلوى واكله للقطايف قبل موعد الافطار، اما انا فمولعة منذ العام الماضي بشخصية الرجل العجوز المهووس بالتقاط صور السيلفي، مثلي تماما، 
لذا اقتنيت الشخصيتين ليكونا ضمن الركن الرمضاني”.
تؤكد ام رنين ان اولادها يشعرون بالحزن لقرب انتهاء الشهر الفضيل لان تلك الشخصيات تظهر فقط خلال رمضان وبرحيله سيرحلون، وتقول :” انا سعيدة بذلك لانهم سيبقون على تعلق وحب لتلك الايام الفضيلة ما يجعلهم يعرفون انه شهر مميز يتعلم فيه الصغار حب الله والتقوى ومفاهيم الدين، وتشير الى ان ظهور لعبة تنصب على اجهزة المبايل مشابهة للشخصيات الرمضانية سيفقد تفاعل الاطفال مع تلك الشخوص الكارتونية التي حققت نجاحا كبيرا عبر ظهورها في الفواصل الاعلانية 
لقنوات الـmbc “. 
يبدو ان القائمين على فكرة انشاء الشخوص الرمضانية تعمدوا عدم اختيار أسماء لها، تاركين  الأمر للمشاهدين، هذا ما تم ذكره في أكثر من موقع للتواصل الاجتماعي، ما اثار فضول محبي هذه الاشكال المرحة لمعرفة صانعيها فنشرت تلك المواقع معلومات تشير اليها أن فكرة الشخصيات كانت لمدير قسم العلامات التجارية في مجموعة MBC وهي رشا سعادة، حيث اقترحت
 تنفيذ شخصيات فكاهية، تدخل السعادة في قلوب متابعي القناة خلال الفواصل، والفكرة كان فيها تحد كبير، وهو أن هذه الشخصيات يجب أن تكون مرحة وفكاهية وتبتعد عن الملل لإنها ستتكرر كثيرًا بتكرار الفواصل
 الإعلانية.
فبدأ العمل على تلك الشخصيات وأول شخصية ظهرت إلى النور شخصية “سيلفي” العجوز المهووس بالتقاط صور السيلفي له في كل مكان، وبعدما حصد العجوز “سيلفي” الكثير من ردود الفعل الإيجابية من الجماهير، تجرأت المجموعة أكثر وفكرت في تطوير الفكرة، وتم بالفعل إضافة 6 شخصيات أخرى، 
ومن أهم تلك الشخصيات هي “السمين المحبوب” تلك الشخصية الجميلة التي سرقت الأضواء من باقي الشخصيات، ما جعله يبدو كالبطل، فقد أكد الفريق القائم على تلك الشخصيات أنهم بذلوا الكثير من الجهد وتفننوا في تنفيذ ضحكته ومشاكساته المتكررة في كل فاصل اعلاني، واستغرق تحضير شخصيات فنانيس بداية من الفكرة انتهاء بتحريكها 
6 أشهر.
ومبتكرو شخصيات الفنانيس هم فريق عمل يشمل ثلاثة شباب مصريين وهم، إسلام أبو شادي(29 )عاما، خريج كلية الحقوق والذي يعمل في مجال تصميم الشخصيات والكوميكس، أحمد عبد الوارث (35) عاما، خريج كلية الفنون الجميلة الذي يعمل كمصمم للشخصيات، عمرو شعلان(27) عاما متخرج من  فنون جميلة يعمل
 “آرت دايركتور”.