خطوات الصدام بين إيران وإسرائيل وآفاق المستقبل

آراء 2024/04/23
...

سعد العبيدي

تجاوزت إسرائيل حدود القواعد غير المكتوبة للاشتباك بينها، وبين إيران الدولة التي تليها في موازين القوة بالمنطقة إثر قصفها القنصلية الإيرانية في دمشق، وتسببها بمقتل قادة من الحرس الثوري الإيراني كانوا في اجتماع، ومن تجاوزها هذا أرادت إسرائيل رفع سقف التصعيد، وجر إيران إلى رفعه أيضاً، بغية الدخول إلى حالة صدام مباشر، يسمح اليها أي إسرائيل توسيع رقعة الحرب خارج حدود غزة، واستعجال جر المنطقة إلى حرب هي الأقدر على كسبها، والأقدر على وضع العالم أمام واقع جديد يخدم مخططاتها إلى عشرات مقبلة من السنين، تكون فيه السيدة الأولى بالمطلق، لكن إيران التي شحنت شعبها وبعض شعوب المنطقة المؤيدة لها انفعالياً، ردت بطريقة محسوبة غالت فيها بعدد الأسلحة المستخدمة (طائرات مسيرة، وصواريخ مجنحة، وبالستية) ووجهتها إلى أهداف محددة، وهي العارفة تماماً بساطة قدراتها التدميرية، وكأنها تريد إخبار إسرائيل ومن بعدها أمريكا أنها قادرة على الوصول المباشر إلى كل الأهداف الإسرائيلية، وإنها تمتلك أسلحة ذات تدمير أكبر لم تستخدمها بعد، رسالة استوعبها الامريكان الذين يريدون إعداد وتحقيق أهدافهم على نار هادئة، وأرغموا إسرائيل على استيعابها، والرد في العمق الإيراني ردٌ محدود، ذو مغزى نفسي... ردان متوازنان إثرهما المادي محدود على كل منهما، قادران على إعادة فاعلية قواعد الاشتباك إلى حالها السابق، مهارشة عن بعد تسمح لإيران الاستمرار في بسط نفوذها في دائرة الصراع القريبة من إسرائيل، واستخدام أذرعها بحدود بسيطة لا تغير من النتائج العامة للصراع، وتسمح لإسرائيل التحرك في عموم المنطقة بخطوات تدريجية يمكن استيعابها من أهل المنطقة، تمهد إلى كسب المزيد من النفوذ وفرض الحلول التي
 تريد.
إنه شكل من التوازن القلق في دائرة صراع بين قوتين صاعدتين، ستكون وسطها سوريا ومن بعدها العراق أكثر المتضررين بشظايا الصدام المحسوب، الذي يتهيأ العالم إلى قبول نتائج له تصب باتجاه تكوين شرق أوسط جديد، لإسرائيل فيه حصة، ولإيران حصة، وللعرب فيه فتات المائدة، ومجال رحب للتباكي على ماض
تليد.