{اتنه اتنه}.. تحفة كاظم عبد الجبار الخالدة

ثقافة شعبية 2024/04/25
...

 سعد صاحب

الشاعر يعيش حالة من الضيق، فالانتظار الممل الطويل يحتاج إلى الصبر، والصبر تزكية إلى النفس من الذنوب، وفيه الكثير من الرجاء، العاشق يتحدث بكلمات تشبه الانغام، ويحلم كما طائر في الربيع، ومن داخله تتعالى الامنيات وتتوهج الاغاني.
 اكثر من معناها المدفون في الاعماق، ضاع العمر القصير في محطات الانتظار، وهو من اخطر الحالات التي تترك الانسان المعنى، معلقا ما بين الموت والحياة، واقساها وثوقك بان الحبيب لا يأتي اليوم ولا غدا، ما اصعب الوقوف في سكة حديدية صدئة، لا ترى فيها سوى الساعات العاطلة عن الدوران، ولا تمر في مسامعك غير الاقوال الغامضة البعيدة عن الوضوح،(اتنه اتنه/ وانتي  نفسج ما تنيتي/ اتنه اتنه/ هم تنيت وما اجيتي/ ياما كلتي اهوايه كلتي وما وفيتي/ ياما اسهر وانتي نمتي وما صحيتي).

ارهاق
نصيبك الوحيد من هذا الغرام، السهر والالم والتعب والارهاق والخيبة، من معشوق مغرور يشبه الديك الفارغ، الذي ينفش ريشه مزهوا بلا معنى، المعادلة غير متوازنة ما بين الطرفين، فهو اذا غاب ليلة واحدة، او تخلى عن موعد عابر او موقف بسيط، يبدا اللوم والعتاب والزعل والنواح، وحين يطالب بوفاء العهود السابقة، سيكون الجواب انتظر، وعند اللقاء يسكت الكلام خجلا، ويتم الاكتفاء بالسكوت المعبر عن الاحاسيس والمشاعر، اكثر من القصيدة،(لو جفيتج ليله وحده/ كلتي وينك يا تجيتي/ هذي عاداتج يهيله/ من غرورج ما شفيتي/ لو كلتلج اوفي عهدي كلتي اتنه/ وانتي نفسج ما تنيتي).

نكران
 لم يجزع الشاعر من المكاره والبلاء والعذاب، وماذا ينتظر بعد هذا الزمان المليء بالهموم، من خل خئون ادمن الاساءة والغدر والظلم والنكران لكل شيء جميل، محبوب غادر لا يمكن اصلاحه بحسن الافعال، ولا بغفران العثرات والاخطاء،(شتنه اكثر/ شتنه
اكثر/ من بعد حفنة ليالي/ وانه كل ظني الموده وماكو تالي/ شتنه اكثر/ وانه ذاب بشوكي  حالي).

انفعال
 تجاوزت الروح صبرها معك، وانت سعيد بجنوني وحبي اليك، وتنتشي عندما تتحدث إلى الاخرين، عن غيرتي واهتمامي وانفعالي وسؤالي الدائم عن احوالك، وبلا مبالاة تهتك اسراري امام كل شامت يتقصى الاخبار، هكذا انت دائما لا تبالي بأشواقي الملتهبة، ولا تغادر دائرة الجفاء المغلقة، وتعود نادما إلى تفاصيل حبنا القديم،(عفيه روحي شكد صبرها وعفيه بالي/ عفيه حالي شكد حمل عثرات منج/ وانتي ذيج انتي بخيالي ولا املج/ وانتي دومج لا ابالي/ لا صحيتي  ولا وفيتي).