كاظم الحسن
يبدو أن الصبر الاستراتيجي، الذي اعتمدته طهران في التعامل العسكري إزاء اسرائيل، قد نفذ، وهو ماعبر عنه وزير الخارجية الايراني عبد الامير اللهيان، بأن العدو قد فهم ذلك بالخطأ وعده ضعفا. وقد بلغ الاستهتار والاستخفاف والتطاول من قبل اسرائيل إلى حد الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدى ذلك إلى مقتل عدد من قادة الحرس الثوري، وهو ما يعد استباحة لسيادة ايران وقد عبر عن ذلك المرشد الاعلى خامنئي بأن « اسرائيل يجب أن تعاقب وسوف تعاقب». وقد شنت ايران، إلى هجوم عسكري مباشر في تاريخها على اسرائيل يوم13 ابريل الحالي، وأطلقت عليه تسمية» الوعد الصادق «، واعلنت على تلفزيونها الرسمي، اطلاق مسيرات وصواريخ بالستية باتجاه اسرائيل، وقالت إنه رد على استهدافها للقنصلية الايرانية في دمشق وقتل عدد من القادة العسكريين في الأول من ابريل الحالي. وقدرت المصادر العسكرية عدد الاطلاقات بما يربو على 300 إطلاقة ما بين مسيرات وصواريخ كروز وبالستية وتضاربت الانباء، بشأن بلوغ اهدافها، إسرائيل تقول إنها نجحت في اسقاط معظمها وتصل النسبة إلى 99 بالمئة وأنها شكلت ثلاثة أطواق حماية أو دوائر كما تصفها وتبدأ المنظومات الدفاعية من الطائرات اف35 إلى القبة الحديدية أو ما يطلق عليه السهم. عموما الكثير من الخفايا لم تكشف حتى هذه اللحظة، ولكن الحرب انتقلت إلى العلن والمكشوف بين الدولتين وهذا ما تحذر منه القوى الكبرى، ومنها اميركا التي تعارض أي رد اسرائيلي على إيران، والخوف من توسع الحرب وامتدادها الاقليمي. الاغراءات بالنسبة إلى إسرائيل كثيرة في توجيه ضربات عسكرية إلى طهران منها وجود حلف غربي قتالي للدفاع عن إسرائيل، وهذا ما حصل في اسقاط عدد من المسيرات والصوارخ الإيرانية في الضربة الاخيرة، وكذلك وجدت اسرائيل لها مسوغا شرعيا للهجوم العسكري الذي كانت تنتظره وهي حكومة حرب تتكون من متشددين ومتطرفيين وفي ذات الوقت، تل ابيب حائرة بين المعارضة الغربية الواسعة على اجتياح رفح، وكذلك الرد على ايران. القضية الكبرى، التي تؤرق حكومة الحرب هي هل توجه ضربتها إلى مفاعل ايران النووي، أم تكتفي بالصواريخ الثلاثة، التي اطلقتها على منظومة الدفاع الجوي في اصفهان فجر الجمعة الماضية، ولم تعلن مسؤوليتها عن ذلك، أو أن تتفرغ إلى حزب الله، على اعتبار أن المقذوفات الايرانية تم اسقاطها خارج الحدود، في حين أن حزب الله على حدود اسرائيل وقذائفه تصل بسهولة إلى عمق أراضي هذا الكيان المارق . اذا اخذنا الجائزة الكبرى التي تجنيها تل أبيب من تدمير منظومة السلاح النووي الايراني في الاعتبار، فإن القادم، هو انهاء هذا الملف عسكريا وهو ما يعادل ربما اكبر منه هجوم حماس على اسرائيل في السابع من اكتوبر من العام الماضي، ويرفع من مجد رئيس وزراء اسرائيل العسكري ويضعه في منأى عن اخفاقاته السابقة، وهو يفكر في نفسه كثيرا ولايعنيه رئيس الولايات المتحدة جو بايدن بشيء