كاترينا ديفز
ترجمة: بهاء سلمان
يعد تلوث الهواء سببا رئيسيا لحالات الوفاة عبر العالم بأسره، ولربما يحب المرء أن يطلع على المناطق الأنظف هواء عبر العالم. ومع استمرار أزمة المناخ بالتدهور، تسرع الدول المعروفة بالهواء النظيف بأعمال توصلها بإتجاه تحقيق عدم وجود انبعاثات كاربونية مطلقا بحلول العام 2050. ومع ذلك، هذا الهدف الطموح سيستلزم استثمارات هائلة بمصادر الطاقة المتجددة، وهو أمر معقد بسبب عوامل متعددة. ومن خلال هذا التحليل الشامل، سنستكشف تفاصيل القطاع العالمي للطاقة النظيفة لسنة 2023، متضمنا اللاعبين الرئيسيين والتوجهات الناشئة وستراتيجيات النجاح.
وكشف تحليل بيانات المراقبة الوقتية عن تفاوتات في مستويات تلوّث الهواء بين الدول مع مساهمة تغيّر المناخ بتفاقم المشكلة.
ووفقا للتقرير، تفتخر آيسلندا بأنظف هواء عالميا، مع وجود ثلاثة ميكروغرام تقريبا لكل متر مكعب من الهواء حسب تركيز معتمد عالميا.
على العكس من ذلك، وجد أن تشاد لديها أكثر هواء ملوّث، بتركيز بلغ 90 ميكروغرام تقريبا. ومن جهة أخرى، كان لكمبوديا التركيز الأدنى من بين الدول الآسيوية، بمقياس ثمانية مايكروغرام لكل متر مكعب.
تسلسل عالمي
لدى آيسلندا الهواء الأنظف عالميا، تليها غرينادا، ومن ثم أستراليا ثالثا. والدول الأوروبية الأعلى مرتبة هي آيسلندا، الأولى، وأستونيا سادسا، وفنلندا سابعا، وأندورا ثامنا، والسويد تاسعا. أما من النهاية الأخرى من المشهد، فتقبع تشاد تحت أسوأ هواء ملوّث، وأقل منها بمرتبة يأتي العراق ثم باكستان والبحرين وبنغلاديش على التوالي.
وتصدرت آيسلندا ريادة العالم بقطاع الطاقة المتجددة، مع وصول انتاجها بوسائل مصادر متجددة إلى نسبة مذهلة بلغت 99 بالمئة؛ مع طموح لتحقيق النسبة المطلقة بحلول العام 2040. ولدى غرينادا أهداف طموحة بالتحوّل نحو الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء عبر الرياح والشمس، لتصل بحلول العام 2030 لإنتاج نحو خمسين بالمئة من احتياجاتها عبر الطاقة الشمسية والرياح.
وتتعدد مصادر توليد الطاقة في استراليا، بضمنها الرياح ومساقط المياه والشمس وباطن الأرض؛ وبلغت نسبة تلك المصادر سنة 2022 أكثر من 43 بالمئة من مجمل الطاقة الكهربائية المنتجة داخل البلاد، محققة خطوات واسعة نحو انتاج الطاقة النظيفة.
أما جارتها نيوزيلندا، فقد بلغ اعتمادها على وسائل طاقة متجددة ما نسبته 82 بالمئة، إعتماد على المياه وباطن الأرض بشكل كبير، وتمثل الطاقة الشمسية مقبولية واعدة بمستقبل ناصع للطاقة النظيفة.
ويسرد التحليل، الذي جمع معلومات عن 125 دولة من دول العالم، ما حققته وتستمر بتحقيقه دول أخرى لإنتاج الكهرباء بواسطة المصادر المتجددة. فقد تحوّلت أستونيا من الوقود الأحفوري إلى الرياح، وبنسبة 65 بالمئة من انتاجها؛ وتركّز فنلندا ستراتيجية طاقتها المتجددة على الكتل الحيوية، لتشكّل أربعين بالمئة تقريبا من الاستهلاك الاساسي للطاقة، مع وسائل أخرى، تشمل المياه والرياح والشمس.
بدائل ومعايير
ويظهر التحليل دولا لا تملك موارد مالية ضخمة، لكن تتجه للإستفادة من مصادر الطاقة المتجددة المتوفرة لديها، من أمثال ترينداد وتوباغو، التي حددت هدفا ينبغي تحقيقه بحلول العام 2030 بإنتاج نسبة ثلاثين بالمئة من طاقتها عبر المصادر المتجددة.
أما سورينام، فهي تحافظ على مستوى طيّب من الهواء النظيف رغم مساهمة الوقود الاحفوري بإنتاج الكهرباء، وربما يعود السبب لقلة عدد السكان نسبيا؛ مع طموح البلاد للحفاظ وتعزيز معاييرها البيئية.
ويتحدث التحليل عن خطوات دولة بوليفيا لإنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة، تتصدرها المياه كأكبر المصادر المتوفرة لديها، متبوعة بالطاقة الشمسية، مع توجهات بتوسيع الاعتماد على هذه المصادر مستقبلا. أما الارجنتين، وبينما يسيطر الغاز الطبيعي على انتاج الكهرباء، فتزيد من اعتمادها على الطاقة المتجددة، ممثلة بالمياه والطاقة النووية والرياح والشمس.
وفاقت نسبة إعتماد كوستاريكا على الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء ما نسبته 98 بالمئة، مستعينة بعدة مصادر نظيفة، كالمياه وباطن الأرض والرياح والشمس. وكان من بين الدول التي شملها التحليل دولة أنغولا، حيث تسيطر الطاقة المائية على مشهد إنتاج الكهرباء، منتجة 68 بالمئة من وسائل إنتاج الطاقة. وتواصل الحكومة تنفيذ مشاريع مستدامة لزيادة إنتاج الطاقة النظيفة.
أما نيكاراغوا، فهي تفتخر بسلسلة من مصادر الطاقة المتجددة، وبضمنها الوقود الحيوي وباطن الأرض والرياح؛ وتساهم طاقة باطن الأرض بشكل كبير، حيث تبلغ 25 بالمئة من مجمل الطاقة المتجددة.
ويعرج التحليل على الولايات المتحدة، فبينما يمثل الغاز أربعين بالمئة من مصادر الطاقة المنتجة للكهرباء في أميركا، تتحوّل البلاد نحو مصادر أكثر نظافة، كالمياه والرياح والشمس. وتمثل طاقة الرياح الريادة في هذا المجال، موّلدةً 343 تيراواط/ ساعة من الكهرباء سنويا.
موقع سيوورلد الأميركي