الطايح رايح

ثقافة شعبية 2024/04/25
...

كاظم غيلان

تنبهنا العديد من أمثالنا الشعبية لما نعيشه في حاضرنا وكأن الماضي نبهنا منذ قيلت فيه.
"الطايح رايح " فأنت بحكم المهمل، المنسي، مهما بلغت من مستوى في الإبداع، ان لم تكن ضمن عالم يضج بالشللية السائدة في اوساط الثقافة والفن، شللية قادرة على صنع هالة لمن لايستحقها ابدا مثلما قادرة على ترسيخ نسيانك واهمالك وكأنك بحكم المحظور في الديني والسياسي.
" الطايح رايح" إلى أين؟
إلى النسيان والاندثار في زمن غلبت به المنافع المتبادلة بينما راحت تتوارى قيـــم كالمســــاواة والابــــداع والجمال.
ننادي بها نعم،. لكن ايننا من تطبيقها؟
ان لم تكن ضمن (كروب) له حظوته في الإعلام الرسمي وغير الرسمي وعالم السوشيال ميديا يستذكرك بقوة، ان لم تكن صالحا للمتاجرة التي ترفع من شأن هذه المنظمة وتلك الرابطة وذلك الاتحاد فأنت بحكم الغائب في ابديتك، ما ان يرحل مبدع حتى تسارع بعض الواجهات لنعيه واستذكاره بوجع الخسارة ببد انها ركنته في خانة الاهمال، لم تتفقده، لم تنتشله من الفاقة والعوز الذي عاناه في حياته، تسارع للاجهاش بدموع (التماسيح) عليه شعـــورا منها بعقدة الذنب.
"الطايح رايــح" بلا حقـــوق وبلا مأوى لعائلته ولا راتب تقاعدي يعينها على مقاومة صعوبات الحياة، فذلك كله تلخصه تلك الواجهات بيافطة نعي سوداء على بوابتها، ذلك كل ما تستطيع فعله، لكنها تنتفع وتثري للمؤثرين العاملين في دهاليزها وانفاقها ممن اجادوا استبدال الجلود والادوار وغرقوا بطوفان فساد لا نهاية
له، "الطايح رايح " بعد اليوم الثالث أو الثاني لمجلس العزاء المقام على روحه ان لم يكن له سند في هذا الكروب وتلك الشلة التي لاتشبه غير (الذباب الإلكتروني)، هذا الذي يهاجمك ويشوه ملامحك لمجرد رأي واضح شجاع يتقاطع مع اراء طائفية متطرفة أو يشير لما يجري من تشوهات تسيء لجوهر الإبداع وحقيقته، لمجرد ان تؤمئ لما يحصل من تزوير في تاريخ ثقافي كنت شاهدا على مجرياته وتحولاته.