تأييد رسمي وشعبي لموقف العراق الرافض لبيان قمة مكة

الثانية والثالثة 2019/06/02
...

بغداد / شيماء رشيد
 

لقي موقف العراق الرافض لبيان قمة مكة تأييدا نيابيا واسعا، فقد شدد سياسيون على ضرورة التهدئة وعدم التصعيد لاسيما وإن المنطقة لم تعد تتحمل حروبا اخرى وان المتضرر الاول سيكون العراق، مشددين على موقف العراق الشعبي والرسمي الرافض لأي تدخل عسكري، وثمنت مختلف القوى السياسية موقف رئيس الجمهورية برهم صالح المشرّف خلال القمة.

وعاد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، أمس السبت، الى البلاد بعد مشاركة مثمرة بمؤتمري القمة العربية الطارئة وقمة منظمة التعاون الإسلامي الرابعة عشرة في مدينة مكة المكرمة.
وألقى رئيس الجمهورية كلمة العراق في القمة العربية في مكة، اذ أكد أن "المنطقة بحاجةٍ الى استقرار مبني على منظومةٍ للأمن المشترك، يعتمد احترامَ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونبذ العنف والتطرف"، وأضاف، ان "ترسيخ الاستقرار في العراق يتطلب تعاوناً وتفهماً من الاشقاء والجيران والاصدقاء، مما يحتِّم على كل الأشقاء دعمنا والوقوف الى جانبنا، لأن العراق أحد أهم ركائز المنطقة".
وقال رئيس الجمهورية: إن "أيَّ تصادم في منطقتنا سيعرض أمن العراق للتهديد، ومن هذا المنطلق، منطلق مصلحتنا العراقية، ومنطلق حرصنا على أمن المنطقة، ومنطلق حرصنا على أمن اشقائنا والامن القومي العربي، فالعراق سيعمل على بذل قصارى جهده لفتح باب الحوار البنّاء، ويشدّد على ضرورة تبنّي الحوار المباشر، ونبذ العنف والحرب".
 
رجل دولة
عضو مجلس النواب عباس عليوي، أكد ان "موقف العراق من خلال رئيس الجمهورية كان واضحاً وصريحاً ولاقى استحسان الكثير من طبقات المجتمع العراقي"، مضيفاً ان "خطاب الرئيس صالح كان يدل على خطاب رجل دولة حقيقي".
وقال عليوي لـ"الصباح": إن "موقف العراق من بيان مكة يعد موقفاً شعبياً ورسمياً، ولقد أيدت جميع القوى السياسية الخطاب الذي طرحه رئيس الجمهورية برهم صالح أثناء القمة، على اعتبار أن العراق يجب أن يكون على الحياد ويسعى للعمل على التخفيف من الازمة في المنطقة".
وأضاف، ان "العراق يطالب منذ البدء الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة بالجلوس على طاولة واحدة من أجل فض النزاع"، وتابع: "يجب على الجميع مراعاة بأن الحروب المتتالية أضرت كثيرا بالعراق"، منوها "بضرورة التهدئة بالمنطقة لأنها على شفا حفرة من الدمار، وعليه يجب أن تجلس جميع الاطراف للحوار وتعزيز الامن من أجل عودة الحياة الآمنة الى المنطقة".
الى ذلك، بين عضو مجلس النواب عبد عون علاوي، أن "موقف العراق من بيان مكة كان ايجابياً، وهو أول موقف يتخذ في هذه القمة يخدم القضية العربية، وإن العراق اليوم أثبت وجوده على الساحة العربية بهذا الموقف".
وأضاف، ان "العراق بحكم موقعه السياسي والجغرافي في الصراع الدائر في المنطقة بين ايران والولايات المتحدة وأيضا بحكم العلاقة التي تربطه بكلا الدولتين فإنه يسعى الى التهدئة وتجنيب المنطقة ويلات
 الحروب".
 
زخم دبلوماسي
من جانبه، قال عضو مجلس النواب محمد البلداوي في تصريح لـ"الصباح": إن موقف العراق كان إيجابياً عبّر فيه عن حياديته وهو تعزيز لموقفه الرافض للحروب وإبعادها عن المنطقة"، مؤكداً أن "العراق اليوم اثبت انه يستطيع لعب دور الطرف الوسيط، وهو موقف قوة للعراق القادر على اتخاذ موقفه بنفسه من دون أن يكون تابعا لمحاور أو اطراف أو 
دول أخرى".
وأكد البلداوي، ان "موقف العراق الرسمي نابع من قرار الشعب اذ يحاول من خلال موقفه الدفع باتجاه تجنيب المنطقة الحرب التي قد تحرق العالم وتطال جميع دول المنطقة ومن ضمنها العراق"، مبيناً أن "العراق هو الدولة الوحيدة التي دعمت أشقاءها في قضاياهم سواء القضية الفلسطينية، كما أنه دافع عن اليمن وسوريا والاردن وقدم التضحية من أجل مصر".
وأضاف، ان "رئيس الجمهورية برهم صالح أضاف زخما قويا للدبلوماسية العراقية من خلال رفضه الانخراط بأي محور ضد إيران أو أية دولة أخرى"، مؤكداً أن "إجراء صالح كان ضمن الخطة الحكومية في منع العراق من الانزلاق في أي محور ضد الدول الأخرى"، مبيناً أن "العراق مستمر في مساعي المصالحة بين الدول المتصارعة ومنع أي عدوان ضد ايران أو اي دولة أخرى".
 
موقف حيادي 
بدورها، أشادت النائب عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف بموقف رئيس الجمهورية برهم صالح في مؤتمر مكة.
وقالت نصيف في بيان صحفي تلقته "الصباح": إن "الرئيس صالح نجح في جعل العراق يتبنى موقفاً حيادياً تجاه الصراعات الدائرة في المنطقة وعدم مجاملة أي طرف على حساب الحق، كما عبر عن دعم العراق لقضية الشعب الفلسطيني والدعوة المباشرة لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس العربية، وهذا الموقف يعد تحدياً للإرادات الرامية لتهويد القدس وجعلها عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، كما أحرج الإدارة الأميركية والمروجين لصفقة القرن".
وأضافت، ان "اعتراض العراق على البيان الختامي كان موقفاً مشرفاً عبر من خلاله الرئيس صالح عن سياسة خارجية عراقية قوية ترفض الانسياق وراء أية تأثيرات دولية ولا وصاية لأحد عليه"، منوهة بأن "هذا الاعتراض الذي نراه منطقياً وعقلانياً سيجعل العراق منطلقاً لتبني المواقف الحيادية في مواجهة الأزمات في المنطقة والعالم كما سيجعل مواقفنا يحسب لها ألف حساب من قبل بقية الدول".
وأعرب ائتلاف دولة القانون في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه، عن "دعمه لموقف العراق الرافض لمضمون البيان الختامي للقمة الطارئة المنعقدة في مكة المكرمة"، وأشاد الائتلاف، بـ"موقف رئيس الجمهورية برهم صالح والوفد العراقي الذي أبدى رفضه لأي عدوان وتصعيد عسكري على إيران"، مشددا على "ضرورة ابعاد المنطقة عن التوترات والحروب المفتعلة التي لا تخدم الا اعداء العرب والمسلمين والتي تمثل أخطر الخروقات لنسيجها السياسي والاجتماعي والاقتصادي".